أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةفن و ثقافةالطوزي: الثورة الرقمية تحطم الديمقراطية .. والحرب على قطاع غزة يائسة

الطوزي: الثورة الرقمية تحطم الديمقراطية .. والحرب على قطاع غزة يائسة


هسبريس ـ علي بنهرار

قال محمد الطوزي، الأستاذ الباحث في علم الاجتماع والعلوم السياسية، إن “مقاربتنا اليوم للديمقراطية ما زالت تتمسك بمقاربة تنتمي إلى الزمن الخطي، الذي يجد جذوره في غرور إنسان القرن الـ19، ويتجاهل بالمقابل الزمن الدائري الذي يقربنا من واقع الديمقراطية اليوم”، مضيفاً أن “الديمقراطية أقل الأنظمة ضرراً، ويمكن أن تكون ضحية للأزمات”.

وأبرز الطوزي، وهو يتحدث في حوار مفتوح على هامش فعاليات الدورة الـ18 لمهرجان “ثويزا” الثقافي بطنجة، مساء أمس الجمعة، أن “الديمقراطية ليست محطة نصل إليها ثم نتوقف؛ بل هي ثقافة ونظام ومسلسل فيه مخاض وصراع”، مسجلا في هذا السياق أن “الديمقراطية التمثيلية تعيش أزمة، وما يجري الآن في فرنسا هو ثورة على قيمها”.

وأضاف الطوزي، وهو يتفاعل مع أسئلة مدير الحوار الأكاديمي محمد جبرون، أن “الديمقراطية لا تعني الاقتراع أو الانتخابات”، مشيرا إلى أنها “مرتبطة بتصورنا حول ما هي المعرفة بوصفها بناء جماعيا يحفز الوصول إلى الحقيقة”، رابطاً هذه الإشكالية بالقدرة على “تدبير التداول”؛ وهو ما “يطرح إشكالا بحكم وجود نزوح في جميع الدول إلى أوليغارشيات تتكون من مصالح، ولهذا نجد اليوم أن هناك عدم وجود للثقة في التمثيلية كرسته الثورة الرقمية”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;}

وتابع قائلا: “الديمقراطية هي حريات عامة تتكون من حرية التعبير وحرية التنظيم وحرية الاحتجاج، فضلاً عن آليات التداول الذي يتخذ أشكالا عدة، فهو يتخذ وجها برلمانيا أو وجها يرتبط باتخاذ القرار، إلخ”، مضيفا أنه يركز على الحريات العامّة كأساس لكونها تمنح المواطن القدرة على مواجهة خطر تمركز السلطة وخطر التدبير غير المعقول.

وفيما يتعلق بالسياق المغربي، قال عالم الاجتماع إن “المغرب قطع شوطا، إلى حد ما، من حيث مصداقية الانتخابات، خصوصاً خلال المحطات الثلاث الأخيرة” (2011- 2016- 2021)، مضيفاً أن “الاتجاه نحو صناديق الاقتراع يتطلب نوعاً من الثّقة بأن الإدلاء بالصوت انتخابيّا يمكن أن يؤدي إلى حودث تغيير، خصوصا على مستوى المدن الكبرى”.

ومضى قائلاً: “المغرب قطع أشواطاً كبيرة فيما يتعلق بدولة المؤسّسات، ولكن حتى تكون جميع المؤسسات على هذا النحو لا بد أن يتكوّن لديها شعور بكونها بالفعل مؤسسة”، موضحاً أن “القضاء، مثلا، إذا لم تتوفر لديه قناعة بكونه مؤسسة مستقلة فلن يكون كذلك حتى لو كان مبدئيا بالفعل مستقلا وصلاحياته تثبت ذلك، وسينتظر التعليمات حتى إن لم يكن سيخترعها”.

وأبرز أن “الفاعلين السياسيين بالمغرب يحترمون جُملةً المؤسسات، بدءاً بالمؤسسة الملكية نفسها”، مشيرا إلى أن هذه الحقيقة تضع المغرب في خانة “الديمقراطية المسطرية” (La démocratie procédurale). وأضاف أن “مؤسسات الحكامة حاضرة بقوة وتقوم بأدوارها، رغم أن تفاعلها مع الحكومة ليس حاضرا بنفس القوة”، مسجلا أنه “يمكن أن نتراجع أو نتقدم، لكن هذا رهين بالتدبير اليومي للشأن الاقتصادي”.

وتفاعلاً مع أسئلة جبرون حول الحرب الدائرة بقطاع غزة وكيف تسائل الديمقراطية في الغرب، أكد الباحث ذاته أن “هذه الحرب يائسة”، لافتا إلى أن “ما يهدد إسرائيل اليوم ليس الفلسطينيون”، وإنما الدولة العبرية نفسها “باعتبارها ضحية للتناقضات الداخلية”. وأبرز أن “ما يهددها ليس التطرف الديني باعتبارها مبنية على ميثولوجيا، بل غياب المشروع المؤسس”.

وتابع شارحا “المشروع الصهيوني الذي كان مبنيا على قناعات غير دينية غائب؛ وقد كان مُؤسّسا على قناعات ضمنها ما هو اجتماعي وتنويري إلى حد ما وأيضا ديمقراطي”، مضيفا أن هذه الدولة صارت مهددة بـ”تناقضات داخلية” من قبيل: “الزواج المختلط، والعزوف عن الإنجاب وعودة التشتت، فضلاً عن الإجبار الدائم على التسلح”.

وعلاقة بما قامت به “حماس” في 7 أكتوبر 2023 (طوفان الأقصى)، قال الطوزي إن “المبادرة الانتحارية لـ”حماس” بالأخطاء والهفوات التي كانت فيها، لكونها لم تتحكم في العملية كعملية، أدت إلى ضريبة ثقيلة دفعها الأبرياء والأطفال والنساء”، قبل أن يضيف “لا أحد لاحظ أن هناك حركات اجتماعية، رغم أن المجتمع المدني الفلسطيني قوي جداً، مما يعني أن هناك صمودا جماعيا”.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة