أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةرآيحراس الوهم والتضليل.. شبح ينتاب المغرب، إنه شبح مغاربة فلسطينيين اكثر من...

حراس الوهم والتضليل.. شبح ينتاب المغرب، إنه شبح مغاربة فلسطينيين اكثر من الفلسطينيين

منى آيت إيزم – كود//

شبح ينتاب المغرب، إنه شبح مغاربة فلسطينيين اكثر من الفلسطينيين أنفسهم ويسارين إسلاميين رغم أنهم لا يصومون ولايصلون وكلهم يقتاتون سياسيا من استمرار الحرب في الشرق الأوسط.

ينعمون بالأمن والاستقرار في المغرب وهم ينظرون لثقافة الموت والانتحار في الشرق الأوسط، البعيد جغرافيا وذهنيا.

تجدهم يصفون المغاربة الأحرار – مستهدفين مناصري الحركة الأمازيغية واليمين المغربي الصاعد – بأقبح الأوصاف “كحراس الذل” ويخرجون في مقالات وتدوينات من صنف كتابة الخواطر لدغدغة العواطف حول مواضيع يستحيل فهمها دون إلمام بأبجديات الفكر الاستراتيجي وتعقيدات العلاقات الدولية.

رأيناهم فرحين بمغامرات حماس يوم السابع من أكتوبر مهللين بنصر مبين وبدخول القدس وانهيار إسرائيل، في وقت أنذرهم العارفون بشؤون الحرب بأن طوفان الأقصى سيتبعه طوفان أقسى.

سمعناهم في مسيرة الرباط يرفعون شعارات “وقف العدوان على غزة ولبنان”، وفي الوقت ذاته يطالبون باستمرار القتال إلى “سقوط تل أبيب”، ولم نسمع منهم شعارا يدعو إلى السلم وحل الدولتين.

رفعو رايات من يعادي الوحدة الترابية لبلدهم: حزب الله وزعيمه وكيل إيران وخادمها، في أبشع تعبير عن التبعية للمشرقي ومناصرته حتى إن كان يضمر لبلدهم العداء سرا وجهرا.

وشاهدنا كيف استغلوا المسيرة للقول إن المغاربة خرجوا، في حين من خرج رفع شعارات الإسلام السياسي، ومن حقه التعبير عن نفسه على كل حال، والمؤسف هو أن بعض المنظمين نشرو على نطاق واسع مقطع فيديو من العام الماضي بعد أن تبين لهم ضعف الإقبال رغم إنزالهم الوطني.

يحاججون بأن من يخالفهم الرأي لايقوم إلا بمصادرة حق الفلسطينيين واللبنانيين في المقاومة، في حين أي شخص يحترم نفسه ويعرف موقعه لن يجيب مكان اللبنانيين والفلسطينيين، حيث يسود نقاش وسطهم حول جدوى عملية السابع من أكتوبر التي لم تجلب سوى الدمار للمدنيين القابعين تحت سطوة حماس في القطاع وقوضت من أي جهود ديبلوماسية للتوصل لحل عادل بين الفلسطينيين والإسرائيلي في إطار حل الدولتين، فيما تتسائل شرائح لبنانية واسعة عن جدوى سلاح حزب الله بعد خروج إسرائيل من الجنوب.

يريدون صنع إجماع في المغرب بشأن حزب الله، الميليشيا الإيرانية التي دمرت لبنان واستغلت سلاحها لإضعاف الدولة وارتكبت مجازر طائفية في سوريا، تشهد عليها الدماء المسفوكة في شوارع وبيوت القصير السورية.

ويذكروننا وهم أولى بالتدبر في مقاومة الأمازيغ للاستعمار في الريف وباقي جبال المغرب، ويتناسون مبدأ حقن الدماء المقدس عند الأمازيغ والذي طبقه المقاومون صونا لحياة الأبرياء عندما اتضح أن موازين القوى جد مختل لصالح المستعمر بشكل يجعل المقاومة المسلحة انتحارا.

وللتذكير كان قادة المقاومة الأمازيغية المغربية في الخنادق والجبال مع أبناء جلدتهم ولم يختبؤوا في الأنفاق  ولم يستعملوا المدنيين كدروع في الوقت الذي كان فيه منظروا القومية العربية في المغرب يرسلون أبنائهم للدراسة في مدارس المستعمر لتولي المناصب المهمة في الدولة بعد الاستقلال وتهميش الأمازيغ بشرا وثقافة وتاريخ.

ساعد الموحدون الأمازيغ المشارقة خلال الحروب الصليبية وساعدت الدولة المغربية كذلك المشارقة في حرب 1975 في الجولان ولم نر منهم بعدها إلا الغدر والخذلان في قضية الصحراء مثلا.

الحركة الأمازيغية ومعها اليمين المغربي من حقها أن ترفض أن يكون المغاربة حطبا إيديولوجيا في قضايا خاسرة، وتعرف موقعها وتفكر بحس وطني كبير دون التدخل في اختيارات الشعوب الأخرى فيما تطالب بتطبيق القانون الدولي الإنساني في أي حرب بعيدا عن الطوباوية الاسلامية القومية العربية اليسارية وانتقائيتها التضامنية مع شعوب الشرق الأوسط دون غيرها.

عكس من يفتي باستمرار القتال  وهو مستلقي  في صالون بيته وكأنه فلسطيني أو لبناني. ما يهم المغاربة هو مصالح المغرب والمغاربة أينما كانت.

لو كان المغرب عضوا في مجلس الأمن ذو قدرات ردعية نووية مثلا وتفوق تكنولوجي ويعتمد على نفسه في سلاحه وأغلق ملف وحدته الترابية التي جعله في شبه حالة حرب مع تيار يساري قومي عربي تدعمه الجزائر وإيران وسوريا في مرحلة ما إلخ، لكان لديهم للمطالبة بان يكون للمغرب دور ويفرض رأيه وتصوره في قضايا الشرق الأوسط. وهذا المبتغى لايمكن الوصول إليه إلا بالتركيز على المصلحة الوطنية والتخلي عن الخرافة والتضليل والوهم الذي اتخذه الإسلام السياسي واليسار الإسلامي منهجا حتى صار لهم جبلة.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة