أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةسياسةالجزائر والرهان الخاطئ .. محاولة لتصدير الأزمة عبر بوابة المغرب!

الجزائر والرهان الخاطئ .. محاولة لتصدير الأزمة عبر بوابة المغرب!

كأنها تعلن بصوت عال: “حنا باغيين نقطعو جميع العلاقات مع الجيران”.. هذا هو الحال مع الجارة الشقيقة التي خرجت تُعلن فرض التأشيرات على المغاربة.

خطوة تأتي كصدى لسياسة قديمة تعود للعقود الماضية، تُبرز توترات عميقة لم تجد لها حلا، وكأن الجزائر، بتوقيت مريب، قررت إشعال نيران الخلاف مجددا مع المغرب الذي يظل شوكة في حلقها.

ورغم أن القرار قد يبدو ظاهريا بسيطا، إلا أنه يحمل في باطنه أبعادا أوسع من الحدود الورقية، إنه إعلان لصراع صامت قديم يتجدد في كل مناسبة.

في الجزائر، يقف رئيسها عبد المجيد تبون على المسرح السياسي بوجه صارم، متقمصا دور الزعيم الذي يحاول الدفاع عن “هيبة الدولة”، ولكن على حساب العلاقة مع المغرب. منذ عام 2021، وتبون يتفنن في التصعيد ضد الرباط، بدءا من قطع العلاقات الدبلوماسية مرورا بإغلاق الأجواء، وصولا إلى إعادة فرض التأشيرات.

هذه الخطوات لا تُقرأ بمعزل عن رغبته في إحكام قبضته على الداخل الجزائري المضطرب، فالتصعيد مع المغرب قد يبدو بالنسبة له الورقة الأخيرة لتعزيز صورته كمدافع عن السيادة، ولكن في الواقع هو محاولة يائسة لتوجيه الأنظار بعيدا عن المشاكل الداخلية.

فالمشهد الداخلي في الجزائر يُعبر عن حالة اختناق متزايدة، حيث تئن البلاد تحت وطأة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة.

النظام الذي يترنح أمام انتقادات الشارع وجد في المغرب حسب ظنهم “عدوا سهلا” يمكنه إلقاء اللوم عليه، وتصدير الأزمات المحلية باتجاهه.

لكن أمام ذلك، فإن الاتهامات المتكررة للمغرب، بأنّه يتآمر على الجزائر، تبدو الآن وكأنها جزء من استراتيجية طويلة الأمد لتوحيد الصفوف داخل الجزائر خلف عدو خارجي وهمي، عوضا عن مواجهة القضايا الحقيقية.

لكن خطوة إعادة التأشيرات هذه ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل القطيعة المتصاعد، لأن العلاقات الجزائرية المغربية التي تمزقها القطيعة منذ سنوات، تجد نفسها اليوم أمام حاجز إضافي.

ببساطة، لأن الجزائر تستمر في بناء جدار عال من الإجراءات المعادية، بدءا من إغلاق الحدود الجوية إلى قطع التجارة، والآن تأتي التأشيرة لتضيف مزيدا من التعقيد. ولكن يبقى السؤال الذي يتردد في الأذهان: هل هذه السياسات فعلا تحمي الجزائر؟ أم أنها مجرد أداة لتجنب مواجهة التحديات الداخلية الحقيقية التي تقف على شفا الهاوية؟

تداعيات هذا القرار قد تصل إلى ما هو أبعد من حدود الجزائر والمغرب، فالمنطقة ككل قد تتضرر من هذا التصعيد المستمر. في وقت يحتاج فيه شمال إفريقيا للتكاتف في مواجهة تحديات كبرى كالإرهاب والهجرة غير الشرعية، يختار النظام الجزائري الاستمرار في تأجيج الصراع، في خطوة قد تزيد من عزلة الجزائر عن محيطها الإقليمي والدولي.

وفي خضم هذه اللعبة الخطيرة التي يديرها تبون وحاشيته، يبقى السؤال: إلى متى يمكن لهذا التصعيد أن يستمر قبل أن يرتد على الجزائر نفسها؟ النظام قد يراهن على خلق عدو خارجي لتخفيف الضغط الداخلي، لكن هذا الرهان محفوف بالمخاطر. فالأزمات الحقيقية التي تواجهها الجزائر لن تُحل بإثارة العداء مع المغرب، بل قد تتحول هذه النيران إلى لهيب يحرق الداخل الجزائري الذي يحتاج إلى حلول جذرية، لا إلى شعارات فارغة.

ألم يحن الوقت بعد لنقول كفى!!!

ظهرت المقالة الجزائر والرهان الخاطئ .. محاولة لتصدير الأزمة عبر بوابة المغرب! أولاً على Maroc 24.
سبورتيف1

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة