جمال أمدوري
خرج آلاف المغاربة، اليوم الأحد، في مسيرة وطنية حاشدة جابت شوارع العاصمة الرباط، تعبيرا عن غضبهم العارم واستنكارهم الشديد لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ورغم الأمطار الغزيرة التي شهدتها الرباط، لم تمنع الظروف الجوية الصعبة المشاركين من الانضمام إلى المسيرة، حيث عبروا عن تضامنهم القوي مع القضية الفلسطينية. المسيرة، التي دعت إليها “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين”، تحولت إلى صرخة مدوية تطالب بوقف العدوان الوحشي، وكسر الصمت العربي والإسلامي، وإنهاء التطبيع مع الكيان الصهيوني.
المشاركون، الذين قدموا من مختلف أنحاء المملكة، رفعوا شعارات قوية ولافتات منددة بالجرائم الإسرائيلية، ومطالبة بمحاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية. كما صدحت حناجر المتظاهرين بهتافات داعمة للمقاومة الفلسطينية، ومؤكدة على الحق الثابت للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وفي تصريح لجريدة “العمق”، أكد عبد القادر العلمي، عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، أن “هذه المسيرة الوطنية الشعبية هي صرخة جديدة شعبية استنكارا وإدانة لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها آلة الحرب الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في غزة وفي عموم الأراضي الفلسطينية”. وأضاف العلمي أن المسيرة تهدف إلى “أن تقول للعالم أين هو الضمير الإنساني، وأن تقول للمؤسسات الدولية أين هي المواثيق الدولية لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني”.
ووجه العلمي رسالة قوية إلى “حكام العرب والمسلمين” متسائلا عن صمتهم وعدم تحركهم إزاء “التقتيل الجماعي للأطفال والنساء وإنهاء الحياة على أرض غزة وفلسطين”. كما تساءل عن “ماذا يمكن أن تجنيه بلادنا من العلاقة مع كيان غاصب محتل، لا يمارس إلا الإجرام؟”، مطالبا المسؤولين بـ “الكف عن التطبيع” و”إنهائه مع هذا الكيان الغاصب الإجرامي الذي يبيد الإنسان والحياة في غزة وفلسطين”.
من جانبه، عبر محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، عن فخره بمشاركة مختلف مكونات الشعب المغربي في هذه المسيرة، قائلا: “ها أنتم ترون مرة أخرى الشعب المغربي يجوب شوارع الرباط بتعبيراته ومكوناته المختلفة، ليطلق هذه الصرخة، صرخة التضامن اللامشروط مع الشعب الفلسطيني في محنته، صرخة الرفض والتنديد بالحرب القذرة التي تشنها الآلة الصهيونية المتغطرسة بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس”.
وأكد بنعبد الله في تصريح لجريدة “العمق”، أن “الشعب المغربي مجددا يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ليصرخ: ‘لن نركع لمحاولة طمس قضية الشعب الفلسطيني، ولن نسمح بمحاولات إبادة الشعب الفلسطيني. ستستمر هذه الأصوات العالية في المجتمع المغربي حتى يحقق الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة والعادلة، في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس’”.
بدورها، شددت رجاء كساب، عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، على أن “هذه المسيرة الشعبية تترجم رأي الشعب المغربي بشأن التطبيع وجرائم الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة وفي عموم فلسطين منذ 8 أكتوبر 2023”.
وأكدت أن المشاركين هنا “لنؤكد موقفنا الثابت ضد هذه الجرائم، ونطالب بإيقاف جميع الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري، بالإضافة إلى الجرائم الصهيو-أمريكية ضد الشعب اليمني”. ووصفت هذه الجرائم بأنها “جرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي تدينه جميع الشرائع الدولية، وعلى رأسها المحكمة الجنائية الدولية”.
وأعلنت كساب باسم المتظاهرين عن “رفض أي شكل من أشكال التطبيع، ورفض رسو السفن الصهيونية في موانئنا، كما نرفض أي تطبيع رسمي أو غير رسمي”، محذرة من “تهويد المجتمع المغربي الذي بدأ منذ التطبيع الرسمي”، مؤكدة أن “أي استمرار في التطبيع يُعتبر مشاركة في جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وسيحاسبنا عليها التاريخ”.
وطالبت كساب بـ “إيقاف جميع أشكال التطبيع، وطرد جميع المجرمين الصهاينة من أراضينا، وإيقاف الاستيلاء على الأراضي والممتلكات المغربية تحت ذريعة أنها كانت لليهود الذين هاجروا إلى الكيان الصهيوني”، مؤكدة أن “قانون الجنسية المغربية أسقط عنهم الجنسية، وبالتالي نرفض أن يشاركنا في هذا الوطن مجرمون قتلة”.