أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةدوليتعرف على الرقاص “بيجر” وكيف اخترقت إسرائيل أجهزة حزب الله

تعرف على الرقاص “بيجر” وكيف اخترقت إسرائيل أجهزة حزب الله

وفقًا لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، فإن أجهزة «بيجر» التي انفجرت في لبنان تم شراؤها مؤخرًا بعد اندلاع الحرب على غزة، وهي من أحدث الطرازات. وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية بأن بعض أفراد الحزب لاحظوا ارتفاع درجة حرارة هذه الأجهزة قبل انفجارها، وتمكنوا من التخلص منها في الوقت المناسب.

آلية الاختراق

تشير المعلومات الأولية إلى أن الانفجار يوم الثلاثاء قد يكون ناتجًا عن ارتفاع درجة حرارة بطارية الجهاز. وفقًا لقناة LBCI، تعرض خادم أجهزة «بيجر» للاختراق، مما أدى إلى تثبيت برنامج نصي تسبب في زيادة التحميل على الأجهزة، مما أدى إلى ارتفاع حرارة بطاريات الليثيوم وانفجارها.

يمكن أن يتفاوت الضرر الناجم عن انفجار البطارية بين شديد وخفيف، بناءً على موقع المستخدم عند وقوع الحادث.

كيفية انفجار بطاريات الليثيوم

عندما ترتفع درجة حرارة بطاريات الليثيوم، يمكن أن تصدر دخانًا أو تذوب، وقد تشتعل عند درجات حرارة تصل إلى 590 درجة مئوية. تُستخدم بطاريات الليثيوم القابلة لإعادة الشحن في مجموعة واسعة من المنتجات الاستهلاكية، بما في ذلك الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والسيارات الكهربائية.

ما هو جهاز البيجر؟

جهاز «بيجر» هو جهاز إلكتروني صغير يُستخدم لتلقي الرسائل النصية أو الإشعارات دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت. كان شائع الاستخدام في تسعينيات القرن الماضي، لكنه تقلص تدريجيًا مع ظهور الهواتف المحمولة، حتى أصبح نادر الاستخدام في المناطق التي تضعف فيها إشارة الهاتف المحمول. وهو جهاز اتصال إلكتروني لا سلكي صغير ومحمول، اخترعه المهندس الكندي ألفريد غروس عام 1949، ويُسمى أيضا جهاز النداء اللاسلكي، يمكن استخدامه للتواصل داخل المؤسسات أو ضمن مجموعات ومنظومات مختلفة، ويعمل ببطاريات قابلة للشحن، ويستقبل رسائل مكتوبة واتصالات وإشارات صوتية وضوئية.

يشار إلى أن المنغرب، خلال فترة الجيل الثاني، سيشهد إقامة شبكة للرسائل القصيرة عبر تقنية الراديو (Radiomessagerie) في 1997. هذه الخدمة، كما في الدول الصناعية، لم تعمر طويلا بحكم المنافسة القوية للهاتف النقال، لكنها تبقى حقبة منيرة في تاريخ الاتصالات في المغرب، تعكس مرة أخرى المواكبة الفعلية للمملكة لكل التكنولوجيات التي عرفتها الاتصالات على الصعيد العالمي.

جهاز هذه الخدمة طُرح في السوق المغربية تحت اسم “الرقاص” استحضارا لرجل البريد الذي اشتغل في أول مؤسسة بريدية أنشئت في عهد السلطان المولى الحسن الأول سنة 1892 والذي كان يدعى حينها “الرقاص”.

استخدامات البيجر

تُستخدم أجهزة البيجر -وتُسمى أيضا أجهزة البليب- للتواصل مع الزبائن في المطاعم والمقاهي، أو في المستشفيات والمراكز التجارية الكبيرة، أو في كل مؤسسة تريد تسيير منظومة جماعية والتواصل معها بسهولة، وكانت تُستخدم أيضا في التواصل بين الأشخاص قبل ظهور الهواتف المحمولة.

وتعمل أجهزة البيجر ببطاريات الليثيوم -التي قد تعمل أياما متواصلة- وقد تم تطوير النسخ الأولى من هذه الأجهزة في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، وشاع استخدامها مع نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن نفسه قبل انتشار الهواتف المحمولة.

وفي الأصل كانت منظومة أجهزة البيجر تعمل عبر موجات اتصال لاسلكي، يتم إرسالها من هوائيات متخصصة، ومع التطور التكنولوجي بدأت تستوعب تقنيات التواصل المتطورة مثل التطبيقات الذكية وتقنيتي البلوثوت والواي فاي.

يعمل جهاز البيجر باستقبال موجات وإشارات من جهاز إرسال، يحولها إلى رموز مكتوبة أو صوتية أو حركات اهتزاز، تخبر حامل الجهاز بأن رسالة وصلته.

وبلغ عدد مستخدمي البيجر في أواسط تسعينيات القرن العشرين أكثر من 61 مليون شخص حول العالم، وتراجع هذا العدد إلى نحو 6 ملايين شخص عام 2016.

وكانت المؤسسات الصحية في الولايات المتحدة الأميركية من أوائل مستخدمي هذه الأجهزة في خمسينيات القرن العشرين، وفي الستينيات تم تطويرها للاستخدام في مجالات أخرى، بما فيها الاستخدام في الاتصالات الشخصية.

جهاز أكثر أمانا

ويستخدمه الأطباء وموظفو المستشفيات في التواصل بينهم، واستدعاء بعضهم البعض بدون ضجيج وبطريقة تحافظ على الهدوء اللازم لبيئة رعاية المرضى، وأيضا تفاديا لذبذبات الهواتف المحمولة وتأثيرها على المرضى وعلى الأجهزة الطبية.

أما المطاعم فتجد هي الأخرى في أجهزة البيجر وسيلة فعالة في تنظيم عملها، لأنها تمكنها من التواصل السريع بين الموظفين في سلاسل العمل المختلفة لديها، وتسهّل أيضا تنظيم استقبال وتوزيع طلبات الزبائن.

ومما تتميز به أجهزة البيجر -إضافة إلى أسعارها الرخيصة- أن لها شبكة اتصال خاصة، كما أنها قوية ومصممة لمواجهة الظروف القاسية والاستعمالات المتكررة والاستخدام طويل الأمد.

وهذه الأجهزة كذلك صعبة الاختراق لأنها في الغالب لا تكون موصولة بشبكة الإنترنت، وتعمل بتقنية أمواج الراديو اللاسلكية على ترددات محددة وبرموز خاصة، وذلك هو ما يفسر استخدام حزب الله اللبناني إياها للتواصل بين أعضائه.

تفجير جماعي لأجهزة حزب الله

في يوم 17 سبتمبر 2024 أعلن حزب الله أن المئات من مقاتليه وآخرين من المواطنين اللبنانيين أصيبوا بجراح متفاوتة الخطورة بعد انفجار أجهزة “بيجر” كانوا يحملونها، واتهم إسرائيل بالوقوف وراء هذه التفجيرات.

ووقعت هذه التفجيرات في مناطق عديدة في لبنان بينها الضاحية الجنوبية لبيروت ومدن البقاع والنبطية والحوش وبنت جبيل وصور وطرابلس وبعلبك وغيرها.

وبدوره، قال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض إن 9 أشخاص قُتلوا وأُصيب نحو 2750 بانفجار أجهزة الاتصالات المذكورة، مضيفا أن أكثر من مئتين من الجرحى حالتهم حرجة، وكشف أن معظم الإصابات كانت في الوجه واليدين وفي منطقة البطن.

وفي السياق ذاته، أوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن أجهزة الاستدعاء “بيجر”، التي يحملها المئات من عناصر حزب الله وانفجرت بشكل غير متوقع كانت من شحنة جديدة تلقاها الحزب في الأيام الأخيرة.

وقال مسؤول في حزب الله إن مئات المقاتلين لديهم مثل هذه الأجهزة، وتكهن بأن برامج ضارة ربما تسببت في تسخين الأجهزة وانفجارها، وأضاف أن بعض الناس شعروا بأن هذه الأجهزة تسخن، ولذلك تخلصوا منها قبل أن تنفجر.

كما نقلت وكالة الأناضول عن الخبير اللبناني في الاتصالات هشام جابر قوله إن عملية تفجير أجهزة “البيجر” تقنية رفيعة جدا لا تستطيع إسرائيل إجراءها وحدها، وإنما بمساعدة حلفاء.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة