أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةحوادثتوفيق بوعشرين يقول لنا جميعا “اللي حشموا ماتوا”

توفيق بوعشرين يقول لنا جميعا “اللي حشموا ماتوا”

نسي توفيق بوعشرين، الصحفي السابق ذو السوابق التي تمنعه من ممارسة المهنة، أنه خرج من السجن من داخل مسطرة العفو الملكي، حيث كان يقضي عقوبة حددتها المحكمة في مراحلها النهائية ب15 سنة سجنا نافذا، وهو الحكم الذي اعتبره دفاع الضحايا مخففا بالنظر لطبيعة الأفعال المرتكبة، وقد قضى منها سبع سنوات، وبالتالي لا يمكن استغلال العفو لأي غرض آخر غير الخروج من غرفة السجن إلى غرفة البيت.
كتب اليوم رسالة لا يكتبها إلا من لا يستحيي من نفسه قبل غيره، شكر من هنأه على خروجه من السجن، وطبعا “السجن لا تريده لعدوك” كما يقول المغاربة، وبعث رسالة لأصدقائه السابقين الذين لم يزوروه، متهما البعض بأنهم حملوا السيف لطعنه، وختم بالقول “دعائي لمن بقي وراء القضبان من معتقلي الريف ونقيب المحامين بالرباط لمعانقة الحرية في اقرب وقت ….فالبلاد تستحق الأفضل حقيقة لا مجازا …صباح الحرية”.
كثير من أصدقائه فعلا لم يزوروه ليس خوفا من شيء ولكن خوفا على سمعتهم، لأن توفيق بوعشرين، لم يكن بطلا في النضال الديمقراطي، ولكن بطلا في الاعتداء على مستخدماته في مكتبه، ومنهم واحدة ماتت كمدا وقهرا، وقد كان يتلذذ بتعذيبها، أما من وسمهم بالطعن فلم يكنوا سوى الصحفيين الذين نقلوا أطوار الجلسات وما تسرب من التحقيقات، وحينما ما أصبحت المحاضر بيد المحامين واطلع عليها الجميع.
لا يتسطيع بوعشرين أنه كان يضحك كالأبله والمحكمة تواجهه بالأشرطة التي تم العثور عليها في مكتبه، وهي أشرطة شبيهة بأشرطة الكوميسير ثابت، وقد استغل سلطته كمشغل ليبتز عددا من المستخدمات والصحافيات.
العفو الذي يسميه بوعشرين بالعفو الكريم هو مسطرة دقيقة لا ظلم فيها لأحد، طبعا هو عفو كريم، لكنه لا يعني بتاتا البراءة، التي هي نتيجة مسطرة من داخل المحكمة، وبوعشرين اليوم ليس مسموحا له بممارسة الصحافة باعتباره من ذوي السوابق العدلية، وعليه سلوك مسطرة رد الاعتبار قبل أن يفتح فمه للتشدق بالحرية والمطالبة بإطلاق سراح آخرين محكومين أيضا في قضايا الحق العام.
فالعفو يأتي دائما بعد استنفاد جزء من العقوبة حدده القانون، لكن ما زال في ذمته عقوبة أخلاقية ستطارده أينما حل وارتحل، فالضحايا لم يرحلوا عن دنيا الناس، وما زال بعضهن يعانين أمراضا نفسية، وواحدة منهم ماتت كما قلنا كمدا تاركة وراءها أسرة صغيرة تعاني ألم الفراق وألم السمعة التي شوهها توفيق بوعشرين.
قضية أخلاقية كانت ستريح بوعشرين إلى الأبد، عندما خرج وشكر من سانده، كان عليه أن يعتذر بوضوح للضحايا، ويعبر عن رغبته في تسوية تطوي الملف إلى الأبد، لكنه ركب رأسه مقدما نفسه كبطل للحرية، بينما هو لم يكن سوى معتقلا نظير ارتكابه أفعلا يعاقب عليها القانون، تتعلق بالاغتصاب وإكراه ضحاياه والاتجار في البشر، وغذا كان خرج فلا يعني أنه بريء بتاتا وهذه جزئية يعرفها رجال القانون.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة