أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةمجتمععزيز غالي.. “بَلَحَة” المشهد الإعلامي المغربي

عزيز غالي.. “بَلَحَة” المشهد الإعلامي المغربي

الخط :
A-
A+

“بَلَحَة”.. هي فكرة نضالية.. والفكرة لا تموت!

وهي كذلك أسلوب ساخر للدلالة على كل رجل يَدعي الذكاء، وهو في حقيقة الأمر ينغمس في وحل الغباء.

و”بَلَحَة”، في الأصل، هي شخصية كوميدية قدمها الممثل المصري الشهير محمود عبد العزيز في فيلم “الدنيا على جناح يمامة”، قبل أن تتحول إلى “شخصية سياسية ساخرة”، لما تَعتمله من تناقض صارخ بين الحقيقة والخيال.

وإذا كان لكل بلد ومجال وتخصص “بَلَحَتُه”، الذي يَطبع مشهده العام، فإن “بلحة” المشهد المغربي تنطبق على الرفيق عزيز غالي!

وهذا ليس قدحا ولا تنمرا ولا تحقيرا، بل هو توصيف حقيقي وامتياز استثنائي يستحقه الرجل.

فهو الوحيد في العالم الذي أدرك -بنباهته- بأن حسن نصر الله لم توافيه المنية في واقعة القصف، رغم بلاغات الجيش الإسرائيلي، وخرج وقتها يكتب تدوينة مفعمة بالجسارة يقول فيها “بأن سماحة السيد بخير وننتظر خطابه خلال 48 ساعة القادمة”!

ومرت الساعات والأيام، ولم يخرج حسن نصر الله ليخطب فينا ويحشد جذوة النضال فينا، وإنما خرج جثة هامدة مُسجاة في تابوت خشبي إلى مثواها الأخير!

و”بَلَحَة” المشهد المغربي هو الوحيد الذي لا يحتاج “لنجاح التجربة النووية” ولا “لانشطار الذرة”، للإعلان عن القنبلة النووية! فهو يكتفي فقط بالإعلان الشفهي بعيدا عن أعين جواسيس أمريكا وخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

بل إن عزيز غالي قادر على “تخصيب اليورانيوم” في رشقة حوارية عابرة مع بعض المحاورين الافتراضيين على شبكة الأنترنت ووسائط الاتصال الجماهيري.

ولعل ما يحملنا على تصديق عزيز غالي، خصوصا عند حديثه عن القنبلة النووية، هو أنه كان من طلبة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو!

نعم! لقد اعترف عزيز غالي بأنه كان يدرس تدبير الأزمات في مدرجات سيرغي شويغو! وهناك -ربما- تلقى دروسا ليلية في تخصيب “البَلَح”، مما بَوَّأه اليوم منزلة رفيعة “كبَلَحَة للمشهد المغربي”!

وإننا لنَربُؤ أن يكون عزيز غالي “كاذبا أو مُحرِّفا للحقيقة”، لكن ما يقوله في حواراته يَشغل فيه الخيال أكثر ما تَشغله الحقيقة والواقع.

فمن يُحدِق جيدا في ملامح وجوارح عزيز غالي وهو يَتقمَّص دور “بَلَحَة” في حواراته، يُعاين جيدا كيف أن هذا الأخير يُسدِل أحداقه إلى الأسفل كلما أطلق “سلوقية جامحة”، أو ضغط على “إبرة الوَخز التي تُولِّد انفجار القنابل الصوتية”!

فالرجل لا يَقوى على مجاراة أعين مخاطبه، كلما انفرطت منه “سلوقيته”، إذ يُفضِل الإمعان في النظر للأسفل مَخافة نكوص لسانه عن مجاراته في تقمص دور “بَلَحَة”.

فهذا هو عزيز غالي! فهو صيدلي وشاعر ومُناضل وعالم دين مُولع بأبي ذر الغفاري! وهو رفيق ماركسي وطالب مُحنَّك تتلمذ على يد وزير الدفاع الروسي.

ألا يَستحق عزيز غالي لقب “بَلَحَة”، وهو الذي يُطوِّع اللغة نَظما جميلا ليُخرج منه كلاما ناطفا عسلا؟

وهو الذي يَفهم في الطب والصيدلة والطاقة النووية، وفي الفوسفاط والإحصاء والمؤشر الاجتماعي!

لقد اجتمع في عزيز غالي ما تَفرق في غيره، فاستحق بذلك عن جَدارة واستحقاق لقب “بَلَحَة المشهد الإعلامي المغربي”.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة