شهدت النتائج المالية لشركة “ساوند إنرجي” البريطانية تحسناً ملحوظاً في السيولة خلال عام 2024، ويُعزى ذلك بالأساس إلى التقدم المحرز في مشروع الغاز بمنطقة تندرارة، ولا سيما بعد استكمال المرحلة الأولى في الربع الأخير من العام. كما كشفت النتائج عن استعدادات مكثفة تتعلق باتخاذ القرار الاستثماري النهائي للمرحلة الثانية من المشروع. ومن المتوقع أن تبدأ مبيعات الغاز الطبيعي المسال الخاصة بالمرحلة الأولى في الربع الأخير من عام 2025، حيث دخلت أعمال التجهيز في موقع تندرارة مراحلها النهائية، بعد الانتهاء من تركيب المعدات الرئيسية والانتهاء من سقف خزان التخزين. أما المرحلة الثانية، التي تهدف إلى تطوير احتياطيات تُقدّر بـ265 مليار قدم مكعب من الغاز القابل للبيع، وربط الحقل بخط أنابيب الغاز المغاربي–الأوروبي (GME)، فهي في طريقها نحو اتخاذ القرار الاستثماري النهائي خلال عام 2025. وتعمل “ساوند إنرجي” بالتعاون مع “التجاري وفا بنك” لتحقيق هذا الهدف، في حين جددت مجموعة “مناجم” التزامها بدعم هذا التوجه. وتتضمن الخطط المستقبلية للشركة تنفيذ عمليات حفر استكشافية في منطقتي SBK-1 وM5 القريبتين من تندرارة، حيث يُقدّر إجمالي الاحتياطي هناك بنحو 651 مليار قدم مكعب. غير أن الشروع في هذه العمليات ما زال رهناً بالحصول على الموافقات الحكومية اللازمة، ما يجعل تنفيذها خلال عام 2025 احتمالاً قائماً. وأظهرت البيانات المالية أن الشركة، المتخصصة في استكشاف المعادن، أنهت عام 2024 بصافي سيولة نقدية بلغ 7.9 ملايين جنيه إسترليني، مقارنة بـ3 ملايين في نهاية 2023. ويُعزى هذا التحسن إلى تحصيل 9.2 ملايين جنيه بموجب اتفاقية تفويض إدارة تندرارة، في مقابل إنفاق رأسمالي بلغ 5.4 ملايين جنيه، ونفقات إدارية وعامة قدرها 3.7 ملايين. ورغم هذه التطورات الإيجابية، فقد بلغ صافي الدين مع نهاية العام 29.8 ملايين جنيه إسترليني، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى 28.9 ملايين. وقد حقق المشروع تقدماً ملموساً منذ انتقال مسؤولية التشغيل إلى شركة “مناجم” المغربية، مما أسهم في خفض كبير للنفقات وتحسين فرص التمويل. كما تم تعديل عقد منشأة الغاز الطبيعي المسال الصغيرة، من صيغة الإيجار إلى عقد من نوع الهندسة والتوريد والبناء (EPC)، وهو تعديل يُتوقع أن يوفر على الشركة نحو 1.5 مليون دولار سنوياً من النفقات التشغيلية، رغم ارتفاع التكاليف الرأسمالية بقيمة 3.1 ملايين دولار لحصة “ساوند” البالغة 20 في المائة تجدر الإشارة إلى أن “ساوند إنرجي” تمتلك حصة بنسبة 20 في المائة في حقل تندرارة، الذي يضم احتياطيات تُقدّر بـ305 مليارات قدم مكعب من الغاز القابل للبيع، أي ما يعادل نحو 10.2 ملايين برميل نفط مكافئ صافي. وتستهدف المرحلة الأولى من المشروع إنتاج 10 ملايين قدم مكعب يومياً، في حين تهدف المرحلة الثانية إلى رفع القدرة الإنتاجية إلى 42 مليون قدم مكعب يومياً. وبحسب التقديرات، فإنه بعد انطلاق المرحلة الثانية في أوائل عام 2028، يُتوقع أن تحقق “ساوند إنرجي” أرباحاً سنوية قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك (EBITDA) تصل إلى 19 مليون جنيه إسترليني، إلى جانب تدفقات نقدية حرة (FCF) بقيمة 14 مليوناً، ما من شأنه تعزيز قدرتها على سداد ديونها وتمويل مشاريع توسعية داخل المغرب وخارجه.