أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةمجتمعالغموض يلف مصير مشاريع كلفت الملايير.. ومجلس الرميلي يكتفي بإطلاق “وعود جوفاء”

الغموض يلف مصير مشاريع كلفت الملايير.. ومجلس الرميلي يكتفي بإطلاق “وعود جوفاء”

فاطمة الزهراء غالم

يرى متتبعو الشأن المحلي بالدار البيضاء، أن مجلس الجماعة بقيادة التجمعية نبيلة الرميلي، فشل لحدود الآن، في تدشين مشاريع كبرى برمجت خلال المجلس السابق الذي ترأسه العدالة والتنمية، وصرفت عليها ميزانيات ضخمة.

ويتعلق الأمر بالمسرح الكبير الذي مازال محاصرا بسياج حديدي رغم انتهاء أشغاله، إضافة إلى حديقة الحيوانات بعين السبع، وخطوط الترامواي، الثالث والرابع المستمر المجلس في تجربتهم منذ بداية السنة.

وفي كل مناسبة، يكتفي مسؤولو مجلس جماعة الدار البيضاء، بإطلاق وعود جوفاء بتدشين هذه المشاريع بدون تقديم الأسباب الحقيقة الكامنة وراء تعثر افتتاحها، رغم مرور سنوات على انتهاء أشغالها، كما هو الحال بالنسبة للمسرح وحديقة الحيوانات.

تعثر المسرح الكبير

على الرغم من انتهاء أشغال تجهيزه، مازال المسرح الكبير بالدار البيضاء، المشروع الذي وقعت اتفاقية إنشائه أمام الملك محمد السادس سنة 2014، يحيط به السياج من كل حدب وصوب، ومازالت أبوابه موصدة أمام الساكنة التي تطالب الإسراع في افتتاحه، لافتقار المدينة إلى مرافق فنية وثقافية عمومية، من شأنها الارتقاء بوضع وصورة المدينة المليونية.

وفي حين أرجعت مصادر مسؤولة أسباب تأخر افتتاح المسرح الكبير إلى صراعات سياسية، أبدى أعضاء أغلبية مجلس العمدة الرميلي جهلهم بالأسباب الحقيقية لهذا التعثر، وذلك ضمن تصريحات متفرقة، أدلوا بها لجريدة “العمق”. وبالرغم من المحاولات المتكررة للحصول على توضيحات، إلا أن أعضاء المجلس لم يستطيعوا تقديم أي معلومات إضافية.

وكشفت مصادر مطلعة، أن مسرح الدار البيضاء، الواقع بجوار مقر مجلس الجماعة، قد تم إنشاؤه في إطار برنامج استعجالي خلال فترة المجلس السابق الذي تٍاسه عبد العزيز عماري عن حزب العدالة والتنمية، إلا أن تسلم المجلس الحالي لمقاليد المسؤولية شهد تباطؤا ملحوظا في عملية الافتتاح، حيث تشير المعطيات المتداولة داخل المجلس، إلى وجود خلافات حول كيفية إدارة وتسيير هذا الصرح الثقافي.

مشروع المسرح الكبير، خصصت له ميزانية تقدر بحوالي 144 مليار سنتيم، لإنشائه بمواصفات عالمية وعصرية، بحسب تصريح سابق لأحمد بريجة المسؤول عن قطاع الأشغال والمرافق العمومية، وهو ما يفرض تسييره بشروط ترقى إلى طموح إحداثه، إما بتسييره بطريقة مباشرة، أو انتداب شركة متخصصة، تسهم في الارتقاء بهذا المشروع الملكي الكبير.

حديقة بدون حيوانات

على الجهة الأخرى، بتراب مقاطعة عين السبع، لا زال مشروع حديقة الحيوانات، متعثرا منذ سنوات رغم انتهاء جميع أشغاله التقنية واللوجستيكية، وفي كل محاولة تواصلية لجريدة “العمق” مع مسؤولين بمجلس جماعة الدار البيضاء يؤكدون أن الأمر يتعلق بالتأخر في تسلم الحيوانات.

ويعد مشروع حديقة حيوانات عين السبع من المشاريع الكبيرة التي تم توقيعها أيضا أمام الملك محمد السادس سنة 2014، لكنه واجه العديد من التأخيرات لأسباب مختلفة تتعلق بالتدبير والتسيير، مما أثار استياء الساكنة والفاعلين المحليين.

وأكد مسؤول بمقاطعة عين السبع أن حديقة الحيوانات، التي تعود بتاريخها إلى أكثر من 80 عاما، ستفتح أبوابها مجددا للجمهور في أقرب الآجال، وستشتمل الحديقة على مجموعة غنية من الحيوانات، حيث تسعى الجماعة لتوفير 45 نوعا من أجود الأصناف العالمية، مما يعزز مكانة الحديقة كمعلمة ثقافية وترفيهية بارزة بالعاصمة الاقتصادية.

وبرغم الوعود المتكررة من المسؤولين بفتح حديقة الحيوانات في “أقرب الآجال” أو “الشهر المقبل”، والتي طالما تردد صداها في وسائل الإعلام، إلا أن المشاكل لا تزال تعرقل هذا المشروع، آخرها الخلاف المالي مع الشركة المسؤولة عن تزويد الحديقة بالحيوانات.”

وسبق أن أكدت مصادر مسؤولة بجماعة الدار البيضاء، أن عملية افتتاح حديقة حيوانات عين السبع تعثرت طوال الأشهر الماضية بسبب خلافات مالية بين المجلس الجماعي وشركة التدبير “دريم فيلاج”، التي طالبت الجماعة بمبلغ يتراوح بين 3 إلى 4 مليار لتغطية خسائرها المحتملة، دون أن يؤكد المجلس رسميا هذه المعطيات أو يفندها.

وتواجه جماعة الدار البيضاء تحديا ماليا كبيرا لتجهيز حديقة الحيوانات في عين السبع وتشغيلها، حيث تحتاج إلى مبلغ إضافي قدره 80 مليون درهم، وذلك بعد تأخر افتتاح الحديقة وتعرض مرافقها للتلف.

ترامواي يتحرك خارج الخدمة

رغم الإعلان عن قرب تدشين الخطين الثالث والرابع لترامواي الدار البيضاء في يونيو الماضي، إلا أن هذا المشروع بدوره لا يزال متعثرا حتى اليوم، ورغم تهيئة المحطات وتجهيزها بأحدث التقنيات، وقيام العربات برحلات تجريبية، يظل سبب التأخير غامضا في ظل غياب توضيحات واضحة من الجهات المسؤولة.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن نقص عدد العربات المسلمة من قبل الشركة المتعاقدة هو أحد أسباب هذا التأخير، حيث يتم تسليم عربتين فقط شهريا، وهو عدد أقل بكثير من العدد المتفق عليه.

وقد نفت مصادر مسؤولة في الجماعة وجود أي أعطاب تقنية في مسارات الخطين الجديدين، مؤكدة أن المشروع جاهز وأن الانطلاق الرسمي سيكون قريبا، إلا أن مصادر أخرى رجحت أن يكون التأخير ناجما عن بعض المشاكل التقنية التي طرأت خلال فترة الإنجاز.

وفي السياق ذاته، أكدت مصادر مسؤولة داخل شركة الدار البيضاء للنقل في تصريح سابق لجريدة “العمق”، أن المشروع جاهز منذ نهاية عام 2023، وأن التجارب التي أجريت على العربات والمسارات كانت ناجحة.

وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن تسليم العربات يتم بشكل تدريجي وهو أمر طبيعي في مثل هذه المشاريع.

ويمتد الخط الرابع على مسافة 12.5 كيلومتر ويشمل 19 محطة، ويربط بين عدة أحياء مهمة في المدينة، بينما يمتد الخط الثالث على مسافة 14 كيلومتر ويشمل 20 محطة، ويربط بين شرق المدينة وميناء الدار البيضاء.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة