بعد اعتقال المؤرخ الجزائري محمد الأمين بلغيث، إثر مروره على قناة “سكاي نيوز عربية”، أصدرت الجامعات الجزائرية، قرارا يمنع أساتذة التاريخ من الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام الأجنبية.
وحظرت عمادة كلية العلوم الانسانية والاجتماعية بجامعة حسيبة بن بوعلي في الشلف، أساتذة التاريخ من التصريح أو إجراء مقابلات إعلامية مع وسائل الإعلام الأجنبية بمختلف أنواعها، دون الحصول على ترخيص مسبق.
وجاء في “تعليمة داخلية موجهة لأساتذة قسم التاريخ”، أنه “عملا بالتعليمات التنظيمية المعمول بها في مؤسسات التعليم العالي، وحرصا على حماية صورة الجامعة وضمان انسجام الخطاب الأكاديمي مع التوجيهات الرسمية للدولة، يطلب من جميع أساتذة قسم التاريخ بالكلية الامتناع عن الإدلاء بأي تصريحات أو إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية المرئية أو المسموعة أو المكتوبة أو الإلكترونية، دون الحصول على ترخيص مسبق وصريح من الإدارة”.
واعتبر القرار أن “كل تصريح خارج هذا الإطار يعد خرقاً للإجراءات الإدارية وقد يعرض صاحبه للمساءلة التأديبية وفقاً للتنظيمات المعمول بها”. ووجه القرار المعنيين إلى “التقيد الصارم بفحوى التعليمة”.
وتزامن صدور هذا القرار مع استمرار الجدل حول سجن الأستاذ محمد الأمين بلغيث، الذي صرّح خلال مقابلة مع قناة “سكاي نيوز” بأن الأمازيغية “مشروع أيديولوجي صهيوني فرنسي”، ما أدى إلى تحريك دعوى قضائية ضده.
وعلى إثر ذلك، وُضع بلغيث تحت الحبس المؤقت، الأمر الذي أشعل ردود فعل متباينة، بين متضامنين ومتحفظين.
ووجّه أكثر من 300 أستاذ جامعي رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مناشدين إياه التدخل في القضية.
وأوضح الموقعون وهم أساتذة التاريخ على الرسالة، وهم من مختلف جامعات الوطن، أنهم يثقون في حكمة الرئيس وبصيرته في معالجة المسألة.
وطالب الأساتذة بـ “إنصاف” زميلهم، وتمكينه من العودة إلى أسرته واستئناف نشاطه الأكاديمي دون قيود.