أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةرآيأيها الخامس من أكتوبر بك أو بدونك المعلمون والمعلمات صناع حياة حقيقيون...

أيها الخامس من أكتوبر بك أو بدونك المعلمون والمعلمات صناع حياة حقيقيون !!

الأحداثمحمد اعويفية

الحديث عن المعلم والمعلمة لم يكن أبدا مقرونا بذكرى خاصة أو بمناسبة ما أو تاريخ معين ، كما أنه لا يحتاج إطلاقا لكلمات مديح طوبوية مجانية أو مدفوعة الأجر من ممثل “فذ” ، أو لأي توصية من منظمة العمل الدولية أو أي إصدار أو توقيع من اليونسكو كي تعترف بمكانته العظيمة والإستثنائية كأول صانع حياة حقيقي فوق الأرض ،وتجعل له عيدا أمميا يسلط الضوء الخافت حول أوضاعه خصوصا في مجتمعات متخلفة لا تكترث إطلاقا بحاله، بل تمعن في تأزيم وضعه وتبخيس قدره مقارنة بباقى المهن والوظائف الأخرى، إلا أنها ومع ذلك كله يبقى الخامس من أكتوبر فرصة سانحة لنا كرجال ونساء الميدان، ليس لسماع عبارات الثناء والإمتنان وتقبل شواهد إعتراف مزركشة الألوان بكل الرضا ،وإنما لإثارة القضايا التي تواجهنا والمشاكل التي نصطدم بها أثناء المزاولة، ولم لا المساهمة في طرح تصورنا كفاعلين مباشرين لما ينبغي أن يكون ،والدفاع عن مهنتنا بوازع الإنتماء أولا، ثم لأنها مهنة خاصة تنفرد لوحدها دون غيرها من المهن بترك تحولات وآثار مهمة وجذرية في حياة الأفراد والشعوب على حد سواء.

بالنظر إلى الخصاص الكبير في الأطر، يكاد يجمع الكل على أن التعليم كمهنة لم تعد مهنة جذب واستقطاب تغري الكفاءات ممن يتصورون أنفسهم داخل الفصل الدراسي بعطاء سخي و إبداع فطري فياض، بسبب الخلل البنيوي الذي سبق أن نبه إليه عاهل البلاد المبني على عدم الإستقرار السياسي الذي يشهده القطاع منذ زمن طويل ،والذي تفرعت عنه كل الإختلالات الموجودة الآن ،إضافة إلى السياسة الممنهجة في كسر الروح المعنوية وتدميرها لنساء ورجال التعليم ،بعدم الإعتراف و التقدير وبغض الطرف عن التراجع الكبير في ظروف العمل ،خصوصا بالمناطق النائية التي ظلت التعويضات عنها مجرد سراب وضرب من الخيال ،زيادة عن ذلك السخط الذي خلفته الإضرابات الأخيرة وما ترتب عنها من إهانات وشروخ نفسية ،طالت ممتهني مهنة الأنبياء والرسل ،شروخ لهولها وفضاعتها سيعجز الزمن حثما عن مداواتها،و دونما تفصيل أو تدقيق في الحديث عن العدالة الأجرية ونظام الترقي الجائر ،والفوارق الصارخة مقارنة بقطاعات كثيرة ،مرورا بالحركة الإنتقالية وطريقة تدبيرها بتواطئ من بعض الفرقاء أو بغيره ،وصولا إلى ضغط الساعات الإضافية المرهقة وكثرة المواد والإكتظاظ .أما ملف التكوينات المراد منه التطوير المهني والفني الذي يدفع إلى المزيد من الإنجازات والعطاء كشعار متوهج براق، فسيجرنا حثما إلى متاهات لن نستطيع الخروج منها أبدا، تتشابك فيها البرامج المستوردة بكيفية التأطير وبطرق تفويت الصفقات والإقصاء البين الواضح الفاضح بمنح فرص غير متكافئة وغير متساوية من أجل المشاركة في الدورات التدريبية والمنتديات الوطنية .

في غياب إرادة سياسية واضحة لإصلاح التعليم كشأن عمومي خالص تسخر من أجله كل الإمكانيات المساعدة على تحقيق المرامي والغايات المتوخاة ،يبقى المعلم مظلوما مهضوم الحقوق من قبل الحكومة قبل الوزارة الوصية ،مادامتا تنظران إليه بلا إيمان مطلق ،وإلى أهميته و عظمة دوره منذ القدم كأول صانع للحياة ومؤثر فعال في كل الأجيال التي تخرج للمجتمع وتشارك في بناءه وتشيد صرحه.

أيها الناس إن صلحت أوضاع المعلم صلحت معه أوضاع البلد ،وإن فسدت فسد بأكمله ،و تلك لعمري علاقة راسخة ثابتة، وحقيقة مطلقة لا يمكن أبدا انكارها ،والأمثلة في الإتجاهين تطرح نفسها بقوة لمن لازالت على عينيه وعلى قلبه غشاوة .

دمتم أيها المعلمون وأيتها المعلمات في أكتوبر أو في غير أكتوبر صناع حياة حقيقيون بلا منازع

Tags :اكتوبرالمعلماتالمعلمونهيئة التحرير4 أكتوبر، 2024

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة