أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةرآيريادة الشباب التركي في عالم الكوميديا الرقمية

ريادة الشباب التركي في عالم الكوميديا الرقمية

في عالم اليوم المتسارع والمتحول باستمرار، ظهر جيل جديد من المبدعين الشباب الذين استطاعوا أن ينحتوا لأنفسهم مكانة بارزة في عالم الترفيه والكوميديا على المنصات الرقمية، ثلاثة من هؤلاء الشباب التركيين نجحوا في تحقيق شهرة واسعة وتكوين قواعد جماهيرية ضخمة على منصات التواصل الاجتماعي.

أولهم هو حليل بوزداك Halil Bozdağ من محافظة سانليورفا، الذي بدأ مشواره الكوميدي على منصة الفايسبوك منذ 11 فبراير 2011، حيث قرر بوزداك أن ينطلق في مجال الكوميديا الرقمية، وفي غضون مدة وجيزة، نجح في تجميع قاعدة جماهيرية كبيرة من المتابعين على اليوتوب وأنستغرام وتيكتوك وكواي.

فعلى اليوتوب على سبيل المثال لا الحصر، حاز بوزداك على 2.76 مليون مشترك، محققا 2,291,416,521 مشاهدة، لأزيد من 6000 فيديو، تحاكي في قالب فني، الواقع الاجتماعي لمجتمعاتنا من زوايا محددة.

أما الثاني فهو سديتين إركيل Sadettin Ergül من محافظة ماردين، فقد بدأ مشروعه الكوميدي الخاص هو الآخر على منصة الفايسبوك سنة 2013، حيث أنتج سلسلة من المقاطع الكوميدية التي تناولت مواضيع وقضايا مختلفة، وبعد نجاح هذه السلسلة الفكاهية، نجح في جذب أكثر من 3 ملايين مشترك على قناته الخاصة على اليوتيوب وصفحته التفاعلية على الفايسبوك ومنصات اجتماعية أخرى.

أما الثالث فهو أرهان إيسطا Orhan Usta يقطن هو الآخر في محافظة ماردين، الذي بدأ مسيرته الكوميدية على منصة اليوتوب شهر يوليوز في عام 2017، حيث قدم مقاطع فيديو قصيرة تسلط الضوء هي الأخرى على قضايا ومواقف اجتماعية سرعان ما اكتسب شهرة واسعة، حتى أصبح لديه ما يقارب من مليونين من المتابعين على منصة اليوتوب، محققا 1,233,186,421 مشاهدة، لما مجموعه 5,989 فيديو فضلا عن الملايين من المتابعين على منصات اجتماعية أخرى كالفايسبوك والتكتوك والأنستغرام وكواي.

ما يجمع بين هؤلاء الثلاثة الشباب هو قدرتهم على إيصال رسالتهم الكوميدية بطريقة مبتكرة ومميزة، حيث استطاعوا إنشاء محتوى ترفيهي يتناول قضايا مجتمعية بشكل ساخر وذكي.

وبحسب حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي، فقد اكتفى بوزداك، وإركيل، وإيسطا في تحقيق نجاحهم على أعدادهم الكبيرة من المتابعين الذين استلهتهم التجربة الكوميدية لهؤلاء الشباب الأتراك، ولم تبرز أية إشارة عن مدى تعاونهم مع المؤسسات والعلامات التجارية المرموقة في تركيا والعالم.

ما يميز هؤلاء الشباب هو قدرتهم على استثمار الأدوات الرقمية بشكل فعال لخدمة حقبهم الكوميدية، فمن خلال منصات التواصل الاجتماعي، استطاعوا الوصول إلى شريحة واسعة من الجمهور، وبناء قواعد جماهيرية ضخمة تفاعل معهم بشكل مباشر، وهذا ما مكنهم من خلق محتوى كوميدي شعبي ذي صبغة عالمية، تجاوز العالم العربي والإسلامي، ولكن ذو جاذبية عامة.

وليس هذا فحسب، بل إن نجاحهم في استقطاب قلوب الملايين من المتابعين، يؤكد على قوة تأثيرهم وقدرتهم على التسويق الفعال لأنفسهم ولمجالهم الترابي، وهذا ما جعل منهم رواد حقيقيين في مجال الكوميديا الرقمية في تركيا.

إن هؤلاء الشباب التركيين قد نجحوا في إثبات أنه يمكن للكوميديا الرقمية أن تكون وسيلة ناجحة للتعبير عن الواقع الاجتماعي بطريقة مبتكرة وجذابة، وقد أظهروا أن المواهب الشابة في تركيا لديها القدرة مرة أخرى على الإبداع والتميز والريادة.

عبد النبي اعنيكر

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة