أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةسياسة“مراسلون بلا حدود”: تقرير موضوعي حول المغرب أو عودة الوعي للمراقبين للصحافة

“مراسلون بلا حدود”: تقرير موضوعي حول المغرب أو عودة الوعي للمراقبين للصحافة

سجلت منظمة “مراسلون بلا حدود” ارتفاع مؤشر حرية الصحافة بالمغرب سنة 2024، معتبرة أنه عرف تحسنا ملحوظا، حيث كسب، حسب تقرير جديد للمنظمة، 15 نقطة ليصل إلى الرتبة 129 بعدما كان يحتل حسبها الرتبة 144 سنة 2023.
وحسب التقرير فإن هذا التحسن يعود إلى عدم وجود اعتقالات جديدة هذه السنة، لكن هذا الأمر “لا يمكن أن يقلل من حجم دوامة الضغط الجاثم على صدور الفاعلين الإعلاميين، الذي يتخذ شكل ملاحقات قضائية”. مضيفا أن الصحافيين المستقلين في المغرب يتعرضون لضغوط مستمرة، حيث تحاول السلطات توظيف وسائل الإعلام لخدمتها.
وفي هذا الأمر هناك التباس كبير، حيث لا يدلل على الاعتقالات السابقة، وهل كانت اعتقالات سنة 2023، أو أن من كانوا محكومين كانوا موقوفين بسبب نشاطهم الصحفي؟
ويمكن الاتفاق مع تقرير المنظمة، فيما يتعلق بالخلاصة التي توصل إليها، حيث إن الحكومة عززت سيطرتها على القطاع من خلال الخلط الفظيع بين الإعلام والمال، وكان إيناس راموني وصف المال بأنه “السلطة الخامسة”، التي تتحكم في السلطة الرابعة وباقي السلط.
وبعد أن أشار التقرير إلى إلغاء عقوبات السجن في الجرائم الصحفية، فإن المحتويات الإعلامية تتعرض للملاحقات القضائية، إذا كانت تتميز بكونها ناقدة للوضع، وقد تؤدي إلى “ملاحقات قضائية استنادًا إلى القانون الجنائي. ومن ثم، يلجأ الصحافيون غالبًا إلى فرض الرقابة الذاتية على أنفسهم، بسبب غياب الضمانات القانونية لحرية التعبير والصحافة، وضعف استقلال القضاء، وتكرار المتابعات القضائية للإعلاميين”.
لكن التقرير لم يذكر نماذج من المتابعات التي تمت وفق هذا المنطق، حيث لا نعرف صحفيا مغربيا توبع بالقانون الجنائي لمجرد أنه قام بنقد الوضع القائم، فكل المتابعات، التي تبقى نادرة تتم وفق قانون الصحافة، والباقي يتعلق بجرائم أو جنح لا علاقة بالممارسة الصحفية كالاغتصاب والاتجار في البشر وغيرها.
ومع ذلك يمكن الاتفاق مع التقرير فيما بتعلق بالنموذج الاقتصادي للمقاولة الصحفية، حيث اعتبر أن البيئة الاقتصادية غير مواتية، وأن الإعلانات تذهب لجهات أخرى غير الصحافة، وبهذا تبقى وسائل الإعلام تعاني من صعوبات مالية حيث لا يمكنها التطور.
واعتبرت المنظمة أن اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر، التي عوضت المجلس الوطني للصحافة، تعتبر تراجعا في مجال التنظيم الذاتي، وهذه الخلاصة يتفق عليها الصحفيون المغاربة ومنظماتهم المهنية.
ويمكن اعتبار التقرير الجديد أول تقرير عن المغرب يحاول أن يكون موضوعيا رغم مغالطاته المستمرة، مما يطرح السؤال: هل هو يقظة الوعي عند المراقبين للصحافة؟

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة