أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةرآيلماذا لم يدع أحد إلى مقاطعة مهرجان الصويرة؟! لأن جمهور كناوة الحقيقي...

لماذا لم يدع أحد إلى مقاطعة مهرجان الصويرة؟! لأن جمهور كناوة الحقيقي يعيش ما بعد حرب الأيام الستة. ونكسة 1967. وغير معني بما يقع الآن

حميد زيد – كود//

لأن أحداث مهرجان الصويرة تقع في الماضي.

ولأن جمهور كناوة الحقيقي يعيش ما بعد حرب الأيام الستة. ونكسة 1967. وغير معني بما يقع الآن.

كما أنه لم يكن معنيا بثورة الطلاب في 68.

و لا بشهر حزيران.

ولا بدخول الدبابات الروسية إلى بودابست بعد تخريب تمثال ستالين.

ولا بربيع براغ.

ولأن من يذهب إلى هذا المهرجان عن قناعة وإيمان مُقاطع للحاضر برمته.

ولا يريد أن يتذكر أي شيء.

ولا أن يسمع أي شيء.

ولأنه فوق الأحداث والحروب جميعها.

وضد حرب فيتنام. وضد القنبلة النووية. وضد الرأسمالية. وضد التوتاليتارية. وضد الليبرالية. وضد الأسرة. وضد الجماعة. ويعيش في هذا العالم. في انتظار أن تتاح له فرصة حضور مهرجان وودستوك.

ولن يقبل أن يزايد عليه أحد كيفما كان. ويدعي أنه أكثر إنسانية منه.

ولأن همه الأساس أن يحصل على أفضل عشبة.

وأن ينام في خيمة.

وأن لا يزعجه أحد.

و لذلك من الصعب أن تؤثر عليه. أو تدعوه إلى المقاطعة. أو المشاركة.

وقد مرت عليه أحداث كثيرة. وإيديولوجيات. لكنه لم ينسق إلى أي منها.

وظل هو هو.

بنفس تسريحة الشعر. وبنفس الضفائر. وبنفس الشعر الطويل. وبنفس الهندام المهلهل.

ولم يتبع موضة.

ولم يغير قناعاته.

ولأنه يأكل الموسيقى. ويدخن الأغاني. ويشرب هذا الإيقاع . ولا يمكن أن يقاطع قوته. وشرابه.

كأنك بذلك تقول له متْ.

وإضافة إلى أنه ذاهب إلى الماضي. فالصويرة هي حجه السنوي.

وليس من اللائق أن تقول له لا تحج.

وهذا كله يعرفه دعاة مقاطعة المهرجانات.

وليسوا سذجا

كي يروجوا للمقاطعة. ويقوموا بحملات في هذا الاتجاه. ويتوجهوا إلى جمهور يعيش في عالم مواز.

ويرفض الحرب بالمطلق. ويرفض التجنيد. ويرفض النظام.

و يؤمن بالسلام وبالحب. ويصنع منهما تعويذة. يعلقها في رقبته. مع خيوط كثيرة متدلية منه.

حاملا دفترا صغيرا في جيبه. لا علاقة له “بهوامش على دفتر النكسة. الذي كان بمثابة إنجيل المقاطعين في ستينيات القرن الماضي.

ولأن “الحال” لا يخضع لمنطق الثنائيات. وليس حداثيا. ولا إسلاميا. وليس مقاطعا. ولا مشاركا.

ومن طبعه أنه لا يصطف.

وعصي على الاستقطاب. و همه باطني.

وأي مقاومة من طرفه. وأي ثورة. فهي تنطلق من دواخله.

وأي تحرير لا يكون إلا بالروح. و بالإيقاع.

و بخدر في الرأس.

وحين تحاول جهة ما أن تتدخل وتدعو جمهور الصويرة إلى المقاطعة أو إلى المشاركة.

تتدخل أرواح المدينة

وتحمي أحبابها بغمامها. و ضبابها. وبرياحها.

وتحمل جمهورها فوق سحابة. فوق كل الاصطفافات.

وتحلق بهم في سمائها. إلى أن ينتهي كل هذا اللغط الإيديولوجي.

الذي وراءه مصالح. و انتخابات.

وأمور دنيوية أخرى. لا تهم جمهور مهرجان الصويرة الحقيقي في شيء.

ولا تغريه.

ولا تغره. ولا يخدعه ظاهرها.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة