أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةرآيكلمات وإشادات في اليوم العالمي للمدرس

كلمات وإشادات في اليوم العالمي للمدرس

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا محمد معلم الناس الخير، القائل: “من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإنه ليستغفر للعالم من في السماوات والأرض، ‌حتى ‌الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء هم ورثة الأنبياء، لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به، أخذ بحظ وافر ” [مسند الإمام أحمد، رقم الحديث 21715].

وبعد؛

يأتي علينا في كل سنة في الخامس من شهر أكتوبر اليوم العالمي للمدرس، وهذه المناسبة العزيزة تذكرنا بالأدوار الجليلة التي يبذلها المدرس في سبيل خدمة الوطن والارتقاء المعرفي والفكري بالفرد والمجتمع.

وقد ارتأيت في كلمتي هذه أن أشارك في هذا اليوم العالمي من خلال الأفكار الآتية:

1-المدرس رمز العطاء ونموذج البناء الإنساني والحضاري:

فالمدرس كيفما كان تخصصه يسهم في بناء وطنه، من خلال عنصري التربية والتكوين، وعليهما مدار الرقي والازدهار.

فمن خلال المراحل التي قضيناها في الكتاب القرآني، ثم مراحل الدراسة من سلك الابتدائي إلى الحصول على الدكتوراه، أكرمنا الله بأساتذة فضلاء، فقد درست في مرحلة البكالوريا في شعبة العلوم التجريبية وشعبة علوم الحياة والأرض، فاستفدنا في هذه المرحلة من أساتذتنا في مختلف العلوم الإنسانية والاجتماعية؛ بما في ذلك العربية والتربية الإسلامية ومادة التاريخ والجغرافيا ومادة الفلسفة ومادة الرياضيات ومادة الفيزياء ومادة العلوم الطبيعية إلى جانب اللغات الأجنبية، وغيرها من المواد.

وشاء الله أن أكمل الدراسة في شعبة الدراسات الإسلامية وشعبة الدراسات العربية، فدرسنا بحمد الله جملة من المواد؛ في مختلف علوم الشريعة وعلوم العربية، ثم بعد ذلك درسنا بماستر السيرة النبوية بجامعة القاضي عياض، لنختم الدراسة بتخصص العقيدة والفكر والأديان بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.

لا شك أن هذه المسيرة الطويلة التي امتدت لمدة تقارب ثلاثين سنة، عشنا فيها فترات جميلة، فكل أستاذ مدرس إلا وكانت من العناية الشيء الكثير سواء في جانب التدريس والتكوين، أو في جانب التربية، ولا يسمح المجال للتذكير بكثير من المواقف التي تجسد حرص أساتذتنا على نفع الطلبة وتقديم ما يخدم بلدنا في إطار البرامج التي تسهر عليها وزارة التربية الوطنية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

ولما يسر الله لنا الالتحاق بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات سنة 2018، درسنا سنة كاملة، واستفدنا أيضا من التكوين في علوم أخرى إلى جانب العلوم الشرعية؛ ومن بينها علم النفس وعلم الاجتماع والقانون وغيرها.

2-المدرس فخر للاعتزاز:

حيث يبذل جهده في إيصال ما تعلمة من معارف وفنون، وينبغي أن ننوه في هذا المقام بدور الفقيه والإمام في الكتاتيب والمدارس القرآنية الذي يسهر على تدريس القرآن الكريم وعلومه، وكذلك تعليم مبادئ القراءة والكتابة.

وقد أولى مولانا أمير المومنين أعزه الله بحملة القرآن عناية خاصة، ومن ذلك تخصيصه لجوائز تحفيزية، ومنها جائزة محمد السادس للكتاتيب القرآنية، وهي ثلاثة أصناف:

جائزة محمد السادس على التسيير

وجائزة محمد السادس على منهجية التلقين

وجائزة محمد السادس على المردودية

كما ننوه أيضا بالمدارس العلمية العتيقة التي تقوم بأدوار جليلة، فإلى جانب العناية بعلوم الشريعة والتربية، فإن لها أيضا مكانة مهمة في ترسيخ الثوابت الدينية والوطنية، وقد كتبت بفضل الله في ذلك كتابا بعنوان: “المدارس العلمية العتيقة بإقليم حوز مراكش وأثرها في ترسيخ الثوابت الدينية والوطنية”.

-ومنها أيضا جائزة محمد السادس لبرنامج محو الأمية بالمساجد.

-ومن ذلك ما أولاه مولانا أمير المومنين أعزه الله للأئمة من خلال برنامج تأهيل أئمة المساجد ضمن خطة ميثاق العلماء.

3-المدرس وسبل تجويده للدرس المعرفي:

لا شك أن المدرس قد تلقى إلى جانب مادة تخصصه معارف أخرى مهمة فيما يتعلق بعلوم التربية وكذلك ديداكتيك المادة.

فالمدرس في معاناة دائمة لتجويد أدائه وإتقانه في إيصال المعلومات للتلاميذ والطلبة والباحثين.

وقد وفقني الله عز وجل للإسهام في التدريس، في مجموعة من المدارس العتيقة تطوعا، فقد درست في أثناء عملي بإقليم الحوز بمدرسة اسكر بأوريكة مادة القراءات القرآنية من خلال شرح الدرر اللوامع لمدة سنة، وكنت أقطع مسافة مائة كيلومتر كل أسبوع ذهابا وإيابا، من أجل الإسهام ولو بالقليل في خدمة ديننا ووطننا وملكنا، كما درست شرح هذه الأرجوزة في عدد من المدارس القرآنية مع السادة الأئمة والطلبة، وفي عدد من مدن المغرب، وقد شرحته كاملا سبع مرات في مدد مختلفة والحمد لله.

وعودا على بدء؛ فمن الغايات المتوخاة في هذا اليوم العالمي التذكير بمكانة المدرس وقيمته في المجتمع، قصد الاعتراف بجهوده وإسهاماته في خدمة الوطن، ولا ننسى مجددا مكانة الإمام الذي يسهر على تحفيظ القرآن الكريم وتدريس رسمه وضبطه وكذلك قواعد تجويده ومبادئ القراءة والكتابة.

فنسأل الله تعالى أن يجزي عنا أساتذتنا ومعلمينا خير الجزاء، وأن يرفع قدرهم ومقامهم في الدارين.

حفظ الله مولانا أمير المومنين، وحامي حمى الملة والدين، جلالة الملك محمد السادس وأدام عزه ونصره، وأدامه لهذا الوطن منارا عاليا وسراجا هاديا، وأبقاه ذخرا وملاذا لهذه الأمة، وأقر عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل المولى الحسن، وشد عضده بصنوه السعيد مولاي رشيد، وفي كافة أسرته الملكية الشريفة.

اللهم ارحم الملكين الجليلين؛ مولانا محمدا الخامس، ومولانا الحسن الثاني، اللهم طيب ثراهما، وأدخلهما برحمتك في عبادك الصالحين.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة