الأحداث
ركن باريس، أو كوان دو باري coin de” paris” كما نسميه بآسفي كان حقا إسمه و له تاريخ ،تاريخ حضارة و تمدن و كان من بين الأماكن المميزة و الجميلة.
كنت أزوره مع أبي رحمه الله و أنا صغير ربما مرة باليوم يوم كان به محل السي البوعثماني بائع الجرائد و الكتب و الشكلاطة الأوربية ،و السيكار” هوبمان هافانا” الموضوع داخل “علبة الألمنيوم” و الذي كان يشتريه أبي رحمه الله كل ظهر يوم جمعة و يهديه للمرحوم كريم العمراني الذي كل يزور محطته للبنزين “طكساكو” كل يوم سبت صباحا لملأ سيارته الدييسDS الجميلة ،ب”السوبير “،و شراء شحم “المارفاك graisse Marfac” لحافلاته التي كانت تجوب آسفي بعمال الفوسفاط.ربما ردا لجميل السيكار،
كان في ركن باريس محلات جميلة لم أعد أتذكرها ،ربما مدام فيكوس صاحبة مختبر التصوير، و كان هناك منزل جوستو الفرنسي الذي كنا ندخله مرة في السنة للإحتفال بعيد ميلاد إبنته “أنييس Agnès “وكان هناك المجمع السكني لموظفي المكتب الوطني للسكك الحديدية، و أيضا أراضي خلاء ….منها تلك التي أفرغ منها المهاجرون ،أبناء قارتنا.
المكتب الوطني للسكك الحديدية مكتب ،أو شركة غنية جدا،مكتب يسير عبر المغرب قطارات و تيجيفي و حافلات ،و يعمل في اللوجيستيك ،تحث يديه فندق من أجمل الفنادق بالعالم ،أظنه كذلك،و هو فندق المامونية،سلسلة فنادق متوسطة عبر ربوع المملكة ،في جعبته أراض حجمها لا يعد و لا يحصى ،فيلات فخمة و هو “الناقل الرسمي ” للفوسفاط ،و ما أدراكم ما الفوسفاط……..و في آسفي.
يمثل آسفي رجال لهم وزن ،السيد سمير كودار رئيس الجهة ،سياسي بعلاقات وازنة داخل دواليب الدولة ،و يظهر ذلك من خلال منشوراته و نوعية الناس الذين يستقبلهم و يستقبلونه، ويفعل الكثير لصالح مدينته، معنا السيد عادل السباعي رئيس مجلس وطني لحزب عتيد و تدخلاته بمجلس النواب كثيرا ما تؤتي أكلها، يمثلنا برلماني عضو مجلس حزب عريق و هو السيد هشام سعنان الذي ينتمي ، بصفته التمثيلية للتحالف الحكومي و قريب جدا من وزير النقل، لآسفي أيضا مستشار مَثّلَ آسفي كثيرا و هو رجل يحترمه ممثلو حزبه و كبار رجال الدولة و هو السيد مبارك السباعي، آسفي مدينة يمثلها برلماني مر عبر المجلس تلاث مرات و حزبه ترأس الحكومة ذات زمان، و هو السيد فيصل الزرهوني، آسفي يمثلها السيد بنهيمة و من يدور بفلكه و هم أشخاص مهمين و لهم علاقات ،و أتاها عامل له تجربة كبيرة و يظهر من تدخالاته أنه جاء ليعمل للصالح العام ،و هذا محمود ، و بآسفي رئيس مجلس يريد العمل على إحياء و تلطيف أجواء الحاضرة، و يظهر كذلك مما ينشر، ان له علاقة خاصة مع رئيسة حزبه ،الوزيرة .
لماذا لا يتدخل كل هؤلاء لإجبار المكتب الوطني على بناء فندق في ذلك المكان الذي طرد منه المهاجرون ترتيبا لخلق جو سياحي يليق بالمدينة ، أو على الأقل خلق فضاءات جميلة و حدائق في تلك الأراضي الفارغة التي تركت تشوه وجهه .
هيئة التحرير4 فبراير، 2025
إقرأ الخبر من مصدره