أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةرآيفي مديح شيوخ السياسة! كي تكون سياسيا ناجحا اليوم عليك أن تكون...

في مديح شيوخ السياسة! كي تكون سياسيا ناجحا اليوم عليك أن تكون ولدا غرا وفاشلا في مسارك الدراسي

حميد زيد – كود//

كي تكون سياسيا ناجحا اليوم في فرنسا. يجب عليك أن تكون فاشلا في مسارك الدراسي.

تماما مثل زعيم اليمين المتطرف جوردان بارديلا.

يجب عليك مثله أن ترسب في اجتياز مباراة ولوج معهد العلوم السياسية بباريس.

وأن تحصل في الجامعة على المعدلات المخجلة التي كشفت عنها اليوم الكنار أونشيني.

وعليك بالمختصر أن لا تكمل تعليمك.

يجب عليك أن تكون كسولا.

وضد النخبة.

وضد ورثة “المدرسة الوطنية للإدارة”.

وضد المسار الطبيعي. والطريق الملكية. لرجالات السياسة في فرنسا.

ويجب عليك أن تكون مثل جوردان بارديلا شابا. لا يتجاوز عمرك الثمانية والعشرين.

يجب أن تكون عديم التجربة. ودون خبرة تذكر.

يجب أن تكون عاطلا عن العمل.

يجب أن يكون لك عوض ذلك حساب في تيك توك تتواصل فيه مع الشباب.

يجب عليك أن تطلق الكلام على عوانه.

وتتطرف.

وتذهب بعيدا في الشعبوية. وفي خطاب الخوف.

فرجل السياسة الناجح في الوقت الحالي لم يعد في حاجة إلى تجربة.

ولا إلى تمرس.

ولا إلى أي تكوين سياسي وأكاديمي.

وما عليه إلا أن يكون شابا.

و متوقفا عن الدراسة.

وقد جاءت الماكرونية ببدعة الشباب هذه. قبل أن يزايد عليهم اليمين المتطرف. ويأتي بزعيم كسول. ولم يبلغ الثلاثين بعد.

ولا يمكنه أن يسير حكومة دون جيش من المستشارين. والخبراء. إلى أن ينضج. ويبلغ “السن القانوني”.

وبعد إعلان نهاية الإيديولوجيات.

ظهرت إيديولوجية الشباب. والتكنوقراط.

ويكفي أن تكون صغيرا. وغرا. حتى تجد من يدعمك. ومن يدفع بك. ومن يرفعك إلى أعلى.

وتجد من يصوت لك.

ومن يحملك إلى البرلمان.

وبعد أن كان الشاب في السابق حالما. ومثاليا.

وفي الجامعة.

وفي المدارس العليا. وفي الشبيبات الحزبية. وفي المظاهرات. وفي الضغط على الكبار.

فإنه صار اليوم متسلقا. ومختزلا للمسافات.

صار الشاب اليوم يوظف شبابه ليحصل به على الفرص.

صار الشاب اليوم ينصب بشبابه في كل العالم.

ولا قدرة له على الانتظار. ولا على الصبر.

صار يخترع مسارات مختزلة. توصله بسرعة إلى ما يبحث عنه.

ومع الشاب الجديد. اختفت الدكتوراه. واختفى الجهد. والاستحقاق. وظهر الماستر.

وصار الشاب لا يكبر. وينتهي بسرعة. ليأتي بدله شاب آخر.

وكل شعارات الشباب.

جاءت في الحقيقة ضد النضج. وضد الحكمة. وضد التجربة. وضد حس المسؤولية.

وضد خبرة “الشيوخ”.

وضد نجاحهم.

وضد مساراتهم التعليمية والمهنية الناجحة.

وضد ثقافتهم الواسعة.

وضد التدرج.

وقد انقلب العالم رأسا على عقب حتى أصبحت السلطة للصغار

وللذين لم يكملوا تعليمهم.

وبعد أن كان البعض ينتقد النخبة. و “الورثة”. الذين يتخرجون من المدارس الكبرى. ويحتكرون الإدارات. والمناصب العليا.

فقد استيقظ الشعب

وعبر عن نضجه واختياره

ولا سلطة من الآن فصاعدا. إلا للأولاد. والحمقى. و للشعبويين.

ولا شعار إلا

“اتحدوا يا كسالى ويا فاشلي ويا صغار العالم”.

ضد كباره

وضد نخبته.

وضد كل الشيوخ المتعلمين.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة