أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةفن و ثقافةالحسن الثاني طلب من لمشاهب استبدال كلمة «العلماء» بـ«الزعماء» ودعانا لإعادة أغنية...

الحسن الثاني طلب من لمشاهب استبدال كلمة «العلماء» بـ«الزعماء» ودعانا لإعادة أغنية «بغيت بلادي» ست مرات

لماذا لم تكمل المشوار مع جيل جيلالة بعد العودة إلى المغرب، مادام أن الانسجام ساد علاقتك مع أفراد المجموعة؟

قبل الجواب عن هذا السؤال، لابد من الإشارة إلى التعاون القائم بين المجموعات الغيوانية، رافقت جيل جيلالة في أكثر من جولة فنية، وشارك في بعض السهرات الشريف لمراني والشادلي مع مجموعة جيل جيلالة، منها تلك التي أقيمت في مكناس رفقة عزيزة جلال في سنة 1976. حين عدت إلى المغرب، اتصل بي الشريف، عازف لمشاهب، وعرض علي محاولة أخرى للم الشمل من جديد، قال لي «نخدمو ونوقفو على رجلينا مرة أخرى»، لكن نقاشنا حول مصير المجموعة تركز على قضية تجديد الأغنية «لمشاهبية»، وهو التوجه الذي كان يقوده الشريف الذي كان هو القائد الموسيقي للفرقة. مشينا في طريق تجديد الأغنية، وأصدرنا ألبوما يضم مجموعة من الأغاني: البحر، كذبة، تقريبا خمس أغان، وانضم إلينا عازفون محترفون لهم إلمام كبير بالعزف باحترافية كبيرة. هنا لابد من الإشادة بالتنظيم الذي ميز مجموعة لمشاهب، كانت تتوفر على مقر لا تتوفر عليه كثير من الجمعيات والفرق الغنائية. اللمة التي تحدثت عنها لم تكتمل لأسباب تتعلق بالتوجه الذاتي لكل فرد، لكن التصدع لا علاقة له بالمال أو التعويضات أو ما شابه ذلك، لكن لازالت بقية في عمر لمشاهب.

كان لمجموعة لمشاهب لقاء مع الملك الراحل الحسن الثاني، ماذا تذكر من هذا اللقاء؟

كانت للملك الراحل دراية واسعة بالمجال الفني ولا أدل على ذلك من رعايته للفنانين المغاربة والعرب من فرط حبه للفن. الحسن الثاني كان معروفا بحبه للموسيقى وإتقانه الهائل للعزف على عدة آلات وخاصة الأكورديون، وثقافته الفنية التي لم يكن يضاهيه فيها أحد بمن فيهم عباقرة الطرب. كان لنا شرف اللقاء به في القصر العامر، واستمع لأغنية «مجمع العرب»، التي تقول كلماتها:

يا مجمع العرب نوضو انقلعوا

سفون العجم فالبحور دارت قيامة

تا يقولو لعدا لعرب اتزلعوا

مركبهم مكسور ما صابو عولامة

حين تغنينا بهذه الرائعة ووصلنا إلى هذا المقطع، قال لنا الملك:

أحبس أسيدي وصاح: مركبهم مكسور ما صابو زوعاما

فاستبدلنا كلمة «عولاما» بـ«زوعاما»، وتبين لنا أنها الأكثر قدرة على إيصال الرسالة الفنية.

أيضا أثناء غناء رائعة «بغيت بلادي» سيطلب الحسن الثاني منا إعادتها ست مرات متتالية وكان يتأمل بتركيز كلماتها وألحانها. فهمنا أن الراحل كان يحفظ الأغنية، إذ بعد انتهائنا من الغناء، قال: «هادا هو الغْنا المغربي».. وفاجأنا بأنه عزف الأغنية على آلة الأورغ بيد واحدة، ولشدة إعجابه بالأغنية، طالب أحد المسؤولين بتسجيلها بتقنية «مانيتيك».

هل تبين لكم أن لمشاهب في حاجة لتطوير الأغاني كي تساير العصر الجديد؟

هاجس تطوير أغاني لمشاهب كان يسكن المجموعة من زمان، وعلمت أن أوركسترا في سويسرا عزفت قطعة «داويني» دون أن تتغنى بكلماتها. الفرقة الألمانية، التي ارتبطت بنا، قال أفرادها للشريف إن أغنية لمشاهب قابلة للتجديد، إذن الفكرة حاضرة ولمشاهب اليوم مقبلة على تحول جديد نترك الحديث عنه لحينه، بوجود فنانين يسكنهم الهوس لمشاهبي أمثال عبد ربه وسعيدة بيروك ونور الدين إخوان والمختار ميموني وعبد الحق جوهري، وحسن حسنين عازف الباطري.. بفضل هؤلاء وأسماء أخرى تظل لمشاهب حاملة للمشعل، صحيح لن تجد نسخة من باطما أو السوسدي أو الشريف لكن الخلف حاضر. إن رحيل بعض الرواد لا يعني أن مسيرة لمشاهب ستتوقف، إذ تم تطعيم المجموعة بعناصر جديدة، ولكن سبق لها أن شاركت إلى جانب المجموعة. صدقني هناك مشاهب وحيدة وهي مشاهبنا، هناك من يدعي امتلاك الفرقة دون سند فالتاريخ هو الفيصل. لقد تعرضت للشتم في الهاتف أنا وبيروك فقط لأننا حافظنا على هذا الموروث الفني، لكننا واجهنا الحرب الكلامية بالعمل وأحمد الله لأنني لا أملك صفحة فايسبوكية أو أي منصة للتواصل الاجتماعي ما جنبني التراشق والرد.

 

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة