في توقيت دبلوماسي بالغ الحساسية إقليمياً ودولياً، استقبل ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي والممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، يوم أمس الجمعة، السفير المغربي لدى روسيا، لطفي بوشعرة، في لقاء قالت الخارجية الروسية إنه تناول قضايا “عملية” لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي وصفتها موسكو بـ”الودية والتقليدية”.
غير أن الطابع “التقني” المعلن للقاء لم يحجب خلفياته السياسية، خصوصاً أنه يأتي قبل أشهر قليلة فقط من موعد الجلسة المرتقبة لمجلس الأمن الدولي في أكتوبر،المقبل، والتي ستُخصّص لبحث تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية (المينورسو).
وبينما حرصت موسكو على إبراز الطابع الثنائي للتباحث، يرى مراقبون أن اللقاء يكتسي أبعاداً تتجاوز العلاقات المغربية الروسية التقليدية، ليمتد إلى موقع موسكو في تفاعلات النزاع حول الصحراء المغربية، في ضوء التوازنات الجديدة داخل مجلس الأمن، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية، وإعادة ترتيب الأولويات الدبلوماسية في عواصم القرار الكبرى.
وتأتي هذه التحركات في سياق حراك دبلوماسي متزايد تشهده القضية، مع اقتراب موعد تجديد ولاية “المينورسو”، في ظل استمرار غياب حل نهائي للنزاع، وتباين مواقف القوى الكبرى داخل مجلس الأمن، بما في ذلك روسيا، التي غالباً ما تبدي تمسكاً بمواقف متوازنة تحفظ لها هامش المناورة الاستراتيجي في الملف.
الجدير بالذكر أن موسكو، رغم علاقاتها التاريخية مع الجزائر، دأبت على تجنب الانحياز الصريح لطرف ضد آخر في نزاع الصحراء، وهو ما يضفي أهمية خاصة على اللقاء الأخير مع الجانب المغربي، في هذا التوقيت بالذات، بما قد يحمل من مؤشرات حول توجهات الموقف الروسي خلال المداولات المقبلة بالأمم المتحدة.
