أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةدولينتائج تشريعيات فرنسا تثلج صدر اليسار المغربي وخبير يستشرف مستقبل علاقات الرباط...

نتائج تشريعيات فرنسا تثلج صدر اليسار المغربي وخبير يستشرف مستقبل علاقات الرباط بباريس

محمد الصديقي

احتفت عدد من مكونات اليسار المغربي بالفوز التاريخي الذي حققه تحالف “الجبهة الشعبية الجديدة” اليساري في فرنسا، بقيادة القيادي اليساري البارز، جان لوك ميلونشون، المولود بطنجة، وذلك بعد حلوله في المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس الأحد.

وتصدر تحالف اليسار “الجبهة الشعبية الجديدة” نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في فرنسا، متقدماً على معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون “معاً”، في حين اكتفى اليمين المتطرف الذي تصدر الجولة الأولى بالمركز الثالث.

ولم تسفر نتائج الاقتراع عن حصول أي كتلة على غالبية مطلقة في الجمعية الوطنية، فيما عبر تحالف اليسار عن استعداده للحكم.

وتشير هذه النتائج إلى أن أي من الكتل الثلاث لن تتمكن من الحصول على غالبية مطلقة في البرلمان، مما يعقد المشهد السياسي في فرنسا، ويضع الجمهورية أمام برلمان معلق مع تحالف يساري في المقدمة لكن بدون أغلبية مطلقة.

خبر سار للمغرب

وقال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، إن تصدر اليسار للانتخابات التشريعية الفرنسية خبر سارً للمغرب والمغاربة ولحزبه بشكل خاص.

وأوضحأن هذا الانتصار جاء ليكذب بعض استطلاعات الرأي والحملات المغرضة التي استهدفت قوى اليسار الفرنسي، خاصة في ظل مواقفه البطولية تجاه القضية الفلسطينية التي حركت وجدان الشعب الفرنسي.

وشدد بنعبد الله في تصريح لجريدة “العمق” على أن موقف التحالف الفرنسي كان حكيمًا ورصينًا وشجاعًا، إذ سعى لصد اليمين المتطرف ومنعه من تصدر الانتخابات الفرنسية، وهو ما تحقق بالفعل.

وأضاف قائلاً: “هذا انتصار كبير لنا كمغاربة، وانتصار لكافة الديمقراطيين، وللفرنسيين المنفتحين الذين يقبلون بالتعدد ويرفضون العنصرية والتطرف.”

وأكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن اليسار الفرنسي سيسير في اتجاه بلورة سياسات اقتصادية واجتماعية وسياسية تتلاءم مع توجهات مكونات كبيرة من المجتمع الفرنسي.

وأشار إلى أن تصريحات جون لوك ميلونشون، رئيس حزب “فرنسا الأبية”، أثناء زيارته للمغرب بدعوة من حزب التقدم والاشتراكية، تؤكد أن علاقة فرنسا مع المغرب ستكون مبنية على احترام الحقوق المشروعة للشعب المغربي، وعلى ما تمثله فرنسا للمغرب.

ورغم أن اليسار لم يحقق الأغلبية المطلوبة حتى الآن، أعرب بنعبد الله عن أمله في أن يتمكن اليسار من تشكيل الحكومة وممارسة السلطة.

خطوة إيجابية 

من جانبه، أشاد علي بوطوالة، عضو المكتب السياسي لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي المغربي، بما اعتبره “تحولًا إيجابيًا ولحظة تاريخية” لصالح قوى اليسار الفرنسي.

وأكد بوطوالة، في تصريح للجريدة، أن هذا الانتصار يحمل أهمية خاصة في مواجهة صعود اليمين المتطرف، الذي كان سيشكل تهديدًا حقيقيًا على المهاجرين، خاصة من منطقة المغرب العربي، بالإضافة إلى تراجعات على مستوى العدالة الاجتماعية والحريات والحقوق للشعب الفرنسي.

وأشار إلى أن توجه الناخبين الفرنسيين قد حال دون تحقيق هذا السيناريو المقلق، مما يعكس وعيًا شعبيًا وإرادة جماعية لحماية قيم الديمقراطية والعدالة.

ورغم أن قوى اليسار لم تحصل على الأغلبية المطلقة، إلا أن بوطوالة يرى في هذه النتائج خطوة إيجابية تستدعي التفكير في كيفية تشكيل الحكومة المستقبلية.

وأوضح أن هذه التطورات تشكل درسًا مهمًا للمغرب، حيث يجب على القوى التقدمية والديمقراطية أن تستفيد وتستلهم العبر من التجربة الفرنسية.

واعتبر أن الانتخابات الفرنسية أكدت أن الديمقراطية الحقيقية هي التي تتيح للشعوب التعبير عن توجهاتها الفعلية، والتي غالبًا ما تكون نحو مزيد من الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

ودعا المغرب إلى توفير فضاء ديمقراطي حقيقي يضمن انتخابات حرة ونزيهة، بعيدًا عن تدخلات الدولة، وخاصة وزارة الداخلية، في رسم الخريطة الانتخابية.

كما دعا بوطوالة إلى توحيد وتنسيق قوى اليسار المغربي، مشيرًا إلى المبادرات التي اتخذها حزبه في إنشاء الجبهة الاجتماعية، ورغم عدم توسعها بالشكل المطلوب.

وأعرب عن أمله في أن تستفيد القوى اليسارية من التحولات الراهنة، وتتجاوز تناقضاتها الثانوية، وتعمل على صياغة أشكال جديدة من التنسيق الإيجابي، شرط توفر الإرادة السياسية واستقلال القرار.

العلاقات الفرنسية المغربية

يشير الباحث في العلاقات الدولية، أنس الحيمر، حو تأثير صعود اليسار على العلاقات المغربية الفرنسية، إلى أن “المراحل الصعبة في العلاقات المغربية الفرنسية قد تميزت بوجود اليسار في الحكم بفرنسا”. ومع ذلك يرى أن السياق الحالي قد يكون مختلفًا لعدة أسباب.

ومن ضمن هذه الأسباب، وفق ما صرح به الحيمر لجريدة “العمق”، “تغير السياق الدولي من خلال ما يشهد العالم اليوم تحولات جذرية على الصعيد الدولي، مما قد يؤثر على سياسات الدول وتوجهاتها، فضلا عن التطورات المستمرة في المغرب، خاصة على المستوى الحقوقي والسياسي، والتي كانت غالبًا ما تشكل نقطة توتر بين البلدين.

ولفت المتحدث إلى أن الفاعلين السياسيين الفرنسيين، بمن فيهم اليسار، يركزون بشكل أكبر على القضايا الداخلية لمحاولة مواجهة صعود اليمين المتطرف، مما قد يخفف من التوترات في العلاقات الخارجية.

وعن الأسباب وراء تصدر اليسار للانتخابات، أوضح أن اليسار استطاع بذكاء استغلال غضب الفرنسيين من الأداء الاقتصادي والاجتماعي للرئيس ماكرون وتياره الوسطي، ونجح في تقديم نفسه كبديل آمن وموحد في مواجهة مخاوف الناخبين من سياسات اليمين المتطرف، كل ما كان يحتاجه اليسار هو الظهور بمظهر الموحد والقوي بما يكفي ليكون بديلاً حقيقيًا يثق فيه الفرنسيون.

وجرت الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية في 30 يونيو الماضي، قبل أن ينحدر “اليمين المتطرف” إلى المركز الثالث في الجولة الثانية.

والتصويت على النواب في فرنسا يتم عبر عملية اقتراع عامة وبشكل مباشر متاح لجميع الفرنسيين انطلاقاً من سن 18 عاماً والمسجلين على القوائم الانتخابية.

ترقب دولي

رحب روبرت هابيك، نائب المستشار الألماني، بفوز اليسار على اليمين المتطرف في الانتخابات الفرنسية، لكنه حذر من التحديات التي قد تواجه فرنسا وأوروبا والعلاقات الفرنسية الألمانية في المرحلة القادمة.

وقال هابيك في شتوتغارت: “لا يمكننا أن نعتبر أن الأمر قد انتهى، ونغلق هذا الملف… علينا أن نراقب عن كثب ما سيحدث في فرنسا في المستقبل”.

وأبدى رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ارتياحه بعد أن أظهرت استطلاعات لآراء الناخبين الفرنسيين في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية اتجاه البلاد لتشكيل برلمان دون أن يحقق أي حزب أغلبية.

وكتب توسك على منصة إكس قائلاً “هناك شعور بالحماسة في باريس وخيبة أمل في موسكو وارتياح في كييف. هذا كاف لأن نكون سعداء في وارسو”.

من جانبها، اعتبرت الخارجية الروسية أن “النجاح الذي لا يمكن إنكاره الذي حققته المعارضة” في فرنسا خلال الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية، وقبل ذلك بقليل خلال الانتخابات الأوروبية، يأتي رداً على “إملاءات” واشنطن وبروكسل.

وقال نائب مدير إدارة الإعلام بوزارة الخارجية الروسية أندريه ناستاسين خلال مؤتمر صحافي إن “الجولة الأولى (من الانتخابات التشريعية) وكذلك الانتخابات الأوروبية في يونيو، لا يمكن اعتبارها سوى تصويت بعدم الثقة من جانب الفرنسيين فيما يتعلق بالسلطات الحالية، بما في ذلك بالسياسة الخارجية لباريس”.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة