أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةرآيصناعة المهدي بنسعيد! من الروح يريد أن يخلق وزير الثقافة مادة وأرباحا...

صناعة المهدي بنسعيد! من الروح يريد أن يخلق وزير الثقافة مادة وأرباحا وثروة

حميد زيد – كود//

كل شيء هو صناعة بالنسبة إلى وزير الثقافة المهدي بنسعيد.

وكما يصنع السيارات.

فإنه يريد أن يصنع الفن ويجعله مربحا. وتنافسيا. ومنتجا.

كل شيء.

كل ما يتحرك.

كل ما لا يرى.

كل ما لا يُقبض عليه.

والإنس. والجن. والحجر. والملموس. وغير الملموس. والأرواح. والنفس.

والكتاب. والفيلم. والمغني. والممثل.

كل شيء.

كل شيء.

ينظر إليه المهدي بنسعيد بمنطق الربح والخسارة.

ويريد أن يستخرج منه المال. والثروة.

ويريد أن يستثمر فيه.

ومن الروح يريد أن يخلق مادة.

ومن اللا شيء يريد أن يخلق شيئا.

ومن العدم الوجود.

ومن اللغة. ومن الكلام. ومن الصورة. يريد أن يخلق شركات. وثروة. وفرص شغل.

وبمجرد أن أصبح وزيرا أخذ يتحدث عن الألعاب الإلكترونية.

وعن الغايمنغ.

وعن الأرباح التي يمكن أن نجنيها من هذه الصناعة.

ومنذ البداية شرع يلعب.

ويجعل من وزارة الثقافة وزارة للصناعة.

و إذا استمرّ في منصبه. فلن يسلم منه الكتاب. والشعراء. المطالبون بالدعم.

لأنهم غير مربحين.

ولأنهم يصرون على القول إن مهنتهم هي الخسارة.

وإن هذا العالم المادي لا يهمهم.

وإن الفرح ليس مهنتم.

وقد يدخلهم في ألعاب الفيديو.

وقد يوزعهم على صديق له ليصنع بهم أفاتارات.

وقد يدخل شريكا في مشروعه.

لأن الفكرة فكرته.

وقد يعيد تدويرهم ليصنع بهم قطع غيار يستعملها في شركته لصناعة السيارات.

وقد يجد المبدعون أنفسهم في جهاز نينتاندو.

أو في فيفا 25.

أو في ماينكرافت. أو روبلوكس. أو فورتنايت.

وقد يختفون.

ليجدوا أنفسهم في عوالم موازية. أو في قاعات السينما التي صنعها المهدي بنسعيد من اللاشيء. ومن الفراغ.

ورغم أنها موجودة. والعهدة عليه.

ورغم أنها مفتوحة. ونظم حفلا لها. وغطته الصحافة. وحضره النجوم. فإنه هذه القاعات لا ترى بالعين المجردة.

ولا يعرف أحد أين هي سينما المهدي بنسعيد.

وأين جمهورها.

وأين عروضها.

لكنها موجودة. وليس ضروريا أن نراها. حتى نؤمن بوجودها.

وهل نرى الله.

لكن الله موجود.

ومن كثرة هوس وزير الثقافة بالتصنيع. و بالربح. وبالمشاريع. فقد نظم مناظرة للصناعات الثقافية.

ويصر في كل خطوة يخطوها.

وفي كل مبادرة.

أن يجعل من الثقافة صناعة مربحة.

موجها الدعوة إلى رجال الأعمال. والمصنعين. والتجار. والباترونا.

كي ينفتحوا على المجال الثقافي.

وكي يكونوا شركاء.

وكي يستثمروا في الفراغ. وفي اللا مادي.

وقد كانت وزارة الثقافة قبل المهدي بنسعيد. تمنح الدعم للجمعيات. والفرق المسرحية. وللكتاب. وللمخرجين.

لكنهم سرعان ما يبددونه.

ليعودوا إلى طلب الدعم من جديد.

وإلى الاحتجاج.

لكن المهدي قرر القطع مع هذا الريع الثقافي.

وأي كاتب.

وأي شاعر.

وأي روائي.

وأي فنان تشكيلي.

يجب أن يتحول إلى صناعة مربحة.

وإلى “ستارت أب” يمول نفسه بنفسه.

ويحصل على الأرباح من ذاته المبدعة.

بينما يقتصر دور وزارة الثقافة على الإشراف والمرافقة وتوجيه المصنع-المبدع.

لكن من أين جاء المهدي بنسعيد بهذه الرؤية.

التي يمكن أن تجعل من وزارته أغنى الوزارات. بعد أن كانت أفقرها.

وبعد أن كانت الميزانية المخصصة لها هي الأضعف بين كل الوزارات.

والتي يمكنها أن تخلق الثروة

وتغني المثقفين

ولماذا يتحدث دائما عن الصناعة

وعن الربح

وعن الاستثمار

وعن ألعاب الفيديو

لماذا؟

لأن المهدي بنسعيد بنفسه مصنوع صنعا.

بعد أن تم تركيبه في الأصالة والمعاصرة

إلى أن صار ما هو عليه الآن.

يصنع السيارات

والأتباع

وفرق الكرة

وقطع الغيار

ويقود حزبا بمحرك ثلاثي

ويشتغل بآلة تحكم عن بعد.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة