أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةرآيالجزائر بين تقرير المصير وبئس المصير

الجزائر بين تقرير المصير وبئس المصير

بقلم الصحفي محمد بن حليمة

هي دعوة متكررة منذ حوالي 50 عاما من طرف دولة فضولية تدعي أنها غير معنية بصراع غير موجود أصلا إلا في عقيدتها المتكلسة، لتقرير مصير شعب يعيش مكرما على أرضه وداخل وطنه ولا يحتاج إلى من يدافع عنه.

بالمقابل هي دولة يعيش شعبها أوضاعا متردية ويفتقر الى أدني متطلبات العيش الكريم -حتى لا نقول الرغيد- والتي توصف بانها أوضاع “بئس المصير” في بلد الثروات الهائلة من النفط والغاز.

منذ 50 عاما والشعب الجزائري يخضع مكرها للأسطوانة الصدئة والمهترئة والمشروخة والمتردية، والناقلة لمصطلحات صادرة عن مسؤوليه وعن وسائل إعلامه من قبيل : “المروك، المخزن، الصحراء الغربية، تقرير المصير… ومؤخرا لقجع لقجع لقجع لقجع لقجع. وكأن لقجع شخص ابتكر انشطار الذرة ويشكل سلاحا نوويا يهدد مصير أمة تدعي انها قوة ضاربة.

فالشعب الجزائري الذي لازال يفتقر الى الماء والحليب والعدس والزيت… ويعاني يوميا من الطوابير الطويلة للحصول على احتياجاته الغذائية، يتم إشباعه حتى التخمة بمثل هذه المصطلحات حتى أصبح يعاني من “بئس المصير” رغم ثروات البلاد التي كان بالإمكان ان تجعل منه أفضل بكثير من شعوب الخليج التي اتقنت قياداتها الاهتمام بقضايا شعوبها عوض الانشغال بتقسيم وتفتيت دول جوارها كما يفعل حكام الجزائر العسكريين.

فمع انتهاء فترة حكم بوتفليقة تحت مظلة الجنرال كايد صالح، وحلول عهدة ثبون تحت تصرف المرشد الأعلى التعيس شنكريحة ازداد الوضع استفحالا، سواء على مستوى الأوضاع الداخلية والخارجية، او من خلال الإعلان الصريح عن الكره المرضي تجاه كل ما هو مغربي.

 كل هذا عوض التركيز على المتطلبات المستعجلة لشعب الجزائر وتحقيق مطالبه البسيطة، حتى لا نقول تحقيق أحلامه الغالية في الحصول على الموز والعدس والحليب، رغم ان البلاد تزخر بثروات تقدر بالملايير والتي لا يعرف شعبها اين تذهب! ! !

فالحراك الذي قام به الشعب الجزائري ضد هذه الأوضاع لم يصل الى أية نتيجة بعد ان تم إفشاله بالعديد من الذرائع. فالأزمة متواصلة في بلاد النفط والغاز، والمعاناة فاقت ما كانت عليه سابقا بازدياد نسب الفقر والتهميش، وأخيرا انتشار مرض الملاريا الذي انقرض في العديد من دول العالم.

الفيلسوف وعالم اللسانيات الأمريكي نعوم تسومسكي سبق ان قال:

“إذا أردتَ السيطرة على شعبٍ ما، إصنع له عدوّاً وهميّاً يبدو له أنّهُ أكثر خطراً منك، ثم كُن له المُنقذ”

يبدو أن هذه القولة يطبقها العسكر الجزائري حرفيا مع شعبه بجعل المغرب هو العدو الأول رغم ان المملكة المغربية أكدت مرارا وعلى أعلى مستوى من طرف ملك البلاد انها ” لن تكون أبدا مصدر أي شر تجاه الجارة الجزائر”.

فالمشكل المطروح في الجزائر -أمس كما اليوم- هو مشكل رجال.. رجال قادرين على انقاد البلاد وتوفير مستلزمات العيش الكريم لشعبها عوض شغله بعدو وهمي. وهنا استشهد بما ورد في مذكرات الراحل الشاذلي بن جديد، عندما سرد القولة الشهيرة لبوخروبة (هواري بومدين) عندما قال “ما عنديش الرجال”.

 الرجل (بوخروبة) رغم خلافات المغرب معه فقد كان على حق، وهو ما تبين ويتبين من أن الرجال قليلين في الجزائر، وأحسن مثال هو “الرجل” إيمان خليف!!! الذي يضرب باليمين ويتلقى من المؤخرة.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة