حتى آخر لحظات عمره، بقي يكتب غاضبا في الفيسبوك تدويناته عما لا يحب، أو يكتب مبتهجا انطباعاته عن أشياء راقته وأعجبته فقرر مشاركة الجميع فيها.
لم يكن قادرا على الصمت المتواطئ، وكان يحب بعنف، مثلما كان «يكره» بعنف، مع الشك في قدرته حقا على الكراهية، لكن الجميل فيه هو أنه كان يقول كل ما يجول في خاطره.
لذلك صنع له على هذه الضفة محبين صادقين، وصنع له في الضفة الأخرى كارهين حاقدين، وكل هذا لم يكن يهمه، لأنه كان فنانا مثقفا وذا رأي. وهذه الخصلة تجب ما قبلها وما بعدها، بل وتجب كل شيء، لأنها أهم ما في الفنان.
…