أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةرآي الإمام الغائب ..!!

 الإمام الغائب ..!!


مسرور المراكشي

قد يعتقد البعض أن الحديث هنا عن إمام الشيعة، محمد بن الحسن العسكري ٱخر إمام عند الشيعة الاثنا عشرية، لا بل المقصود هنا يا سادة هو الإمام المغربي، صاحب اللحية الكثة المعمم و المجلبب و المسلهم، إنه خطيب الجمعة الذي غاب أو غيب حيث يصح الوجهان، فمنذ أن تم توحيد خطبة الجمعة و فرضها فرضا، أصبح الإمام مجبرا على ترديد ما جاء فيها، ولا يحق له أن يزيد أو ينقص أو يعدل، عليه فقط السرد الحرفي بالنقطة و الفاصلة حسب قاعدة : ( لا اجتهاد مع النص)، فحتى الدعاء يا حسرة لم يعد فيه خيار للخطيب، ليصبح بذلك الإمام مجرد صدى يتردد أو شبح أو تلميذ نجيب، عليه فقط ترديد ما يمليه عليه معلم الرباط و سلا وما جاورهما، لقد لاحظ جمهور المصلين في كل الوطن، غياب ذكر فلسطين والمسجد الأقصى المبارك في خطبة الجمعة، ولم يعد هناك دعاء مع أهل غزة بالنصر على العدو و التمكين لهم، وهذا من خيرات وبركات توحيد خطبة الجمعة، لا أخفيكم سرا إن قلت لكم إنني أحضر لصلاة الجمعة، فقط تلبية لنداء رب العالمين : (.. يا أيها الذين آمنوا إذا نودي لصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله..).

لقد أصبحت أجد تناقضا كبيرا بين هذه الخطبة ( المحايدة)، وما يقع من أحداث فلا ذكر مثلا لمحنة أهل غزة المحاصرين، فعندما أشاهد الفضائيات أرى إبادة جماعية دماء اشلاء و دمار هائل، وعند سماعي الخطبة وكأني بهذا الإمام قد جاء من كوكب آخر، نفس التعامل يتكرر عند ما يتعلق الأمر بهموم المواطن، لا حديث عن غلاء الاسعار أو نهب ثروات البلاد أو الفساد السياسي، والسؤال الموجه لمن حملوا وزر تدبير الشأن الديني بهذا البلد، أو ما يسمى بوزارة (الشؤون) و كراء الدكاكين وغير ذلك، فهل الإهتمام بقضايا الأمة الإسلامية ليست من شؤونكم..؟ وهل الإهتمام بقضايا وهموم المواطن اليومية ليست من شؤونكم..؟ وهل هذه القضايا لا تدخل في اهتمامات الفهامة و العلامة كاتب الخطبة الموحدة..؟ لقد اشتاق المغاربة لفرسان المنابر الذين لا يخشون في الله لومة لائم، و للإمام الذي يصدح بقول الحق ويدعو مع المظلوم، كما يدعو على الظالمين ولا ينسى المجاهدين من أهل فلسطين وغيرهم، فلمصلحة من تم تغييب هذا الصنف من الأئمة..؟ ومن المستفيد من تكبيل الإمام وتكميمه..؟ فهل سيعود ذاك الزمان الجميل الذي تمتع فيه الإمام علي الأقل بحرية نسبيا أكبر..؟

في القرن الماضي كان وزير الداخلية القوي، إدريس البصري رحمه الله يجمع بين الداخلية و الإعلام، بل كانت وزارة الداخلية في عهده تسمى أم الوزارات..!! لكن ومع ذلك كان الإمام يتمتع بهامش من الحرية نسبيا أوسع، كانت هناك خطب موحدة لكن فقط في الأعياد والمناسبات الوطنية، ومع ذلك كان للإمام حرية اختيار الدعاء المناسب، واليوم أصبح حتى هذا الدعاء موحدا كذلك، لقد اقترب المغاربة من تقليد الشيعة في دعائهم للإمام الغائب، عندما طالت غيبته وهذا نص الدعاء : ( عجل الله فرجه الشريف ).

إن توحيد خطبة الجمعة هو نوع من الإستبداد المرفوض، وشكل من أشكال التضييق على حرية الرأي والتعبير، كان في ما مضى عندما يصلي افراد العائلة في مساجد مختلفة، وعند اجتماع العائلة حول مائدة الطعام، يدور الحديث حول موضوع خطبة الجمعة، فكان هناك تنوع في مواضيع الخطبة: ( الرشوة – مكانة الشهيد – حسن الخلق – فلسطين…)، المهم كانت قضايا متنوعة فيها المحلي والوطني و الدولي، اليوم لا أحد يسأل عن موضوع خطبة الجمعة، فهي موحدة من طنجة إلى لݣويرة ولله الحمد، والآن وفي انتظار عودة الإمام المغربي من غيبته، و ممارسته دوره الحقيقي في توجيه جماهير المصلين، بكل حرية و مسؤولية نقول هذا الدعاء ( عجل الله فرجه الشريف)، هذا الدعاء مقتبس من الثرات الثقافي للشيعة، لكن الفرق بين إمام المغاربة و الشيعة، هو أن أحد الإمامين حي يرزق لكن مغيب مسلوب الارادة، و الآخر غائب منذ قرون خلت الله أعلم بحاله . ..، خلاصة مسرور المراكشي يقول لكم : في ظل حكومة (الباطرونا) تعرضت حرية التعبير لهجوم شرس، حيث تم إسكات الصحافة باستعمال سياسة العصى والجزرة، أما مجلس النواب فقد أصبح خصما للشعب مدافعا عن ( الباطرونا )، وذلك بعد أن تم قص أجنحة المعارضة وتقليم أظافرها و نزع أنيابها، فهي معارضة ضعيفة شكلية منزوعة الدسم، كما تم زجر نشطاء التواصل الاجتماعي بقوانين ظالمة تحد من حرية التعبير، وفي هذا السياق قد نفهم خطة توحيد خطبة الجمعة، لضرب ٱخر منبر شعبي قد يقول اللهم إن هذا لمنكر، وبهذا تكون حكومة الباطرونا قد تمكنت من السيطرة على كل المنابر، وبقي الشعب وحيدا يتيما عاريا حافي، يتلقى كل أنواع الضربات : غلا فاحش – اكتساح الخوصصة لقطاعي الصحة والتعليم- نهب خيرات البلاد…،

وردت بعض الكلمات الدارجة تصف لباس الإمام المغربي :
** مجلبب تعني الجلباب الجلابة
** مسلهم تعني السلهام

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة