أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةدوليبي بي سي تقصي الحقائق: ماذا نعرف عن هجمات داغستان الروسية؟

بي بي سي تقصي الحقائق: ماذا نعرف عن هجمات داغستان الروسية؟

Getty Images أسفرت عدة هجمات يوم الأحد الماضي في جمهورية داغستان ذات الأغلبية المسلمة شمال القوقاز الروسية عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخص بينهم 15 ضابط شرطة والعديد من المدنيين بما في ذلك كاهن أرثوذكسي. كما قُتل خمسة مسلحين على الأقل. وتم نقل ما لا يقل عن ستة عشر شخصًا آخرين إلى المستشفيات مصابين بجروح، وذلك جراء استهداف كنيستين ومعبدين يهوديين في مدن دربنت، التي تضم مجتمعًا يهوديًا قديمًا، وفي العاصمة مخاتشكالا خلال عيد العنصرة الذي يحتفل به المسيحيون الأرثوذكس. بي بي سي لتقصي الحقائق رصدت تسلسل الهجمات وتحققت من هويات بعض الذين قاموا بهذه الهجمات. خارطة BBC ماذا حدث؟ استهدفت الهجمات عدة مواقع في مدينتي ديربنت ومخاتشكالا (محج قلعة). وبدأت الهجمات في ديربنت، موطن الجالية اليهودية القديمة حيث قامت مجموعتان من العناصر المسلحة بإلقاء عبوات حارقة في وقت واحد على كنيسة شفاعة السيدة العذراء مريم الأرثوذكسية في شارع لينين، وكنيس يهودي يدعى “كيلي نوماز” في شارع تاجي زاده، وذلك في حوالي الساعة 17:55 (بتوقيت موسكو) كما يظهر في الفيديوهات التي تم تداولها عن اشتعال النيران في المباني والتي تأكدنا من صحتها ومن صحة توقيت حدوثها بتحليل الظلال. ويظهر في أحد الفيديوهات على الباب الخلفي للمعبد اليهودي أرقام فسرها العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على أنها تشير إلى الآيات القرآنية التالية: (وَقَـٰتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌۭ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِ ۚ فَإِنِ ٱنتَهَوْا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌۭ( و(وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَٱلۡهُدَىٰۗ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم بَعۡدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖوَلَا نَصِيرٍ) ولم يتسن لبي بي سي التأكد من توقيت كتابة هذه الأرقام. يتضح من ترتيب الفيديوهات أيضا أن المهاجمين أطلقوا النار على الفور على ضباط الشرطة الذين كانوا يحرسون المباني. وأظهر فيديو من ديربنت وجوه بعض المهاجمين. ويبدو أن اثنين أصيبا واستولى المسلحون على سيارة للشرطة. ولقي شرطي خارج الكنيسة مصرعه، وتم ذبح كاهن بالكنيسة يدعى الأب نيكولاي بحسب السلطات المحلية، وكان يبلغ من العمر 66 عامًا، والذي كان راعيًا للكنيسة لأكثر من 40 عامًا. بعد حوالي نصف ساعة، في الساعة 18:30، أطلقت مجموعة آخرى من المسلحين النار على ضباط الشرطة الذين يحرسون كاتدرائية السيدة العذراء مريم في شارع جروموف في مخاتشكالا، عاصمة داغستان ولقي حارس الكنيسة، مصرعه جراء الهجوم. وأظهرت لقطات فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أشخاصا يرتدون ملابس داكنة يطلقون النار على سيارات الشرطة. ويجوبون الشوارع ويسمع إطلاق نار. كما أظهر فيديو آخر استيلاء مهاجمين مسلحين على سيارة من أحد المدنيين في أحد الفيديوهات التي تأكدنا من صحتها. وفي الوقت نفسه، في الساعة 18:30 أيضًا، قامت مجموعة من الأشخاص المجهولين بإلقاء متفجرات على كنيس مخاتشكالا في شارع يرموشكين حسب الفيديوهات التي تحققنا منها. واستمر إطلاق النار في ديربنت ومخاتشكالا حتى مساء يوم الأحد كما أظهر تحليل فيديوهات إطلاق النار التي تم تداولها عن الاشتباكات. وذكرت وزارة الداخلية في داغستان أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على ضباط الشرطة في ساحة قرية سيرجوكالينسكي، مما أدى إلى إصابة أحدهم. وتقع هذه البلدة على بعد 37 ميلاً شمال غرب ديربنت. هوية الجناة من خلال استخدام برامج التعرف على الوجوه تم تحديد هوية عدد من المهاجمين الذين ظهرت وجوههم في الفيديوهات أو تم الإعلان عن هويتهم من قبل السلطات. وكانت السلطات الروسية قد قالت إن خمسة مهاجمين قد قتلوا. وأظهرت قنوات روسية على تطبيق تيليغرام أشخاصا على الأرض وحولهم دماء قالوا إنها صورا للمهاجمين بعد قتلهم. وأضافت السلطات أنها لاتزال تتعقب جناة آخرين، ولكن لم تحدد السلطات العدد الكلي للمهاجمين. من بين المهاجمين الذين لقوا مصرعهم عثمان وعادل عمروف، وهم أبناء ماغوميد عمروف، رئيس منطقة سيرجوكالينسكي شمالي داغستان حيث شاركا في الهجوم الذي وقع في مخاتشكالا.. قالت السلطات إنها اعتقلت عمروف الأب وتم طرده بالفعل من حزب روسيا الموحدة (الحزب السياسي الحاكم في روسيا) لأنه كان على علم بانتماء أبنائه لفكر متطرف، لكنه لم يبلغ الاستخبارات كما أقر في التحقيقات الرسمية. وبحسب وسائل الاعلام الروسية فإن عثمان عمروف كان على علاقة بخلية تابعة لتنظيم داعش في تركيا، وكان يعمل في أعمال البناء في داغستان، ويمتلك مقهى في إزبرباش. ولم يتسن لبي بي سي التأكد من هذه المعلومات. كما شارك معهم في الهجوم على منطقة مخاتشكالا ابن عمهم عبد الصمد أحمدزيف البالغ من العمر 32 عامًا، وقُتل عندما حاولت الشرطة القبض عليه. كان أمادزيف عضوًا في داعش سابقًا، ولم يعرف ما إذا كانت الجماعة قد أعادت تجنيده أم لا بحسب الإعلام الروسي، ولم يتسن لبي بي سي التأكد من هذه المعلومات. أيضا من بين المهاجمين الذين لقوا مصرعهم وأعلنت السلطات المحلية عن هويتهم حجي مراد كاجيروف، الذي كان يبلغ من العمر 28 عاما وهو لاعب رياضي في الفنون القتالية. طالما ما كانت هناك تصريحات تحذر من انتشار التطرف الديني في ساحات الرياضات القتالية في الشمال والقوقاز، وخاصة في داغستان وإنغوشيتيا. وفي عام 2014، كشف نائب وزير الرياضة في داغستان زينال سالوتدينوف عن مخاوفه من أن التطرف يصيب صالات الألعاب الرياضية وقاعات الرياضة في البلاد. المهاجم الخامس هو على زاكريجيف وكان يبلغ من العمر 35 عاما وهو ابن شقيق آخر لعمروف رئيس منطقة سيرجوكالينسكي كان يشغل منصب رئيس فرع الحزب في نفس المنطقة، وقد ترك هذا المنصب عام2021 لكنه ظل عضوا في الحزب. المسؤول عن الهجمات لم تتبن أي جهة مسؤولية الهجمات حتى الآن، ولكن ردود أفعال مؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية على وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى أنهم يعتقدون أو يأملون أن يكون التنظيم هو الفاعل. ومن المعروف أن تنظيم الدولة الإسلامية يؤجل الإعلان عن المسؤولية إذا كان هو الفاعل حتى يصبح وضع جميع المهاجمين واضحًا. وكان قادة تنظيم الدولة الإسلامية قد حثوا مؤيديهم على تنفيذ هجمات في جميع أنحاء العالم، وحددوا أماكن العبادة الدينية كأهداف رئيسية “انتقامًا لغزة”، ل “تسلط الضوء على طبيعة الحرب الدينية” بين المسلمين وغير المسلمين، وفقًا للتنظيم. وذكر رئيس المنطقة سيرغي مليكوف في رسالة بالفيديو في أعقاب الهجمات أن “هذه الهجمات مرتبطة بالحرب في أوكرانيا” ولكن لم يقدم أي أدلة على هذا الادعاء. هجمات سابقة يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المواقع الدينية المسيحية واليهودية في داغستان. في عام 2018، فتح مسلح النار على رواد كنيسة في مدينة كيزليار، خلال صلوات الصوم الكبير، مما أسفر عن مقتل خمس نساء. وأعلن آنذاك فرع “إقليم القوقاز” التابع لتنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الحادث. وفي 29 أكتوبر الماضي، اقتحم متظاهرون مطار مخاتشكالا ردًا على دعوات معادية للسامية على وسائل التواصل الاجتماعي لمنع وصول طائرة ركاب من إسرائيل. وأظهر مقطع فيديو تم التقاطه في المطار الحشد يلوح بالأعلام الفلسطينية ويحطمون الأبواب ويحاولون قلب سيارة للشرطة حيث أصيب أكثر من 20 شخصا، بينهم عدد من ضباط الشرطة.

  • مقتل 19 شخصاً في هجمات على كنائس وكنيس يهودي في داغستان
  • احتجاجات في داغستان ضد قرار التجنيد الجديد من موسكو
  • هجوم جوي روسي على كييف عقب عملية عسكرية “ضخمة” استهدفت شبكة الكهرباء في أوكرانيا



إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة