أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةرآيعذرا إسرائيل! منذ 365 يوما وأن تفجرين بيوتهم. و مربعاتهم السكنية. و...

عذرا إسرائيل! منذ 365 يوما وأن تفجرين بيوتهم. و مربعاتهم السكنية. و تفرجيننا على صور أطفالهم تحت الأنقاض. وعلى أطرافهم المبتورة. لكنهم لا يرعوون. ويصرون على البقاء

حميد زيد – كود//

كم من غارة يا إسرائيل.

وكم من صاروخ.

و كم من طلعة جوية. و كم من قنبلة. وكم من اجتياح. وكم من قتيل. و كم من جهد تم بذله. لكنهم لم يموتوا.

و قد مر عام بالكامل على 7 أكتوبر. لكنهم مازالوا أحياء.

هؤلاء الحيوانات.

هؤلاء العرب.

هؤلاء المسلمون.

هؤلاء اللا شيء.

هؤلاء الحشرات.

ومهما قصفتهم يا إسرائيل. ومهما دمرتِ غزة. ومهما دفنتهم تحت الأنقاض.

و مهما جوعتهم.

فإن هؤلاء الأوغاد لا يموتون.

ويظلون متشبثين بالحياة. وبالمقاومة. وبالأرض.

لذلك قلوبنا معك يا إسرائيل ونحن نخلد معك الذكرى الأولى لتطاولهم على الاحتلال.

وعلى الأمر الواقع.

وعلى السلام الإسرائيلي.

ويؤسفنا هذا الرفض الفلسطيني للموت.

وندين هذا التنطع الفلسطيني.

وهذا التحدي غير المبرر.

وهذا الإصرار على عدم الاستسلام.

فمنذ 365 يوما وأن تفجرين بيوتهم. و مربعاتهم السكنية.

و تفرجيننا على صور أطفالهم. وأطرافهم المبتورة.

لكنهم لا يرعوون.

ويصرون على البقاء.

ورغم أن العالم كله تخلى عنهم.

ورغم أن لا أحد في صفهم. والغرب الديمقراطي يدينهم لأنهم منذ سبعين سنة وهم يموتون.

فإنهم يصرون على الحياة.

ونحن نقدر كل المجهودات التي تقومين بها يا إسرائيل من أجل التخلص منهم.

ونتفهم حسك الإجرامي.

واقتناعك بضرورة إبادتهم.

لكنهم يصرون على تنغيص السلام.

و يوترون المنطقة.

ويقفون بموتهم حجر عثرة أما التعايش.

ولا يفكرون في نفسية الطفل الإسرائيلي.

ولا في أمن المستطون الإسرائيلي.

ولا في شوق الجندي الإسرائيلي إلى أهله وأحبابه.

ولا في المجندة في الجبهة.

وقد مر عام كامل يا إسرائيل. وفي كل يوم كانوا يموتون بغطرسة.

يموتون كما لم يمت أحد من قبل.

يموتون دون أن يتضامن معهم أحد.

ودون أن يتألم لموتهم عالَم حر. ومتقدم. و ديمقراطي. وإنساني.

ودون أن يتذكر أحد موتهم.

لكنهم لا يتوقفون عن الموت. وعن البقاء.

وقد قررنا بدورنا أن نخلد معك ذكرى 7 أكتوبر.

وأن نحزن.

وأن نقف دقيقة صمت.

وأن نندد بهذا الشعب الفلسطيني الذي يرفض أن يباد بالكامل.

لأن موتاك أرقى.

وأغلى.

وأكثر قيمة من موتى وقتلى الفلسطينيين.

الذين لا يستحقون منا أي التفاتة.

ولا أي حزن.

ولا أي ذكرى.

ورغم أن موتهم قديم. ولا يتوقف.

ورغم أنهم الضحية.

والأضعف.

فالعالم لا يبالي بهم. ولا يتألم للمجازر المرتكبة في حقهم.

فسحقا لهم

سحقا لكل هؤلاء الذين ماتوا.

وسحقا لمن يرفضون بوقاحة الموت.

ويقاومون

وسحقا للأشلاء.

وللأطراف المبتورة.

سحقا لكل الأبرياء الذي ردمتهم إسرائيل تحت ركام الإسمنت والأسلاك الحديدية

ورغم أنك يا إسرائيل قوية. ولا تتوقفين عن إبادتهم.

ولا تخجلين من أحد.

ولا تعنيك سمعتك كدولة.

ولا تعنيك أخلاق.

ولا تعنيك إنسانية.

فإنهم يتحدونك.

ويرفضون الاستسلام لك.

وقد تعبنا في المغرب من تقديم النصائح لهم.

ومن إقناعهم بضرورة الاستسلام.

لكنهم لا يستمعون إلى صوت العقل.

و إلى الحكمة.

وما يجعلنا شركاء لك يا إسرائيل.

ومتضامنين معك.

هو أنهم مسلمون. ويتحدثون العربية الفصحى.

وهذا يغيظنا.

ولا يتفق مع نظرتنا الحداثية.

ولو كانت لهم ديانة أخرى.

ولو كانت لهم لغة أخرى

لحاولنا أن نفهم السبب الذي يدفعهم إلى مقاومتك يا إسرائيل.

ولو كانوا كووول.

ولو لم تكن لهم لحى

ولو لم تكن نساؤهم يضعن غطاء فوق رؤوسهن.

ولو لم يكونوا سنة.

ولو لم يكونوا شيعة.

لبذلنا جهدا في فهم الأسباب التي تدفعهم إلى تهديد أمنك.

مع أننا نرى أن لا شيء يبرر المقاومة.

ولا شيء يبرر أن يدافع فلسطيني عن حقه في أن تكون له دولة.

وفي الدولة مدينة

وحي.

وفي الحي بيت. ورصيف. وشرطي فلسطيني.

وقد مرت سنة يا إسرائيل.

ولم تتوقفي في أي يوم من أيام هذه السنة عن قتلهم

وإبادتهم

لكنهم وبوقاحة لم يموتوا بالكامل

وما زال فيهم أحياء

ومازال فيهم من يطلق عليك الصواريخ.

فعذرا إسرائيل

فالطريق غير سالكة إليك

كي نبكي معك

وكي نتذكر ضحاياك

وكي نكون معك في أرض الفلسطينيين

وكي نعيش السلام.

وحتى كلمة جميلة في حقك صارت ممنوعة

و صار محرما علينا أن نحبك

وأن نتضامن معك

و قد مر عام كامل

لكنهم مازالوا أحياء.

ومازال المغاربة يخرجون بالآلاف

وبكل أطيافهم

دعما لهم

ولقضيتهم العادلة.

و احتفالا بطوفان الأقصى.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة