أصدرت المحكمة التجارية بفاس أمراً قضائيا بالحجز على ممتلكات شركة “البناؤون الشباب” الواقعة في ملكية رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، شكيب لعلج، إلى حين أداء هذه الأخيرة لديونها الثقيلة.
ووفقا لوثيقة صادرة عن المحكمة المذكورة، اطلعت عليها “مدار21″، أمرت الأخيرة بـ5 حجوزات تحفظية وحجز تنفيذي واحد على ممتلكات تزيد قيمتها عن 12 مليون درهم لشركة “البناؤون الشباب” (Les jeunes maçons)، بعدما تراكمت عليها الديون، وفي مقدمتها حجز تنفيذي لفائدة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS).
وفي التفاصيل؛ أمرت المحكمة بحجز تنفيذي بقيمة 4 ملايين و900 ألف درهم، لفائدة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، بالإضافة إلى حجوزات تحفظية قيمتها على التوالي 3 ملايين و600 ألف درهم لفائدة شركة “سوماشام سارل”، وحوالي مليوني درهم لفائدة “أرماتير المغرب”، وأزيد من مليون درهم لفائدة شركة “كام ليزينك”، وأزيد من 500 ألف درهم لفائدة شركة “صوفابيم”، و150 ألف درهم لفائدة شركة “سيكامكو”.
ويعني “الحجز التنفيذي” أن من حق الجهة المحجوز لصالحها التصرف فورا في ممتلكات الشركة المعنية ذات القيمة المساوية لمبلغ الحكم، إذ يتم وضع عقار المدين تحت يد القضاء إلى أن يتم بيعه بالمزاد العلني لاقتضاء حق الحاجز من ثمنه.
بينما يتعلق الحجز التحفظي بمنع شركة “البنائين الشباب” من التصرف في ممتلكاتها ذات القيمة نفسها إلى حين سداد الشركة المديونة لمستحقات الدائنين، وفي حال إخلالها بذلك يصبح الأمر تنفيذياً بعد مدة يحددها القانون.
وأوضحت مصادر من داخل الشركة لـ”مدار 21″، أن الأخيرة التي تأسست في سنة 2016 كمقاولة صغيرة في قطاع البناء والأشغال العمومية، حققت طفرة هائلة ودخلت عالم المقاولات الكبرى لدى دخول شكيب لعلج، الذي يتربع على عرش “الباطرونا” المغربية، مجلس إدارتها قبل أزيد من عامين، ثم تحوله لمساهم أغلبي بعد شرائه أسهم المالك المؤسس، إذ وصل رأسمال الشركة إلى ما يناهز 27 مليون درهم.
وكانت “الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة” قد نددت في وقت سابق بامتناع شركة “البناؤون الشباب” عن سداد مستحقات عشرات المقاولات الصغيرة، مما أدى بالبعض منها للدخول في أزمات مالية عسيرة واللجوء للقضاء لاستخلاص مستحقاتها.
ولجأت المقاولات المذكورة، وفقا للمصدر ذاته، إلى مراسلة الحكومة والاتحاد العام لمقاولات المغرب، الذي يرأسه لعلج نفسه، من أجل إيجاد حل لهذا الملف الذي يهدد استمرار نشاط العشرات منها، وذلك بغية استخلاص مستحقاتها المالية التي تصل قرابة 50 مليون درهم لدى شركة “البناؤون الشباب”.
