أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةرآيلا للحصار المفروض على المتأسرلين المغاربة! إنهم مقموعون و لا يتمتعون بالحق...

لا للحصار المفروض على المتأسرلين المغاربة! إنهم مقموعون و لا يتمتعون بالحق في التعبير والاحتجاج ونصرة إسرائيل أمام البرلمان مرة في الأسبوع

حميد زيد – كود//

كان لنا في المغرب سلفيون.

كان لنا إخوان.

كان لنا ماركسيون. وقوميون.

كان لنا من هم مع حركة فتح.ومن هم مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

كان لنا إصلاحيون.

كان لنا راديكاليون مع الثورة.

كان لنا عنصريون متطرفون هدفهم رمي اليهود في البحر.

كان لنا من هم مع السلطة الفلسطينية. ومع منظمة التحرير.

كان لنا من يؤمن بالسلام وبحل الدولتين.

كان لنا من هم مع حزب الله.

ومع كل المقاومات.

وكنا جميعا مع الضحية. ومع الذي انتزعت منه أرضه. ومع الفلسطيني.

كنا جميعا مع تحرير فلسطين.

لكن يبدو أن المغرب تغير كثيرا في السنوات الأخيرة.

ولأول مرة تظهر فيه طائفة المتأسرلين.

الذين يرددون الدعاية الإسرائيلية. ويروجون أخبارها.

و يتعاطفون معها.

ولا يحرك فيهم ساكنا ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة.

ولا كلمة منهم عن الإبادة الجماعية. ولا إشارة إلى جرائم إسرائيل.

ومقابل ذلك يكتبون أن صواريخ إيران لم تقتل إلا شخصا وكان فلسطينيا.

تماما كما تحب البروباغاندا الإسرائيلية.

وكما يحب التعتيم الإسرائيلي.

مؤمنين بالحقيقة الإسرائيلية. ومصدقين لها.

ومؤمنين بضرورة أن يعيش الإنسان محتلا إلى الأبد.

وأن لا يحتج.

ولا ينبس ببنت شفة.

مادامت إسرائيل قوية. ومجرمة. وتدعمها أمريكا. ويدعمها الغرب|

و تشعر أن أعضاء الطائفة المتأسرلة يريدون التعاطف مع إسرائيل ضد الفلسطينيين. وضد المقاومة.

لكنهم لا يجرؤون.

مكتفين بالدعاية الإسرائيلية.

ساخرين من المقاومة. ومن الضعف. ومن الضحية.

ومن الصواريخ الإيرانية.

متأكدين مائة في المائة من أنها لم تصب أحدا.

ومن المقاومين الفلسطينيين المختبئين في الأنفاق.

مستعينين بالذكاء الاصطناعي لتشويه سمعة من يرون أنه ضد توجهم.

و بالصراع المذهبي بين السنة والشيعة لتتفيه كل المقاومات.

وتشعر أنهم مع تصفية القضية الفلسطينية. ومع نتنياهو. ومع إرهاب الدولة.

و ضد يأس الفلسطيني الفاقد لأي أمل.

وضد أن يستمر حيا.

ومع الاستسلام الكامل.

ومع النزوح.

ومع “النجاة” من الموت.

ومع الخروج الجماعي من غزة. كي تصبح أرضا خلاء. يعمرها الإسرائيلي.

لكنهم لا يعلنون ذلك صراحة.

وبدل ذلك يهاجمون كل من يتضامن مع فلسطين.

وتحس أنهم مع الطفل الإسرائيلي الذي تفزعه صفارات الإنذار.

ويتألمون للهلع الذي يصيبه.

ويقولون بأي ذنب يسمع صفارات الإنذار. ويرى القبة الحديدية تسقط الصواريخ. التي لم تصب أحدا.

ويتأثرون.

ويتضامنون في دواخلهم مع الإسرائيلي مختبئا في الملاجىء.

ومع المجرم.

ومع القاتل.

لكنهم يغضون الطرف عن الطفل الفلسطيني تحت الأنقاض.

ولا يثير فيهم أي مشاعر.

ولا يرون احتلالا.

ولا يرون إبادة.

ولا يرون دمار غزة.

ومنذ البداية. كانوا مع الدعاية الإسرائيلية. ومع قصة الاغتصاب. ومع ادعاء قطع المقاومة للرؤوس.

