أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةحواراتحسن عبد الرحمن: المشروع الصهيوني يستهدف السيطرة الكاملة على فلسطين

حسن عبد الرحمن: المشروع الصهيوني يستهدف السيطرة الكاملة على فلسطين


حاوره: عبد الله التجاني

قال حسن عبد الرحمن، السفير الفلسطيني السابق لدى الرباط، إن القضية الفلسطينية تواجه مرحلة “حساسة وحرجه جدا؛ لأن هناك معركة حول الوجود الفلسطيني”، مؤكدا أن إسرائيل والحلفاء الذين يدعمونها شركاء في تدمير البنية التحتية للمجتمع الفلسطيني والوجود الجسدي لأبنائه.

وأضاف عبد الرحمن، في حوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية على هامش مشاركته في موسم أصيلة الثقافي الدولي، أن إسرائيل تسعى إلى إلغاء “الكيانية الفلسطينية وتحويل الفلسطينيين إلى عمال، وأفراد يعيشون تحت السيادة الإسرائيلية على أرض فلسطين التاريخية”.

واعتبر الدبلوماسي الفلسطيني أن كفاح الفلسطينيين ونضالهم هو دفاع عن الهوية الوطنية الفلسطينية ودفاع عن الكيانية الفلسطينية، مشددا على أن الفلسطينيين يدافعون عن إمكانية إسرائيل في أن “تعتدي على الدول العربية؛ لأنه نحن نعتبر أنفسنا في خط الدفاع الأول عن الأمة العربية”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;}

وأشار عبد الرحمن إلى أن على العرب أن يمكن أن يكونوا “أكثر فاعلية”، مبرزا أنه يمكن للدول العربية أن تكون “أكثر تأثيرا”؛ معبرا عن أسفه لوفاة السنوار وأن المعركة ممتدة منذ أكثر من مائة عام ولن تتوقف إلى أن ينتصر الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية على أرضه.

نص الحوار: بداية؛ كيف تقيّم من خلال تجربتك ما وصلت إليه القضية الفلسطينية في الوضع الراهن؟

القضية الفلسطينية تمر بمرحلة حساسة وحرجه جدا؛ لأن هناك معركة حول الوجود الفلسطيني. إسرائيل والحلفاء الذين يدعمونها شركاء في تدمير ليس فقط البنية التحتية للمجتمع الفلسطيني، وإنما الوجود الجسدي للفلسطينيين، وعدد القتلى والجرحى في غزة يهدد بقاء الفلسطينيين فيها.

ولكن في الجانب الآخر هناك مقاومة لحملة الإبادة الجماعية على كل المستويات، سواء الإصرار على البقاء على الأرض وإعادة بناء حياة الفلسطيني خاصة في غزة، وفي الضفة الغربية في مواجهة الاستيطان والمستوطنين، وفي مواجهة الحرب التي تشنها إسرائيل على كافة نواحي الحياة للفلسطينيين.

هل نفهم من كلامكم أن المصير مشترك وواحد بين الفلسطينيين، سواء في غزة أو الضفة؟

نعم نعم.. على الرغم من أن إسرائيل تحاول أن تصور هذا الصراع على أنه صراع مع حماس، هو في الحقيقة صراع على الوجود الفلسطيني وعلى المشروع الصهيوني الذي يهدف إلى سيطرة إسرائيل الكاملة على فلسطين من النهر إلى البحر.

إسرائيل تسعى إلى إلغاء الكيانية الفلسطينية وتحويل الفلسطينيين إلى عمال وإلى أفراد يعيشون تحت السيادة الإسرائيلية على أرض فلسطين التاريخية، هذا هو المشروع الصهيوني باختصار. وكفاح الفلسطينيين ونضالهم هو دفاع عن الهوية الوطنية الفلسطينية ودفاع عن الكيانية الفلسطينية، ودفاع عن حق الشعب الفلسطيني بأن يقرر مصيره بنفسه، ودفاع عن وجوده وأيضا، عن إمكانية إسرائيل في أن تعتدي على الدول العربية؛ لأنه نحن نعتبر أنفسنا في خط الدفاع الأول عن الأمة العربية.

ما تعليقكم على اغتيال الجيش الإسرائيلي ليحيى السنوار، رئيس حركة “حماس”؟

مؤسف جدا قتل أي فلسطيني، واستشهاد أي فلسطيني أمر مؤسف؛ ولكن هذه طبيعة الكفاح، يستشهد أناس ويأخذ مكانهم آخرون؛ وهذه المعركة ممتدة منذ أكثر من مائة عام، ولن تتوقف اليوم إلى أن ينتصر الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية على أرضه، ويضمن حقه في الحياة الكريمة وحقه في الحرية كأي شعب من شعوب المنطقة.

يرى البعض أن الأحداث التي شاهدناها طيلة هذه السنة ومنذ بداية “طوفان الأقصى” غيّرت تلقي الغرب للسردية التي تروجها إسرائيل بشأن احتلال فلسطين، هل تتفق مع هذا الرأي؟

بدون شك، إسرائيل كانت عندها سردية منذ بداية الحركة الصهيونية، وكانت هذه السردية مهيمنة ولا يوجد أي طرف يتحداها. اليوم، هناك تحدٍّ لهذه السردية في الولايات المتحدة على كل المستويات، في الجامعات هناك تحدٍّ لهذه السردية وفي وسائل الإعلام، بل حتى على مستوى الشارع في الولايات المتحدة. خذ، على سبيل المثال، في أوساط الأفارقة الأمريكيين هناك آلاف الكنائس وآلاف رجال الدين الذين يعتبرون أن ما يجري في فلسطين هو حرب إبادة؛ بالإضافة إلى أن النظام الإسرائيلي هو نظام “أبارتايد” وفصل عنصري يقارن بما كان قائما في جنوب إفريقيا، وحتى في أوساط بعض اليهود الذين يناهضون الصهيونية ويعتبرون أنفسهم تقدميين، لأن الحركة الصهيونية تمثل حركة عنصرية تعمل على التمييز العنصري وعلى إبادة الشعب الفلسطيني.. وبالتالي هناك أناس لديهم الدافع الأخلاقي والدافع الإنساني في أوساط اليهود وفي أوساط المسيحيين وغيرهم.

كيف يمكن استثمار هذا الزخم من أجل خدمة القضية الفلسطينية؟

هو يستخدم كما ذكرت في مداخلتي، هناك عمل على كل المستويات. وهذه التحالفات التي أقيمت في الولايات المتحدة مؤخرا، وأعتقد في الغرب أيضا هي لمواجهة السردية الإسرائيلية والسردية الصهيونية، وأعتقد أنه إلى حد كبير ناجحة حتى الآن جزئيا؛ ولكن برأيي أنها ستنتصر في النهاية، لأن هذه السردية هي التي تنسجم مع قيم الإنسانية ومع قيم العدالة.

كيف تقيم التضامن العربي على مستوى الدول، سواء كشعوب أو حكومات؟

دعني أكون صريحا معكم، بالنسبة للشعوب، أنا متأكد أن الشعوب كلها متضامنة مع الفلسطينيين، والدول حتى في أعماقها؛ ولكن هناك فرق بين القناعة وبين الجهد.

أعتقد بأنه يمكن للعرب أن يكونوا أكثر فاعلية في منع هذه الإبادة الجماعية، وفي تأييد الفلسطينيين في مواجهتهم لهذه الحملة التي تستهدف الوجود الفلسطيني والحق الفلسطيني. ويمكن للدول العربية أن تكون أكثر تأثيرا؛ ولا أشير إلى أية دولة على حدة، وإنما أتحدث عن الجهد الجماعي العربي الواضح.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة