أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةاقتصاد“الهندية”.. هكذا تحولت من “فاكهة الفقراء” إلى منتوج يسير فوق “البساط الأحمر”

“الهندية”.. هكذا تحولت من “فاكهة الفقراء” إلى منتوج يسير فوق “البساط الأحمر”

حياة أيت سيدي موح صحافية متدربة

كانت فاكهة التين الشوكي المعروفة في المغرب بـ”الهندية”، تُمثل رمزًا للصيف في مراكش كما في باقي مدن المملكة، ووجبة غنية للفقراء. ففي الماضي، كانت تباع بأسعار زهيدة لا تتجاوز درهما واحدا، مما يجعلها في متناول جميع فئات المجتمع.

لكنّ اليوم، شهدت أسعار التين الشوكي ارتفاعًا “جنونيًا”، حيث وصل سعر الواحدة منها إلى 5 دراهم أو أكثر. هذا الارتفاع المفاجئ أثار استياءً واسعًا بين المواطنين، بما في ذلك الباعة الذين يعانون من صعوبة بيع هذه الفاكهة بسبب ارتفاع أسعارها.

من قلب مراكش، يتحدث بائع للتين الشوكي بنبرة حزينة أن مدخوله اليومي من هذه الفاكهة أصبح ضعيفا، بعد أن أضحى ثمن الصندوق باهض جدا، قائلا: في الماضي كان ثمن الحبة الواحدة يباع بعشرين سنتا، عكس اليوم حيث أضحى ثمن الفاكهة جد مرتفع يستعصي على المواطنين شرائها.

وأعزى المتحدث هذا الارتفاع إلى انتشار حشرة القرمزية التي ألحقت أضرارا جسيمة بالمحصول، وأدت إلى تقليص الكميات المنتجة مقارنة مع السنوات الماضية.

من جانبه، أوضح بائع آخر أن إنتاج “الهندية” قليل هذه السنة مقارنة مع السنة الماضية، مشيرا إلى أن الظرفية المناخية الصعبة والجفاف بالإضافة إلى قلة الماء يعتبر من أهم أسباب هذا النقص.

وحسب المهني، فإن ثمن الفاكهة في بالجملة يختلف حسب جودتها وحجمها حيث يتراوح ما بين 160 درهما إلى غاية 900 درهم، قائلا “المليح كيطالبو فيها الثمن”، فيما يتراوح ثمن الفاكهة الواحدة ما بين 1.5 إلى 5 درهم.

وعبر أحد المواطنين عن تذمرهم من هذا الارتفاع، موضحا أن الأسعار لم تعد كسابق عهدها، نظرا لانخفاض الإنتاج مؤكدا أن العديد من الأشخاص ليس باستطاعته شراء هذه الفاكهة الذي وصل ثمنها لـ 5 دراهم.

وللحديث عن أسباب هذا الارتفاع، أوضح رئيس الجمعية المغربي لحماية المستهلك، بوعزة الخراطي، أن سعر فاكهة التين الشوكي، أضحى ثمنها يتراوح ما بين 7 إلى 9 دراهم للحبة الواحدة، قائلا “الهندية أضحت من كبار الشخصيات، وتحتاج فقط إلى بساط أحمر”.

وأشار الخراطي إلى أن هذا الارتفاع نتج عن ارتفاع الطلب مقابل انخفاض العرض، معتبرا أن انتشار الحشرة القرمزية التي تعود جذورها إلى الميكسيك هي السبب وراء نقص الإنتاج.

وتساءل رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك عن دور المصالح المعنية لحماية الثروة النباتية، مؤكدا وجود مصالح للمراقبة مرخصة للتحقيق في هذا المرض الذي جنى على المحصول.

وقال المتحدث: “هناك تهاون فادح بالمصالح المعنية للقضاء على المرض”، متأسفا من عدم اتخاذ الاجراءات اللازمة منذ بداية انتشار هذا النوع من الحشرات داخل الحقول.

وكشف الخراطي عن استيراد بعض الأنواع من صنف التين الشوكي من الخارج، مرجحا من دولة المكسيك من أجل استدراك الوضع، إلا أن السؤال العالق، حسب المتحدث، يتعلق بما مدى ملائمة هذا النوع من التين مع الطقس المغربي.

وخلص بوعزة الخراطي إلى التأكيد على أن انخفاض ثمن الفاكهة مستقبلا يستوجب انتظار نمو المنتوج المستورد من الخارج، وهو ما يتطلب 5 سنوات على الأقل.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة