كوكتيل / أسامة بوكرين
لا يسعِفنا الضغط أحياناً للاعتراف بالجَمال والإبداع والأشياء الجيدة، خصوصاً مع موجة “الإنكباب على موقف واحد” التي اجتاحَت مواقعنا للتواصل الاجتماعي، لكِن العارِف لشؤون الكتابة الحقّة، لا يمكِنه إلا أن يمارِس فنّه بوصف الجمال دون اكتراث.
مناسبَة الحديث، هي ما يقدّمه الممثل المغربي أمين الناجي من إبهار في التشخيص عبر بوابّة الدراما الرمضانية هذه السنة، سواء في “لمكتوب” أو غيرِه.
ودعونِي أكُن متعقّلا في مواجهَة بعض الأصوات التي تدّعي الكمال، وتحاوِل الرقص على حبلِ وجود نفسه الوجوه كلّ مرة لأقول “أمين الناجي يستحِق الوجود كلّ مرة”. فالشّاب القادِم من مدرسة كبيرة في التشخيص اسمها “شفيق السحيمي” استطاعَ أن يقِفَ عِندَ جبلِ تفاهة الدراما الرمضانية، ويقدِّم شخصِيات في المستوى.
ومع كلّ ما يقال، والذي لا يعدو أن يكون جزءً من الجو العام الافتراضي الذي أصبَح يلاحِق الإبداع بالتسويف وصناعة “الميمز” والسخرية الغير مبرّرة، -مع كل هذا- استطاعَ الناجي تقديمَ أدوارٍ جميلة، ومختلِفة، قائمة على تصورات متبايِنَة تدلّ على قوة كافية في تجسيد الشخصية بجميع تفاصيلها.
وذا كان “المعطاوي” بكاريزمته لَم يرُق أصحاب “التيك توك” فإن شخصيته في “بيا ولا بيك” لا يمكن ألا تنال إعجابهم، وهكذا ترى.
لقد نجا “المهَيدي” من الابتذال بذكاء كبير، وحوّل إحساساً جماعيا بحموضة إنتاجات رمضان إلى شعور بالفَخر بإن طاقَة مغربية تستطيع خَلقَ الدراما وصِناعَتها وسطَ كومَة من الشخصيات التي تعيد تِكرار “الهشّة والبشّة” معتبِرَة انها تقوم بصناعة الفُرجَة، وإن كان أمين ناجِي، فإنه ناجٍ جداً.