أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةرآيالمغرب أفضل أيها الحراكة لكنكم تنكرون ذلك! من فرط عيشنا في...

المغرب أفضل أيها الحراكة لكنكم تنكرون ذلك! من فرط عيشنا في الدعاية. وفي مغرب متخيل. وفي مغرب منقطع عن الواقع. لم نعد نمتلك القدرة على فهمك أيها المغربي الراكض في اتجاه البحر. وفي اتجاه الغرق

حميد زيد – كود ///

إنكم لا تعلمون أننا نعيش في بحبوحة.

و لنقلها صراحة. مشكلتكم أيها الحراكة الصغار هو الجهل بما يقع.

وما يتحقق من إنجازات في المغرب.

وهو عدم الاطلاع.

فأنتم لا تعرفون أن المغرب متقدم. وعندنا دولة اجتماعية. وعندنا 500 درهم على الأقل. لكل واحد منا.

و هذا ما يجعل البعض منكم يغرق في البحر.

دون سبب مقنع يدعو إلى ذلك.

وهذا ما يجعل الناجين منكم يرَحّلون إلى بني ملال.

كي يروا المغرب على حقيقته دون دعاية.

ولو كنتم على دراية بالوضع في المغرب. لما فكرتم في التوجه إلى باب سبتة. ولما ارتميتم في البحر.

وما علينا في هذه الحالة إلا أن نخبركم أيها الأولاد الذين تغامرون بحياتكم من أجل الهجرة إلى إسبانيا.

وما علينا إلا أن نتواصل معكم.

ونخبركم بأن المغرب جيد. وليس كما تتخيلون.

وأن ما تشعرون به ليس حقيقيا.

وأن يأسكم مبالغ فيه. ومتطرف.

وما علينا إلا أن نقنعكم نحن الذين نعيش في المغرب المزدهر. والاستثنائي. و المعشوشب. بأن لا شيء يدعو إلى ما تقومون به.

وأن الحياة هنا أفضل.

لكن مشكلتكم أيها الهاربون من الجنة المغربية. أنكم لا تتفرجون في خطابنا حول المغرب.

ولا تطلعون على صحافتنا ومواقعنا.

ولا تستمعون إلى دعايتنا. وإلى محللينا. وسياسيينا. وإلى نقاشاتنا. وإلى الكلام الذي نردده يوميا.

ولا تصدقون ذلك الشخص المصري المنبهر بتقدمنا.

ولا ترون العشب في مدخل الرباط.

ولا تسافرون. كي تروا محطة القطار التي يظنها الزائر العربي مطارا.

ولا ترون النظافة.

ولا ترون الديمقراطية المغربية وهي تتألق في دائرة المحيط.

ولا تتابعون ما نبثه في التلفزيون. وفي الراديو. وفي اليوتوب. وفي الفيسبوك. عن المغرب الذي يشيد به كل العالم.

ولأنكم كذلك.

فإنكم تعيشون في مغرب الحياة فيه لا تطاق.

تعيشون في مغرب فقير.

تعيشون في مغرب من لحم ودم. وحقيقي. وضاغط. ويدفعكم دفعا إلى الهرب.

تعيشون في مغرب لا أحد يتحدث عنه.

تعيشون في مغرب لا نراه نحن.

تعيشون في مغرب لا نصدق أنه موجود.

وتنكرون وجود المغرب الآخر. المغرب المتخيل. المغرب الرسمي. ذلك المغرب الذي نقول إنه أحسن بلد في العالم.

ونتعجب.

ونستغرب. و نتساءل عن السبب الذي يجعلكم أيها الأولاد تفقدون كل أمل.

و تتركون أمهاتكم.

ومنازلكم.

وبلادكم.

وتغادرون مدارسكم. وأعيادكم.

نتساءل عن السبب الذي يجعلكم مستعدين للموت من أجل الحياة في مكان آخر.

وفي بلاد أخرى.

ومن فرط عيشنا في الدعاية.

وفي مغرب متخيل.

وفي مغرب منقطع عن الواقع.

لم نعد نمتلك القدرة على فهمك أيها المغربي الراكض في اتجاه البحر.

وفي اتجاه الغرق.

وفي اتجاه رجال الأمن.

وفي اتجاه الحدود.

ونقول إنك معذور.

و ربما بسبب الجهل.

وربما بسبب عدم المتابعة الجيدة لما يجري.

وربما بسبب غشاوة على عينيك

وربما بسبب تغرير تعرضت له

فأنت لا ترى النعيم الذي نعيش فيه.

و تعيش حالة إنكار.

بينما نحن جميعا نعرف أن لا بلاد مثل المغرب

في السياسة

وفي الطبخ

وفي الحياة الديمقراطية

وفي الحرية

وفي الطبيعة

وفي الموقع الجغرافي

وفي كل شيء.

لكن من يتواصل معكم أيها الأولاد الهاربون من المغرب.

من يشرح لكم

من يخبركم بالحقيقة

وبمحطة القطار.

و بالعشب.

و بتلاميذ المدارس العمومية الذين صاروا يلعبون رياضة الغولف.

من يقول لكم عودوا إلى المغرب.

من يغني لكم الأغاني.

من يحاول أن يقنعكم بأن هنا أفضل.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة