من باب الدعاية والتطبيل وغير قليل من التضليل، ثمَّن المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الجزائري ــ ومن غيره؟ ــ في تقريره الأخير” المكتسبات المحققة في الفترة 2019-2023 في مجال مكافحة الهشاشة وتحقيق العدالة الاجتماعية بالجزائر
وفي ما يشبه المرافعة المؤدى عنها لصالح الرئيس الحالي/المقبل تبون، انبرى المجلس لتعداد الميزات والمحاسن المزعومة كما يلي:
ــ الفترة ما بين 2019 و2023 تميزت بجملة من الخطوات في مجالات مكافحة الفقر، والحد من عدم المساواة، ودعم الفئات الهشة، من بينها رفع الأجور ومنح التقاعد والمعاشات، وبرامج لمساعدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والأسر المعوزة، وتمكين المرأة اقتصاديا.
هل هذا يعني “نهاية التاريخ” في الجزائر بتحقيق كل هذه المعجزات في خمس سنوات؟.
ــ خطة واسعة النطاق لتطوير المناطق النائية إلى تحسين الظروف المعيشية للسكان من خلال توفير خدمات أساسية مثل الكهرباء والغاز والماء والصرف الصحي والطرق والمدارس والمرافق الصحية المحلية، تضيف ذات الوثيقة
معناه أن بلدا يسبح فوق محيطات من الغاز والنفط مازالت أماني المواطن فيه هي أن يحصل على “مرحاض وواد حار”؟
ــ الإجراءات المتخذة بهدف تحسين المستوى المعيشي حيث تم سنة 2020 رفع الأجر الوطني الأدنى المضمون من 18 ألف دج شهريا إلى 20 ألف دج شهريا
زيادة ألفي دينار جزائري تعني للمدخن مثلا توفير بضع علب سجائر، نظرا للقيمة المتدنية للعملة المحلية مقارنة مع الغلاء الأسود للمواد الأساسية.
ــ إعادة تقييم الشبكة المرجعية لنظام أجور الموظفين، حيث زادت الرواتب بين 4500 دج و8500 دج، حسب الفئات، وقد تم تنفيذ القرار على مرحلتين، تم تطبيق المرحلة الأولى اعتبارا من الفاتح يناير 2023، والثانية بداية 2024.
زيادات لا تسمن ولا تغني عن جوع، والمتأمل لتصريحات مواطنين جزائريين أضناهم الغلاء تجعل من هذه الزيادات أضعف من مساحيق بئيسة فوق جروح تقرحت.
ــ إقرار منحة للبطالة في 2022 ثم رفع قيمتها إلى 15 ألف دج شهريا اعتبارا من الفاتح يناير 2023، بهدف دعم الشباب البطال الباحث عن العمل، والذين تتراوح أعمارهم ما بين 19 و40 سنة لتلبية احتياجاتهم الأساسية خلال هذه الفترة.
هذه المنحة تعتبر في الأاصل رشوة لشباب الحراك كي يلزموا بيوتهم ومقاهيهيم….والدولة تتكفل بربع مصاريف الجيب والبقية على الآباء والأمهات…معليش ملعوبة.
ــ استفادت أكثر من 27257 امرأة من القروض المصغرة، فيما تمكنت 27549 امرأة من فرصة التكوين المهني، وقامت 137849 امرأة حرفية بإنشاء 84993 وظيفة عبر 1272 بلدية.
مشاريع لتربية الارانب للاستهلاك المنزلي مثلا؟
ارتفاع عدد عروض العمل عبر الوكالة الوطنية للتشغيل، لتصل إلى 439508 في 2023 مقارنة بـ379051 عرض في 2021 أي بزيادة 15.9 بالامئة.
تناقض صارخ بين أن تزعم بارتفاع عروض العمل وإقرارك لمنح بطالة لا غبار عليها.
