أعادت فاجعة فيضانات طاطا، التي عرّت عن عشوائية البنية التحتية، بعض المقاطع من وصلات كوميدية التي تنتقد المسؤولين عن تهيئة الطرق باستغلال الصفقات العمومية لصالحهم، والتلاعب في الميزانيات، قبل أن تفضح الكوارث الطبيعية اختلالات تودي بحياة المواطنين.
وأعاد نشطاء تداول مقطع فيديو يعود للكوميدي محمد باسو من سلسلته “الكالة”، التي عُرضت في شهر رمضان المنصرم، يسخر فيه من أزمة التلاعب في الميزانية واختلاس أموال ترصد لتهيئة الطرق، دون الاكتراث للعواقب، رابطين إياه بما جرى في طاطا.
وعن دور الفنان في نقل انشغالات المواطنين ومشاكله، أوضح باسو في تصريح سابق لجريدة “مدار21” أن “الفنان ينتمي إلى المجتمع ويعد جزءا منه، إضافة إلى أنه يتنفس الهواء نفسه الذي يتنفسه المواطن، والإنسان العادي والبسيط، وبالتالي تناول همومه ومشاكله يشكل نوعا من أنواع الفكاهة، وبالنسبة لي هذا هو نوع الفكاهة الذي أتقن، وأحب النبش في ما هو اجتماعي وسياسي”.
وعما إذا كان يخشى الدخول في عداوة مع أصحاب السلطة، التي ينتقدها بجرأة في قالب ساخر، أوضح باسو قائلا: “ليس لي ارتباط بأهل السلطة حتى أخشى قطيعتها، إضافة إلى أنني لا أفكر في هذه الأمور ولا يهمني ردة فعل الفاعل السياسي أكثر مما أهتم إلى تجاوب الجمهور مع أعمالي”.
وتابع: “اليوم نمر في المغرب بظرفية يلزمنا التطرق إليها، وعلى كل فنان أن يتحرك مع نبض المجتمع ويعالج مشاكله”.
كما أعاد نشطاء تداول عرض الكوميدي محمد الخياري، الذي انتقد فيه ارتباط بعض المسؤولين بالكراسي، لخدمة مصالحهم والبقاء في العمل السياسي دون الاشتغال على قضايا المواطنين وخدمتهم.
وفي سياق متصل، أفصح الثنائي الكوميدي حسن ومحسن بأن الكوميدي لا يتجلى دوره في ممارسة السياسة أو النبش فيها، بل يكمن في التطرق إلى قضايا اجتماعية تعكس الواقع المعاش.
وأضاف محسن في تصريح لجريدة “مدار21” أنه “لا نقوم بالسياسة بل نقدم كوميديا تحمل رسالة للجمهور، بشكل هادف، تعكس ما نشعر به وما نلمسه في الواقع بعفوية دون تصنع”.
وقدم الثنائي الكوميدي عرضهما الجديد السبت، “أوفر 2” الذي ينبش في قضايا اجتماعية في قالب ساخر، بمدينة طنجة، معربان عن سعادتهما لتقديمه في أكبر مسرح واستقطابه أعداد كبيرة من الجمهور.
ويختار عدد من الفنانين الكوميديين تسليط الضوء على قضايا اجتماعية وانتقاد السياسيين عن طريقها في قالب ساخر، في مقابل بعضهم الذي يُفضل عدم الخوض في الجانب السياسي، كما إيكو الذي أوضح في وقت سابق لجريدة مدار21 أنه ليس ضليعا في مجال السياسة ولا يفقه فيه شيئا، إذ لا يحب التطفل على مجالات بعيدة عن اهتماماته الفنية.
وتابع إيكو في السياق ذاته، أن هناك العديد من الكوميديين من يتابعون السياسية ويعالجونها بطريقتهم، فالهدف يكمن في اختيار مواضيع مختلفة تخلق التميز في مجال الكوميديا لإرضاء جميع الأذواق.
يذكر أن ساكنة إقليم طاطا لاتزال تعيش مأساة بعدد من الجماعات والدواوير بسبب التساقطات القياسية والسيول الجارفة التي أودت بحياة 7 ضحايا، حسب آخر إحصائيات للضحايا.
