مروان حميدي
وفقًا لأحدث تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية حول مناخ الاستثمار العالمي، فإن المغرب يبرز كوجهة استثمارية واعدة ذات إمكانيات هائلة، إذ يُسلط التقرير الضوء على الجهود الدؤوبة التي يبذلها المغرب لـ “تشجيع وتيسير” الاستثمارات الأجنبية، مما يُعزز مكانته كـ “قطب إقليمي للأعمال” و “بوابة” نحو القارة الإفريقية.
وتُشير الدبلوماسية الأمريكية إلى أن المغرب يتخذ خطوات ملموسة لخلق بيئة استثمارية جاذبة، وذلك من خلال سياسات اقتصادية كلية إيجابية وتحرير المبادلات التجارية مع توفير حوافز الاستثمار ناهيك عن قيامه بإصلاحات هيكلية تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال وتبسيط الإجراءات الإدارية.
ياسين اعليا، محلل اقتصادي، أكد في تصريح لـ “العمق” أن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية المتعلق بالاستثمار في المغرب يحمل مؤشرات إيجابية مرحب بها، مسجلا أن التقرير يعتبر عاملا محفزا للمستثمرين الأجانب بالمغرب، نظرا للتقدم الذي حققته المملكة في هذا المجال، خاصة عن الحديث عن التسهيلات التي منحها ميثاق الاستثمار الجديد.
وأوضح اعليا، أن المغرب أضحى اليوم يشجع الاستثمار في القطاع الصناعي عن طريق تقديم العديد من الإعفاءات الضريبية، علاوة على المساعدات المقدمة في مجال الاستثمار الذي كان يشكل أهم عوائق هذا المجال.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن العديد من الدول وعلى رأسها الصين أصبحت اليوم تستغل الموقع الجغرافي للمملكة بالإضافة إلى العديد من الاتفاقيات المتعلقة بالتبادل الحر المبرمة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي لتعزيز ولوجيتها للأسواق.
وأضاف المتحدث ذاته، أن المغرب يسير في رهانه المتعلق بالاعتماد على الطاقات المتجددة، لتجاوز الطاقات الأحفورية وتحقيق الاندماج الطاقي، مسجلا أن المملكة تقدم العديد من المبادرات المهمة باعتباره أحد الأطراف الرئيسية في عملية الاندماج الإفريقية، ولعل أبرز هذه المبادرات المبادرة الأطلسية.
وسجل المحلل الاقتصادي، أن التقرير منجز يمكن إدراجه ضمن المحفزات، كون أن مثل هذه التقارير الصادرة عن مؤسسات من هذا الحجم سيساهم في تعزيز ثقة المستثمرين الأجانب الذين يعملون على مراقبة التقارير الدولية والمؤسسات سواء الحكومية أو غيرها.
وخلص ياسين اعليا، إلى أن تقرير الخارجية الأمريكية حول مناخ الأعمال بالمغرب، “ذو مصداقية سيعزز بشكل إيجابي مكانة المغرب كموقع جاذب للاستثمارات الخارجية، ناهيك عن تعزيز مكانة المملكة في المنطقة خاصة في منطقة شمال افريقيا وجعلها وجهة مفضلة للاستثمارات القادمة من الخارج.
يذكر أن التقرير المتعلق بمناخ الأعمال لسنة 2024، أوضح أن المغرب تمكن، بفضل “سلسلة من الإصلاحات”، من الخروج من “القائمة الرمادية” لمجموعة العمل المالي والاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.
وللإشارة، فإن المغرب إلى غاية 2024، صادق على 72 معاهدة استثمارية لتشجيع وحماية الاستثمارات و62 اتفاقية اقتصادية، لاسيما مع الولايات المتحدة ومعظم بلدان الاتحاد الأوروبي، تهدف إلى إلغاء الازدواج الضريبي على الدخل والأرباح.
ويعد المغرب المغرب البلد الوحيد في القارة الإفريقية الذي أبرم اتفاقية للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة، مما ساهم في حذف الرسوم الجمركية على أزيد من 95 بالمائة من السلع الاستهلاكية والصناعية المؤهلة.
