شراكة استراتيجية أبرزت معالمها زيارة الممثل الخاص للأمين العام لحلف شمال الأطلسي للجوار الجنوبي إلى المغرب، الأسبوع الماضي، والذي أكد أن المغرب يظل “فاعلا لا محيد عنه” في مجال الأمن واصفا المملكة بـ “الشريك المهم جدا” بالنسبة للحلف الأطلسي.
المغرب وحلف الناتو.. شراكة استراتيجية
وفي تصريح لموقع “كيفاش”، قال المحلل السياسي ورئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح، إن “زيارة المبعوث الخاص لحلف شمال الأطلسي إلى المغرب تأتي في سياق الشراكة الأمنية الاستراتيجية التي تجمع المملكة بحلف الناتو باعتبار الموقع الاستراتيجي للمغرب ودوره في حفظ الأمن والاستقرار في ضفة المتوسط الجنوبية”.
وأبرز الخبير، أن “الناتو يستفيد من الأدوار الريادية التي تضطلع بها المملكة في تدبير مضيق جبل طارق ومشاركتها في إحداث أهم معابر التجارة والنقل البحري إضافة إلى حالة الأمن والاستقرار الذي تتمتع بها المملكة قياسا بجوار إقليمي مضطرب خاصة دول الساحل والصحراء”.
وأوضح المحلل السياسي، أن “حلف الناتو يعول على المملكة في ضبط الأمن والاستقرار في جوار إقليمي مضطرب يشهد إنزالا للعديد من القوى الأمنية الدولية سيما تلك المناوئة لحلف الناتو”.
الدبلوماسية الملكية
ولفت سالم عبد الفتاح، إلى أن “المملكة تنطلق في علاقاتها مع هذا الحلف العسكري من مبادئ المساهمة في حفظ الأمن والاستقرار لكن أيضا احترام الدول والحفاظ على وحدتها الترابية إلى جانب مبادئ حسن الجوار”، مبرزا أن “المملكة تعتمد مقاربة دبلوماسية تروم تنويع الشركاء والاضطلاع بالأدوار الريادية في دعم جهود السلام والمشاركة في قوات حفظ السلام الدولية في مختلف الأزمات”.
وشدد عبد الفتاح، على أن “حلف الناتو يعترف بنجاعة المقاربة الملكية فيما يتعلق بالتعاطي مع الجوار الإقليمي والقاري سيما من خلال مبادرات جلالة الملك المتعلقة بتعزيز الانفتاح والتكامل الاقتصادي ما بين دول إفريقيا الأطلسية وتمكين بلدان الساحل من ولوج الواجهة الأطلسية”.
وخلص الخبير، إلى أن “المقاربة الدبلوماسية الملكية تتبنى منطلقات تنموية في التعاطي مع أمن واستقرار بلدان الساحل حيث تعالج جدور الظاهرة الأمنية المرتبطة بالهشاشة وضعف مؤشرات التنمية وتطرح الحلول والبدائل المتعلقة بتعزيز التنمية في هذا المجال الحيوي الأمر الذي يتيح التصدي للإرهاب والجريمة المنظمة والانفصال”.
