أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةرآيتعروا لتظهر الصورة جميلة! من كتب هذه التراجيديا المغربية الحية؟ من أضفى...

تعروا لتظهر الصورة جميلة! من كتب هذه التراجيديا المغربية الحية؟ من أضفى عليها كل هذا العنف وهذه القسوة؟

حميد زيد – كود ///

كان هذا العري هو ما ينقص الصورة.

كانت آثار الضرب على الظهر ضرورية لتكتمل الصورة.

وتكون جميلة. ومعبرة.

ومثيرة. وصادقة. ولا لبس فيها.

ومأساة بالفعل. وتناسب التراجيديا المغربية الحية.

وقد كنا. قبل أن نلتقط هذه الصورة. ننكر ما يقع.

كنا لا نصدق.

كنا نبحث عن جهة ما تحرض صغارنا على الهجرة.

كنا نختلف في ما بيننا.

كنا منقسمين. و غير متفقين على نفس الرأي.

كنا في عالم آخر.

وفي مغرب متخيل.

كنا نفغر أفواهنا ونحن نرى الأم تمشي في ماء المتوسط. لتتبع ابنها الهارب من المغرب.

ونرى البنات الصغيرات يسبحن و يغامرن بحياتهن.

كنا نغض الطرف.

كنا نحاول أن لا نركز كثيرا على الموضوع.

كنا نتدرب على النسيان.

كنا في أمس الحاجة إلى صورة لتخلد كل هذا. و تضفي على ما يحدث طابعا رسميا.

وحقيقيا.

ومفرطا في واقعيته.

ومؤلما. ومسيئا. و حاطا من كرامة كل مغربي.

وها نحن حصلنا على صورتنا

بدل الفوضى السائدة.

وبدل الحلول الفردية. والهروب من المغرب بطرق غير شرعية.

ودون إذن من السلطة.

ودون جواز سفر.

ودون صورة فوتوغرافية.

أما الآن

أما الآن

فقد أصبحت لنا صورتنا المغربية الجماعية.

الصورة التي لا يشك فيها أحد.

أما الآن فلنا صورتنا المعترف بها.

صورتنا الرسمية. والموقعة. وذات الأبعاد القانونية.

صورتنا الشاهدة علينا.

صورتنا المعبرة بوضوح عن كل ما حدث.

صورة عرينا.

وقد كان هذا الهروب الجماعي للشباب من المغرب منقوصا.

كان غير مقنع للبعض.

كان غير مبرر.

وكنا نقول إن هؤلاء الأولاد يبالغون.

كنا نقول إن الوضع ليس بكل هذا السوء.

كنا ننفر من هذه القصة

ولا نريد أن ندقق فيها. ولا أن نقرأها.

كانت تبدو لنا مفككة

ولا داعي لها.

وتفتقر إلى الدوافع. وإلى الحبكة.

إلى أن جاءت هذه الصورة

وأضفت عليها طابعا ملحميا

وبضغطة زر

أو بنقرة على شاشة هاتف

حولت قصتنا

إلى مأساة مغربية

بأجساد عارية.وعليها آثار ضرب.

ويا لها من نهاية

ويا لجمالية الفصل الأخير

يا لعنفه

يا لحدته

يا للقسوة التي ظهرت فيه

يا لبراعة كاتبه

آخذا التراجيديا المغربية إلى أبعد مدى

يا لقدرته على التأثير

حتى لم يعد أحد فينا يقدر على الكلام

و لا على النظر

ولا على التبرير

ولا على الظهور

ولا على أي شيء.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة