الأحداثنبيل اجرينيجة
في قلب حاضرة المحيط مدينة أسفي، حيث الأمل يصارع الظروف القاسية، وُلد حلم شاب كل طموحه كان أن يصبح بطلاً في رياضة الملاكمة، فكانت الحياة في البداية ضيقة الأفق، حيث غياب الدعم من الجامعة الرياضية وكذلك تهميش الذي تعاني منه الطاقات الشابة في شتى المجالات يغلقان الأبواب أمام تحقيق هذا الحلم، ولكن عبد العظيم الميس لم يستسلم لواقعه، وقرر أن يخوض أخطر مغامرة في حياته: الهجرة السرية عبر قوارب الموت.
برغم المخاطر التي تحفّ هذه الرحلة من كل جانب، من الغرق في أعماق البحر إلى الوقوع في قبضة السلطات وكذلك وضع كل الآمال على مستقبل مجهول لا تعرف أين سيعصف بك، إلا أن هذا البطل اختار أن يغامر بحياته لتحقيق حلمه ويغامر بكل شيء غير مبالي بالعواقب ولا بالمجهول الذي سيذهب إليه، فكانت هذه الرحلة مليئة بالمخاطر والصعوبات، لكن إيمانه بنفسه وحلمه بأن يصبح ملاكماً كبيراً دفعه إلى الاستمرار.
وبعد وصوله إلى وجهته الأوروبية، كانت بداية مشواره الحقيقي، فبدأ هذا الشاب التدريب بجد في إحدى الصالات الرياضية المحلية، حيث وجد نفسه بين أبطال محليين ومحترفين، وكانت التحديات كثيرة، لكنه استطاع التغلب على كل خصم وقف في طريقه، وكل عقبة واجهته .
اليوم، هذا الشاب يعصف بالخصوم واحداً تلو الآخر، محققاً الانتصارات في جميع المباريات التي يخوضها.
تحول حلمه من مجرد خيال لطفل صغير إلى حقيقة تعيش في كل ضربة يسددها داخل الحلبة، ورغم الصعوبات التي مرّ بها، ورغم كل التضحيات التي قدّمها، إلا أن النجاح الذي حققه ولا زال يحققه يثبت أن العزيمة والإصرار يمكن أن يتغلبا على أي تحدٍ، مهما كان صعباً.اليوم، ينظر أهل أسفي لهذا الشاب بفخر، فهو ليس فقط رمزاً للنجاح، بل دليل حي على أن الأمل والمثابرة يمكن أن يصنعا المعجزات.
ففي نزاله الأخير استطاع البطل المغربي ابن مدينة اسفي التغلب على خصمه الڤنزويلي Nestros Gonsalez بالضربة القاضية، ويحصل بذلك على اللقب الدولي لمسابقة World Boxing Federation ليصبح “الميس” اول مغربي يفوز بهذا اللقب.
كل التوفيق عبد العظيم الميس.
نحن فخورون بك 
هيئة التحرير19 أكتوبر، 2024
إقرأ الخبر من مصدره
