أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةحواراتسفير فلسطين: نعوّل على “الدبلوماسية الناعمة” للمغرب لوقف إسرائيل وموقفه يعبّر عن...

سفير فلسطين: نعوّل على “الدبلوماسية الناعمة” للمغرب لوقف إسرائيل وموقفه يعبّر عن إرادتنا

عام مضى على انطلاق حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي في قطاع غزة منذ السابع من 7 أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن أكثر من 139 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وللحديث عن الدعم المتواصل للمغاربة، ومطالب “قطع” العلاقات التجارية العربية بإسرائيل وتوقعات مفاوضات إطلاق النار، وإمكانية دخول الرباط عل خط الوساطة بين الطرفية، كان لجريدة “مدار21” الإلكترونية، حوار مع سفير فلسطين بالمغرب، جمال الشوبكي.

نص الحوار:

بعد عام على السابع من أكتوبر، وبعد المستجدات الأخيرة بلبنان، هل ترى أن مفاوضات إطلاق النار يمكن أن تصل إلى حل في وقت قريب؟

عشرات الآلاف من الفلسطينيين استشهدوا، وأكثر من مئة ألف جريح وآلاف المفقودين، وسبعون في المئة من بيوت قطاع غزة دمرت والآن نرى اتساع نطاق هذا العدوان في الضفة الغربية.

وشاهدنا في الأيام القليلة الفارطة أفعالا مخالفة للقانون الدولي، إذ قامت طائرة حربية إسرائيلية بقصف مدنيين فلسطينيين تحت الاحتلال، موجودين في مخيم طولكرم، وهو ما نعتبره جريمة بشعة. شاهدنا أيضا ما يجري في لبنان من عدوان إسرائيلي.

إذن العدوان الأسرائيلي يتسع وإسرائيل ترى في هذا التوقيت فرصة ذهبية لها لتصفية القضية الفلسطينية، هذا ما يعلنونه بشكل علني وربما لتوسيع حدود الأراضي المحتلة باتجاه الأردن ولبنان والمنطقة وسوريا، وكل ذلك بسلاح أمريكي وفيتو أمريكي لحماية إسرائيل، وفي غياب طرح أي مبادرة من واشنطن بسبب الانشغال في الانتخابات سوى إطالة الأزمة.

سمعنا لأشهر أن هناك إمكانية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، لكن لم يحصل ذلك وبايدن تحدث أكثر من مرة عن ذلك ونتنياهو قدم اقتراحات للأمريكان وبعد موافقة حركة حماس على هذه المبادرة تراجع نتنياهو، واستمرت الإدارة الأمريكية في دعمهم عبر جسر جوي ينقل الذخائر والقذائف والصواريخ بعيدة المدى.

الجريمة مستمرة ولا أحد يستطيع أن يقرأ ما بعقل نتنياهو، عقليته إجرامية وبدون ضغط جدي من الإدارة الأمريكية لن يتوقف ما دام يحصل على الدعم الفعلي، ولا أحد يستطيع أن يتوقع متى يتوقف، وربما يستمر العدوان إلى حين الانتهاء من الانتخابات الأمريكية أو حتى يناير حينما يأتي رئيس أمريكي جديد.

على مدى 12 شهرا الماضية، ما تقييمك لتحركات الدول الغربية تجاه فلسطين؟

حقيقة حتى الآن، دول غربية قليلة فقط اعترفت بدولة فلسطين، إسبانيا وإيرلندا والنرويج وسلوفانيا، وتلقينا وعودا من فرنسا ولكن للأسف لم تنفذ.. ربما لو اعترفت باريس لتبعتها العديد من الدول الأوروبية الأخرى.

ولا بد من الإشارة إلى أن الجميع يتحدث عن حل الدولتين، إلا أن هذا الحديث قد بطل لأن دولة من الدولتين قائمة بقرارات دولية وهي إسرائيل، إذن يجب الحديث الآن عن الاعتراف وإقامة دولة فلسطينية وليس حل الدولتين، وبالتالي احترام القرارات الدولية.

وبالنسبة للموقف الأمريكي، على الصعيد الأمني الاستخباراتي العسكري فواشنطن في خدمة إسرائيل، سواء بأقمارها السمائية وبطائرات الاستطلاع، وبريطانيا أيضا، فمنذ اليوم الأول هناك طائرات استطلاع واستخبارية تابعة لها فوق قطاع غزة والآن نقلتها إلى سواحل لبنان.

إذن هناك دعم غربي لهذا العدوان الإسرائيلي الشامل على غزة والقدس والضفة الغربية والآن يشمل لبنان.

وبالنسبة للدول العربية، هل ترى أنها قدمت ما يجب أو ما يفترض تقديمه لفلسطين والفلسطينيين؟

الدول العربية بالنسبة للفلسطينيين شبكة أمان، عندما نريد أن نصل إلى قرار، حتى على المستوى الأممي، ننطلق من محيطنا العربي، فنذهب للجامعة العربية وبعد ذلك نأخذ القرار إلى منظمة التعاون الإسلامي وبعد ذلك إلى أصدقائنا من دول عدم الانحياز، والدول الإفريقية والدول الآسيوية وأمريكا اللاتينية، إلى أن نصل إلى الأمم المتحدة وإلى المحاكم الدولية.

إذن لا نستطيع حقيقة إلا أن نراهن على هذا الدور العربي ونتمنى أن يكون فعالا، وشاهدنا انعقاد قمة عربية وإسلامية وشكلت لجنة سداسية بذلت جهدا بزيارات لمعظم دول العالم والبعض تجاوب معها، ولكن مرة أخرى نصطدم بالإرادة الأمريكية التي لا تستطيع إلا أن تدعم إسرائيل علانية.

يعلنون أنهم لن يتخلوا عن الدعم العسكري لإسرائيل رغم مواقفهم السياسية التي يطالبون فيها أحيانا بوقف العدوان، لكن، في حقيقة الأمر، هم يطيلون الأزمة ويمنحون لإسرائيل كل ما تحتاجه من سلاح ومال لمواصلة العدوان.

نحن أمام هذه المعضلة وهذه الاستحالة، مطالبة عربية دولية وموقف أمريكي داعم لإسرائيل.

هل توافق من يطالب الدول العربية بمقاطعة إسرائيل، سواء دبلوماسيا أو تجاريا، خاصة أن تل أبيب أعلنت مؤخرا أن دولا عربية عدة ما زالت تحافظ على مبادلاتها التجارية معها؟

أولا، كما أشرت سابقا لك، نحن نرى أن الدول العربية تشكل شبكة أمان للفلسطينيين، ولا نستطيع أن نذهب لما تريده إسرائيل ومقاطعة محيطنا العربي حتى نعيش عزلة تحت الاحتلال.

ثانيا هناك قرارات سيادية للدول تستطيع هي أن تقرر فيها في إطار سيادتها الوطنية.

بالنسبة لنا، لم نُستَشر في هذه العلاقات وإذا سألت الفلسطينيين فهم لا يرغبون في وجود أي تبادل تجاري بين إسرائيل وبين أي دولة عربية، ولكن الأمر كما قلت خاضع لسيادة هذه الدول.

لكننا نتطلع، وعبر الدبلوماسية الناعمة، إن استطاعت هذه الدول التي ما زالت لديها علاقات مع إسرائيل، سواء دبلوماسية أو تجارية، أن تستخدم ذلك للتأثير على الشارع الإسرائيلي أو على الحكومة الإسرائيلية أو على الغرب بشكل عام من أجل وقف هذا العدوان ومن أجل احترام وتنفيذ القانون الدولي الذي يعتبر أن الوجود الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية والقدس هو احتلال يجب إنهاؤه وإقامة الدولة الفلسطينية.

وهذا شاهدناه بقرار محكمة العدل الدولية، وكان قرارا تاريخيا، وأيضا من الجمعية العمومية التي وافقت بأكثر من الثلثين على هذا القرار وطالبت إسرائيل بتنفيذه في مدة زمنية لا تتجاوز العام.

هل تؤمن أن المغرب يمكن أن يلعب دور الوساطة بين فلسطين وإسرائيل؟

المغرب، حتى مع وجود العلاقة مع إسرائيل، ومنذ اليوم الأول، جلالة الملك وكل المستويات المغربية، يطبقون هذا الشعار الذي يؤكد أن هذه العلاقات لن تؤثر على موقفها المبدئي من القضية الفلسطينية.

ونحن شاهدنا في خطاب العرش الأخير موقفا واضحا لجلالة الملك، والذي حث أولا على وقف العدوان على غزة وثانيا التوقف عن إطالة الأزمة، وثالثا ضرورة إقامة دولة فلسطينية، الضفة الغربية وغزة جزء منها والقدس عاصمة لها، ورابعا أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام ولا أمن في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية.

هذا الموقف بالضبط، نحن الفلسطينيون نعتبره موقفا يعبر عن إرادتنا ونتمنى أن الجهد المخلص سواء كان مغربيا أو عربيا أو دوليا، أن يصل لتنفيذ الموقف السياسي الذي طرحه جلالة الملك.

أمس الأحد، آلاف المغاربة خرجوا بالرباط في ذكرى 7 أكتوبر (طوفان الأقصى) للتعبير عن تضامنهم مع فلسطين، كيف ترى هذا التضامن المتواصل للمغاربة، وما هي رسالتك للشعب المغربي؟

الشعب المغربي شعب صديق وشعب يضع القضية الفلسطينية صادقا ضمن اهتماماته والقدس لها مكانة مقدسة.

هنا في هذه المدينة (العاصمة الرباط) شاهدنا مظاهرات مليونية عندما اعترف دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وأيضا عندما نقل السفارة كانت هناك مظاهرات.

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، تابعنا مظاهرات شملت كل المدن المغربية، الرباط والدار البيضاء وطنجة ومراكش وفاس ومدن مغربية أخرى، وهذه المظاهرات التضامنية نعتبرها دعوة لتذكير العالم أن هناك عدوانا ضد الشعب الفلسطيني وأن هناك ظلما حقيقيا ويجب أن يتوقف، وبرأيي هذه القضية لم تعد قضية فلسطينية أو عربية أو إسلامية هي قضية إنسانية من الدرجة الأولى.

وكل من يحترم إنسانيته ويتحدث عن حقوق الإنسان والقانون الدولي عليه أن يبذل جهدا من أجل وقف هذه المذبحة التي تجاوزت فيها إسرائيل كل ما هو معقول، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته.

الآن السؤال هو سؤال للإنسانية، هل المجتمع الدولي سيتنصر لإنسانيته أم يتغاضى عن جرائم إسرائيل، والتي باتت تزداد حدة، حتى أن وزراء إسرائيليين فاشيين دعوا إلى استعمال قنبلة نووية في قطاع غزة.

وبالنسبة لسؤالكم، هذه المظاهرات إيجابية ونقدرها ونريد أن تكون بكل عواصم العالم.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة