أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةفن و ثقافةنساء عالمات من تاريخ تطوان (5)

نساء عالمات من تاريخ تطوان (5)

5ـ أعمالهن في البر والاحسان

اشتهرت الصالحات من نساء تطوان بأعمال البر والخير وفي هذا الصدد، نذكر السيدة التطاونية المجهولة الاسم والتي عرفت بصاحبة الربطة»، وهي امرأة صالحة حال القدر دون زواجها بالشاب الذي تمت خطبتها، له وتروي الحكاية أنه قبل حفل الزفاف قرر الشاب الخطيب أن يتوجه إلى مكة حاجا لبيت الله، فتم الاتفاق على تأجيل زواجهما إلى حين عودته ، فرحل عن تطوان تاركا إياها منتظرة عودته بلهفة وهي تجمع في شوار عرسها من حلي ومجوهرات وملابس تخيطها بيدها مرت تلك الشهور الطويلة وعاد الحجاج بيد أن الشاب الخطيب لم يعد فقررت أن تنتظر وهي تمني النفس برؤية وجهه من جديد يخطو نحو بيته فانتظرته لمدة ثلاثين سنة، فلما يئست باعت شوارها وصرفت ثمنه في شراء قطعة أرض، وأوكلت أحد البنائين ببناء جامعها الذي يقع بحومة الصياغين، ويعرف حاليا بجامع الربطة».

كما تثبت الحوليات والرسوم العدلية أنه كان للنساء حق الملكية، إذ امتلكن المنازل والأرض والعبيد، وهذا شجعهن للقيام بالوقف وأعمال البر ونذكر هنا السيدة ربيعة بنت عبد المجيد طريفة التي أوقفت قيمة كراء دكانها لصنع الإسفنج المعروف بالعباسية، وكذا توفير وجبة الفطور للأطفال الذين يتوجهون صباحا إلى الكتاتيب القرآنية، وأما السيدة عليوة بنت علي الرموز فقد حبست قسطا من مالها لصلاح أبراج تطوان الآيلة للسقوط.

أما المحسنة عائشة بنت علي قزمان التي كانت على قيد الحياة سنة 1689م، فقامت بتحبيس قسط من مالها لشراء أقداح صغيرة قلاليش» توزع على الأطفال بباب المقابر يوم عاشوراء. كما أن السيدة لطيفة بنت محمد المريبطو وضعت مجوهراتها تحت تصرف العروس الفقيرة أو المقلة، حيث جرت العادة أن تغير النساء المسنات للعرائس بعض الحلي والثياب للتزين بها ليلة زفافهن، وهي عادة أندلسية في الأصل.

وأوصت السيدة فضيلة بنت محمد كزارو بتحبيس كل ما ورثته عن أمها في شراء الجلاليب والتصدق بها على الفقراء في فصل الشتاء، وفضلت السيدة «أم هانئ بنت أحمد مزواق شراء عبد أو أمة من مالها الخاص وعتقهما يوم 27 رجب من كل سنة، وكانت على قيد الحياة سنة 1851 م.

هكذا سعت نساء تطوان الفاضلات الورعات إلى المسارعة في أعمال البر والإحسان من أموالهن الخاصة، وقدمن أملاكهن للوقف وتصدقن بأموالهن في كسوة وإطعام الفقراء فذاع صيتهن ولمع نجمهن في سماء المدينة.

عنوان الكتاب: المرأة التطوانية وإسهامها في البناء الحضاري والمعرفي

الكاتب: كتاب جماعي

الناشر: مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات (مفاد)

بريس تطوان

يتبع…

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة