قبل واثناء وبعد حفل فنان الراب المغربي “الغراندي طوطو”، خرجت بعض الجهات الرسمية وشبه الرسمية لتقدمه كأنه انتصار ثقافي وطني. مؤسسات، مسؤولون، وزراء، صفحات ممولة، اعلام رسمي… الجميع يسوق للحفل بلهجة احتفالية مفرطة، وكأن الامر يتعلق بنجاح دبلوماسي او انجاز رياضي غير مسبوق، في حين انه حفل ناجح لمغني له جمهوره ومحبيه لا اكثر.
لكن خلف كل هذا الترويج، تبرز مفارقة مقلقة: من يدافعون اليوم عن “طوطو” -بشعار السلكوط- لا يفعلون ذلك حبا في فنه، ولا اقتناعا بحرية التعبير او تنوع الاذواق، بل لانهم وجدوا فيه واجهة مناسبة للاختباء.
انهم يرفعون صورته ويختبئون وراء جمهوره، ليقدموا خصومهم كأنهم اعداء لـ”طوطو” وللجمهور العريض الذي يتابعه.
هذه ليست اول مرة يتم فيها توظيف فنان او ظاهرة ثقافية لتصفية الحسابات، لكنها واحدة من اوضح النماذج على كيف يمكن للمؤسسة ان تستغل فنانا لصناعة الاستقطاب: اما ان تكون مع الحفل ومع الفنان ومع…