قبل أن تتراجع إسرائيل عن ذلك.

لكن المتأسرلين يعانون في المغرب. رغم كل السلطة التي يملكونها.

ورغم أن السياق يخدمهم.

إلا أنهم أنهم منبوذون. ويتعرضون للتنمر.

ولا يستطيعون الصدح بموقفهم. و بانحيازهم الواضح لإسرائيل.

وليس لهم الحق في الكلام.

وفي الاحتجاج.

وفي نصرة إسرائيل أمام البرلمان. مرة في الأسبوع. كما يفعل خصومهم.

و لا من يدافع عن حقهم في الوجود.

ولا من يتحدث عن القمع الذي يتعرضون له من الأغلبية التي تتضامن مع الضحية. ومع المقاومة. وتفرح لكل عملية تقوم بها. ولكل كاتيوشا. ولكل صاروخ.

فيخرج المتضامن مع فلسطين إلى الشارع.

ويصرخ.

ويرفع الشعارات.

ويحرق الأعلام.

بينما لا يستطيع المتأسرل أن يفعل ذلك.

مكتفيا بالاستعانة بفيديوهات قديمة لفلسطيني يساري في الجزائر.

أو بمؤامرة شيعية ضد المغرب.

كي يقنع من لم يقتنع بعد بضرورة تصفية القضية الفلسطينية.

وبأنها مرتبطة بالإخوان. وبالتخلف. وبالإسلام السياسي. وبأعداء الوطن. وليست قضية شعب محتل. وأرض مغتصبة.

باذلا مجهودا كبيرا في تزيين وتجميل موجة التأسرل.

مضفيا على التأسرل بعدا وطنيا.

وتشعر أن المتأسرل المغربي يتعذب.

ومحاصر.

ومرفوض.

ومتضايق من الضحية. ومن الأطفال في غزة.

ولا يرغب في أن ينظر إليهم.

ولا أن يحظوا منه بأي نظرة تعاطف.

ويحتاج إلى من يسانده. ومن يتضامن معه. ومن يعرف بقضيته في الخارج.

بينما الحقوقيون المغاربة يدينونه بدل دعمه.

وبدل حمايته.

والإعلام العمومي يقصيه.

واللغة العربية ليست في صفه.

ولا ندوة حول المتأسرل المغربي. وحول معاناته. ولا تعريف به. وبالمضايقات التي يتعرض لها من فصائل المقاومة المغربية.

ولا من يطالب بحقه في الوجود.

ولا من يتحدث عن هذه الطائفة. وعن زعيمها الذي لا يظهر.

ولا من يذكر كيف وصلت إلى المغرب.

ولا كيف انتشرت.

وصار لها وجود في الصحافة. وفي المواقع الاجتماعية.

ولا من يكتب عن الطائفة المتأسرلة. ويعرف بها.

وبأهدافها.

ومن أدخلها أول مرة إلى المغرب.

وهل هي الأصل.

أم مجرد فرع من فروع كثيرة.

ومن يتحكم فيها. ومن يسيرها. ومن. ومن يؤطّرها. ومن يؤدلجها.

وما هي اهتماماتها.

وأي كتب يقرأ أفرادها. وأي صحف.

وأي قنوات أخبار يشاهدون.

وهل يكتفون ب”I24″. وبالقناة 12. ملتزمين بخطهم التحريري. أم أنها ينوعون. وينتقلون. بين الفينة والأخرى. إلى قنوات العرب. وإلى الميادين. وإلى الجزيرة.

ولا من يبحث ويحقق في أبرز أعضاء هذه الطائفة.

وفي الصف الأول.

ولا من يحاول الاقتراب منهم والاستماع إلى وجهة نظرهم

لأنه لو حصل ذلك و تعرفنا عليهم

واحدا

واحدا

وعلى الأسباب الذي جعلتهم يلتحقون بهذه الطائفة

وعلى سبب موقفهم السلبي من فلسطين

والمتضامن مع إسرائيل

لمات الجميع من الضحك

و لتأكدت إسرائيل أنها إلى زوال

و أنها لن تصمد طويلا

ما دامت لها هذه الطائفة في المغرب

و مادام لها هؤلاء المتأسرلون المغاربة

الذين حتما سيقضون عليها

دون صواريخ

ودون أي مقاومة

بل فقط بدفاعهم عنها.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة