الخط :
A-
A+
أدلى الإعلامي والناشط السياسي الجزائري، وليد كبير بتصريح لموقع “برلمان.كوم”، كشف فيه عن الوضع المقلق الذي تشهده العملة الوطنية الجزائرية، الدينار، في السوق الموازية، مؤكدا أن الدينار الذي يتم تداوله في السوق الموازية هو الدينار الحقيقي، بينما الدينار الذي يروج له النظام الجزائري، ويستعمله في المعاملات الرسمية، ليس سوى دينارا مدعما لا يعكس الواقع الاقتصادي الحقيقي للبلاد.
وأشار وليد كبير إلى أن الدينار المتداول في السوق السوداء شهد خلال الأيام الأخيرة انهياراً كبيراً، وذلك نتيجة الطلب المتزايد على العملة الصعبة من قبل المواطنين الجزائريين، بالإضافة إلى غياب مكاتب صرف معتمدة من الدولة، وهذا الوضع جعل المواطنين يلجأون إلى السوق الموازية للحصول على العملة الصعبة، حيث يتداول الدينار بسعر أقل بكثير من قيمته الرسمية.
كما أوضح كبير أن النظام الجزائري يعتمد على تبييض الأموال كسياسة ضمنية، مما يصعب على المواطنين الثقة في شراء العملة الصعبة من السوق السوداء وضخها في حساباتهم عبر منصات الدفع الإلكترونية مثل “باي بال”. هذا الوضع يعكس مدى تعقيد الوضع الاقتصادي في البلاد، ويظهر مدى عدم قدرة النظام على توفير حلول مستدامة للمشكلات المالية.
وتناول وليد كبير في تصريحه التناقض الكبير بين التصريحات الرسمية التي يدلي بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وبين الواقع الاقتصادي المرير الذي يعيشه المواطن الجزائري. وأكد أن الرئيس خلال لقائه الأخير مع الصحافة حاول تقديم صورة متفائلة عن الاقتصاد الجزائري، متحدثاً عن احتياطي مالي ضخم وارتفاع أسعار النفط، إلا أن هذه الأرقام والإحصاءات لا تتوافق مع الواقع الذي يعيشه المواطنون يومياً.
وأشار كبير إلى أن الوضع الاقتصادي الخطير الذي تشهده الجزائر في ظل ارتفاع التضخم وانهيار العملة الوطنية غير مسبوق، ويتزامن مع فشل النظام في تحقيق أي تقدم يذكر رغم ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية. وأضاف أن هذا التدهور السريع في قيمة الدينار يثير تساؤلات حول مدى قدرة الجزائر على الصمود في حال تهاوت أسعار النفط مرة أخرى، مشيراً إلى أن الوضع قد يكون أكثر سوءاً في المستقبل القريب.
