أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةرآيمن يضمن لنا أن هناك تلميذة خلف النقاب؟! ربما قبل الدولة الحديثة...

من يضمن لنا أن هناك تلميذة خلف النقاب؟! ربما قبل الدولة الحديثة كان بإمكان الإنسان أن يخفي وجهه. أما الآن فالوجه ضروري. ومطمئن. ومن ليس له وجه. فلا بطاقة تعريف وطنية له. ولا اسم. ولا هوية

حميد زيد – كود//

قد لا تكون هناك تلميذة داخل النقاب.

و من يضمن لنا أنها موجودة.

قد لا تكون هناك بنت.

وكيف نعرف أنها في النقاب.

من يجزم أنها هي.

من يستخرجها. من يميز بين المنقبات.

وما الإنسان في نهاية الأمر. الإنسان هو وجهه. وما المواطن. وما هوية الشخص:

وجهه.

نعم وجهه.

ولمّا تغطي الوجه. ولمّا تنقبه. فأنت غير موجود.

أنت شيء غامض.

أنت مجهول الهوية.

أنت مشكوك في أمرك.

أنت غير معرف.

أنت من أنت.

لذلك فإنه من واجب المدير في تلك الثانوية الإعدادية بقلعة السراغنة أن يتحقق من هذا الجسم الغريب الذي يريد أن يدخل إلى مؤسسة. هو المسؤول عنها.

فمن يضمن للمدير أن التلميذة هي التي خلف النقاب.

ومن يضمن له أن يتعرف عليها الأستاذ.

وأنها ليست شخصا آخر.

وماذا لو تكاثرت المنقبات. فمن يستطيع آنئذ أن يطلب من خديجة أن تستظهر الآية.

من يميزها عن بشرى.

وماذا لو تنكر عبد القادر في نقاب نادية.

وماذا لو لبس الذئب رداء البنات الملتزمات. وفي منتصف الحصة.أكل التلميذات. والأستاذ. والمدير.

وربما قبل الدولة الحديثة كان بإمكان الإنسان أن يتنكر.

وأن يخفي وجهه.

أما الآن فالوجه هو تعريف كل واحد منا.

الوجه ضروري.

الوجه مطمئن.

ومن ليس له وجه. فلا بطاقة تعريف وطنية له. ولا أوراق ثبوتية.

ولا اسم. ولا هوية.

وكيف يتعرف عليك رجل الأمن.

وأنت بوجه لا يظهر. وبلا عين.

وكيف لا تثير الريبة.

وكيف لا يخشى منك الأطفال.

وكيف لا يشك فيك أحد. بينما أنت تخفي وجهك.وترفض أن تقول لنا من أنت.

فالأمر هنا لا علاقة له بالدين. ولا بالحرية. ولا بحق التلميذة أن ترتدي ما شاءت.

بل بعائق أن يتم التعرف عليك.

و بعائق غياب الوجه.

وحتى في الطبيعة.فالذي يتنكر. ويخفي وجهه. فهو ينوي شرا.

ويحرص على أن لا يراه أحد.

وفي السرقة. وفي الأفلام. يعني القناع. محاولة لإخفاء من أنت.

وأن لا يكون لك وجه فهذا يخول لك أن ترتكب الجرائم.

وأنت تسرق.

وأن تخرق القانون دون أن يتعرف عليك أحد.

ثم كيف ينادي التلاميذ على زميلتهم المنقبة.

وهل تقبل أن لا يكون لها اسم.

هل تقبل المنقبة أن تكون بلا تعريف

ولا هوية.

هل تقبل أن يختبىء شخص آخر في نقابها.

وبأي حق ترى هي الناس جميعا.

وترى الطبيعة. والبنات. والأولاد. والسبورة. والصور. والمدير.

بينما لا يراها هي أحد.

وفي عالم آخر غير هذا العالم كان يمكن أن تعيش المنقبات.

و تتمتعن بحريتهن.

وفي عصر آخر غير هذا

وفي مكان مغلق

وفي سجن.

لكن ليس في هذا العصر

وليس في الدولة الحديثة

لأن الدولة الحديثة تشترط عليك

كي تكون مواطنا

أن يكون لك وجه

بينما لا أحد يعرف من داخل النقاب.

وقد تكون تلميذة

لكن من يضمن للمدير أنها هي.

وليست شخصا آخر.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة