عاش محيط مقر عمالة الصخيرات تمارة، صباح اليوم، على وقع استنفار أمني كبير تزامنًا مع تنظيم وقفة احتجاجية حاشدة انخرط فيها عشرات المواطنين المنحدرين من جماعة سيدي يحيى زعير، والذين كانوا يقطنون بمنازل صفيحية بعدد من دواوير المنطقة، وذلك للمطالبة بالإسراع في تسليم الشقق المخصصة لهم والتي طال انتظارها لما يزيد عن سنتين.
وارتباطا بالموضوع، رفع المحتجون شعارات غاضبة تستنكر ما اعتبروه “تماطلًا غير مبرر” من طرف الجهات المعنية في تسوية أوضاعهم، خصوصًا بعد أن تم هدم مساكنهم الصفيحية دون تمكينهم من شهادات الهدم، مما زاد من تعقيد مسارهم الإداري والقانوني.
في سياق متصل، أكد عدد من المحتجين أنهم يعيشون منذ ما يزيد عن سنتين، أوضاعا اجتماعية صعبة، عقب اضطرارهم إلى كراء مساكن مؤقتة بتكاليف باهظة استنزفت قدراتهم المالية المحدودة، مشددين على أن معاناتهم ازدادت تعقيدا في ظل غياب أي آفاق واضحة بخصوص استلام شققهم، خاصة بعد تأخر إجراء القرعة التي يفترض أن تحدد المستفيدين بشكل رسمي.
وفي خضم هذا الوضع المقلق، برزت معاناة جديدة لبعض هؤلاء المحتجين الذين انتهت صلاحية بطائقهم الوطنية، إذ رفضت السلطات تجديدها بسبب عدم توفرهم على عناوين سكن قارة، وهو ما وضعهم في مأزق إداري زاد من تفاقم معاناتهم اليومية و أعاق استفادتهم من عدد من الخدمات الأساسية.
وطالب المحتجون عامل الإقليم بالتدخل الفوري لتسريع وتيرة المعالجة، وتمكينهم من حقوقهم المشروعة في سكن لائق، معربين في الوقت ذاته عن استيائهم من ما وصفوه بـ”غياب التواصل والشفافية” في تدبير هذا الملف الذي أثر سلبًا على أوضاعهم الاجتماعية والنفسية.
وتسلط هذه الوقفة الاحتجاجية الضوء مجددًا على الإشكالات المرتبطة ببرامج إعادة الإيواء، وضرورة إعمال مقاربة عادلة وفعالة تنهي معاناة المتضررين في احترام تام لكرامتهم وحقوقهم الدستورية.