أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةرآيتهديد “الزعيم”: خطاب بين الضغط والمناورة الانتخابية

تهديد “الزعيم”: خطاب بين الضغط والمناورة الانتخابية

الأحداثبقلم :محمد اعويفية

مع اقتراب موسم الانتخابات، برزت مسألة التهديد في حال الفشل في الحصول على مقاعد، ما يثير نقاشًا حول خلفية هذه التهديدات التي ألقى بها زعيم حزبي يعود اليوم ليتصدر من جديد المشهد السياسي بخرجاته المتكررة، ودوافعها، ومدى تأثيرها على الناخبين وعلى الحياة السياسية.

هذا النوع من الخطاب يُعد سلاحًا لجأ إليه” الزعيم” أولًا لتحويل النقاش صوب نفسه كقائد “تاريخي” لا يزال يزعم ويتوهم أنه ثبت النظام و جنّب البلاد الفوضى والانهيار ذات ربيع، و تحويله ثانيا عن نتائج الفترتين السابقتين اللتين دبر فيهما حزبه الشأن العام تدبيرًا يكاد يكون شاملًا وعن توقيعه التطبيع مع إسرائيل. كما أنه يحاول تحوّيل الانتباه عن البرامج والخطط المزمع تطبيقها وعرضها لإقناع الناخبين بها في الاستحقاقات القادمة.

كما يعتمده “الزعيم” اليوم ، وهذا هو الأهم، كوسيلة لزيادة الضغط على الدولة لابتزازها، كي تعترف بـ”خدماته الجليلة” التي أسداها ارضاء لها على ظهر الطبقة المتوسطة وعلى حساب جيوب المواطنين. ويمكن اعتبار الخطاب هذا ، من جهة أخرى، مناورة لإثارة التعاطف بدغدغة مشاعر المواطنين، ودفعهم للتصويت بأعداد كبيرة خوفًا من فقدان هذا الزعيم “المنقذ” الذي ربط وجوده في السلطة برخاء البلاد وازدهارها، وما فيها من “باس” يحسن أوضاعه وأوضاع “الإخوان” مرة أخرى.

يمكن النظر إلى هذه التهديدات اللافتة على أنها تبدو صادقة في ظاهرها، كما يمكن النظر إليها كاعتراف ضمني مسبق بالهزيمة واستباقها، وعلى أن صاحبها لا يملك خطة بديلة في حال الخسارة، ما يعكس بجلاء الضغط الكبير الهائل الذي يعيشه “الزعيم” في ظل وجود منافسة محتدمة من أحزاب أخرى، تصب كل التوقعات في مصلحتها.

في المؤتمر الأخير، وبعد “مسرحية الانتخاب المفتعلة”، فُتح باب النقاش أمام نضج هذا الحزب وقدرته على تجديد نخبه وعلى تجاوز شخص “الزعيم”، وأنه حزب بلا تداول ولا رؤية سياسية واضحة يقارع بها الخصوم، سوى استغلال كل القضايا و السعي بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة، ليس لخدمة الوطن، وإنما للفوز بالانتخابات حبًا في السلطة، وتجاوز عقدة “البلوكاج” المستعصية على الفك لحد الساعة.

وعوض تقديم الاستقالة والتنحي طواعيةً لعكس ثقافة تقوم على تحمل النتائج، لا على استخدامها كورقة للضغط، يبقى أسلوب التهديد ليس جديدًا في السياسة، فهو يُستعمل اليوم في المغرب تماشيًا مع ما فعله واعتمده في تونس الإسلامي راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، الذي استخدمه ليؤكد قدرته واستثنائيته في تحمل المسؤولية، دون احترام لاختيارات الناخبين أو وضع الديمقراطية فوق الاعتبار الشخصي

Tags :الإنتخاباتالزعيمبنكيرانلشكرهيئة التحرير4 مايو، 2025

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة