في خطوة جديدة تُحسب لصالح الموقف المغربي، قامت الوكالة الرسمية للأرصاد الجوية الإسبانية AEMET بنشر خرائط طقس تشمل التراب المغربي كاملاً، بما في ذلك الأقاليم الجنوبية للمملكة، وعلى رأسها الصحراء المغربية، دون فصل أو حدود تفصلها عن باقي التراب الوطني.
ورغم أن مؤسسات إسبانية سبق لها أن استخدمت خرائط مماثلة، إلا أن ما يميز خرائط AEMET هو أنها صادرة عن هيئة رسمية وتحظى بانتشار واسع عبر منصات عامة، ما يضفي على هذه الخرائط بعدًا دبلوماسيًا ورمزيًا في وقت تعرف فيه العلاقات المغربية الإسبانية تطورًا ملحوظًا.
ويأتي هذا في سياق الدعم الإسباني المعلن لمبادرة الحكم الذاتي المغربية منذ سنة 2022، والتي وصفتها مدريد آنذاك بأنها “الأكثر جدية وواقعية ومصداقية” لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
ويعتبر المغرب أن إدراج أقاليمه الجنوبية في مثل هذه الخرائط ليس فقط تعبيرًا عن الواقع على الأرض، بل أيضًا تصحيحًا لسنوات من التشويه المتعمد والتجزئة في الخرائط الدولية.
وفي الوقت الذي تواصل فيه الرباط تعزيز موقفها دوليًا، من خلال اتساع رقعة الدول الداعمة لمخطط الحكم الذاتي، لا تزال بعض الأوساط الإعلامية والمدنية في إسبانيا تتشبث بخطابات قديمة، ترفض الاعتراف بالواقع الجديد الذي تكرسه المملكة ميدانيًا وتنمويًا.
هذا النوع من التمثيلات الجغرافية، وإن بدا بسيطًا، إلا أنه يحمل رمزية قوية في معركة السيادة، ويعكس ملامح تحول هادئ في مواقف بعض المؤسسات الرسمية الأوروبية تجاه مغربية الصحراء.