أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةدوليتحذيرات من حرب أهلية.. اليمين المتطرف يهاجم مسلمي بريطانيا

تحذيرات من حرب أهلية.. اليمين المتطرف يهاجم مسلمي بريطانيا

العمق المغربي

في خضم تحذيرات متزايدة من اندلاع حرب أهلية وشيكة في بريطانيا، وسط اضطرابات عنيفة في الشوارع مدفوعة بمعلومات مضللة، استخدمت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، للمرة الأولى مصطلح “الإسلاموفوبيا”، مؤكدة أنه السبب وراء مظاهر العنف المنتشرة في المملكة المتحدة حالياً.

وأشارت كوبر إلى أن “التطرف اليميني” وكراهية الإسلام كانا من بين الدوافع الرئيسية لأعمال الشغب التي شهدتها البلاد خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك عقب مقتل ثلاث فتيات وانتشار مزاعم مضللة حول هوية الجاني.

وأدانت كوبر بشدة المتطرفين اليمينيين الذين استهدفوا المساجد، مؤكدة أنه “لا يوجد دليل على أن المشتبه به في عمليات القتل في ساوثبورت كان مرتبطاً بالمجتمع المسلم”. وأضافت في مقابلة على قناة ITV: “لقد شهدنا بالفعل هجمات مستهدفة على المساجد، وهذا يعكس بوضوح الإسلاموفوبيا المتزايدة. لا ينبغي استهداف الناس بناءً على معتقداتهم أو لون بشرتهم”. كما أعلنت الوزارة عن نشر المزيد من قوات الشرطة لتأمين المساجد في إطار إجراءات أمنية طارئة.

وتعود جذور هذه الاضطرابات إلى هجوم نفذه شاب يبلغ من العمر 17 عاماً في بلدة ساوثبورت الساحلية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أطفال وإصابة ثمانية آخرين. وقد زادت حدة الاحتجاجات التي نظمتها رابطة الدفاع البريطانية اليمينية المتطرفة عقب هذه الحادثة.

ومع تصاعد التوترات، أعلن ممثلو الشرطة الوطنية عن اعتقال نحو 150 شخصاً وإصابة العشرات من أفراد الشرطة، بعضها تطلب نقلاً للمستشفى.

وفيما يحاول البريطانيون فهم ما يجري في بلادهم، تزايدت التساؤلات حول أسباب هذه الحملة العدائية ضد المسلمين والمهاجرين، وهل هي محض صدفة أم جزء من خطة مدبرة؟

وفي سلسلة تغريدات على منصة “إكس”، قدم الأستاذ الجامعي البريطاني ديفيد ميلر تحليلاً مثيراً، حيث اتهم الناشط اليميني المتطرف ستيفن ياكسلي لينون (المعروف باسم تومي روبنسون) بتحريضه على أعمال الشغب، مشيراً إلى ارتباطه بإسرائيل منذ عام 2009 في إطار ما وصفه بـ”حركة الإسلاموفوبيا”.

وأكد ميلر أن الأحداث الأخيرة في بريطانيا جزء من حرب إسرائيلية ضد المسلمين البريطانيين، بهدف إسكاتهم والقضاء على حركات الاحتجاج في البلاد. ونشر مقطع فيديو لروبنسون حيث قال: “إسرائيل هي المسؤولة عن اشتعال الوضع في بريطانيا… روبنسون، الذي يعترف بأن غضبه نابع من القضية الفلسطينية، يعكس جزءاً من هذه المؤامرة”.

من جانبه، قال الصحفي البريطاني روشان محمد صالح، محرر موقع “5 بيلارز”، في حديث لوكالة الأناضول، إن أعمال العنف العنصرية والمعادية للإسلام التي نظمتها الجماعات اليمينية المتطرفة تثير قلقاً عميقاً، وأن المسلمين في بريطانيا لم يعودوا يشعرون بالأمان.

وأضاف صالح أن تصريحات زعيم حزب الإصلاح البريطاني نايجل فاراج أثارت تلك الأحداث، مشيراً إلى أن الامتياز البرلماني يسمح للسياسيين بمهاجمة المسلمين دون خوف من الملاحقة القضائية، مما يساهم في انتشار الخطاب المعادي.

وأشار الصحفي إلى أن الأزمة الاقتصادية هي أحد الأسباب الرئيسية وراء الغضب المتزايد تجاه المسلمين، وأن النفوذ المتزايد للسكان المسلمين، الذين يبلغ عددهم نحو 4 ملايين شخص في بريطانيا، أزعج بعض البريطانيين.

وأكد صالح أن المسلمين أصبحوا هدفاً سهلاً لمن لا يستطيعون لوم الحكومة البريطانية بشكل مباشر، مشيراً إلى أن بريطانيا تتجه نحو نموذج علماني صارم مشابه لما هو قائم في فرنسا حالياً.

وكانت دراسة نشرتها منظمة “قياس الهجمات ضد المسلمين” العام الماضي قد أظهرت زيادة مقلقة في حالات الإسلاموفوبيا في بريطانيا خلال العقد الأخير. وأشارت المنظمة إلى أنها تلقت أكثر من 20 ألف تقرير عن حوادث إسلاموفوبيا وساعدت في دعم أكثر من 16 ألف حالة لمسلمين تعرضوا للكراهية والتعصب.

وأظهرت الدراسة أن عدد الحالات المؤكدة زاد بشكل ملحوظ، حيث ارتفع من 584 حالة في عام 2012 إلى 1212 حالة في عام 2021، مشيرة إلى أن الإغلاقات التي أعقبت انتشار وباء كورونا ساهمت في تفاقم الكراهية ضد المسلمين على الإنترنت.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة