أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةرآيإنا إله إسرائيل الجديد وديني هو القتل! أنا إله الأشلاء. والأطراف. والرؤوس...

إنا إله إسرائيل الجديد وديني هو القتل! أنا إله الأشلاء. والأطراف. والرؤوس تحت الردم. فاصنعوا دولتي المجيدة. وقدموا لي دماء ضحاياكم كي أرتوي

حميد زيد – كود//

كانت إسرائيل دولة لليهود.

و كان لنا في إسرائيل رب. ونبي. وعادات. وأعياد. وأفراح. وأحزان. مثل كل البشر.

كان لنا حق.

كان لنا مثل كل الشعوب رغبة في الحياة. وفي الأمن.

وحدث. مرات كثيرة في التاريخ. أن تعرضنا لظلم كبير. وعنصرية. وتطهير عرقي.

لكننا الآن. وبعد أن صارت لنا دولة.

فإننا لم نعد نؤمن إلا بالقتل.

وبدل العهد القديم صار لنا كتاب الموت.

وإصحاح الدم.

صارت لنا وصايا جديدة.

صار لنا دين جديد.

ورب جديد.

وأسفار جديدة.

صار لنا إله رسالته هي أن نقتل كل جيراننا.

ونردم الأطفال.

والأمهات

والأجنة.

تحت الأنقاض.

ونهجّر كل من تبقى على قيد الحياة. بعيدا عن قريته. وعن بيته. وعن أرضه.

صار لنا إله لا يشبع من الدم.

صار يفرض علينا أن نتخلص من اليهودي فينا.

ومن الإنسان.

ومن الرب الذي كان لنا.

صار يريد كل دم المنطقة العربية.

و المؤمن فينا هو من يقدم له كل يوم دما وأشلاء مئات الأبرياء.

ومع الوقت

ودون أن ندري نسينا من نحن. ونسينا ديننا. ونسينا الله. ونسينا الظلم الذي تعرضنا له.

ونسينا أننا يهود.

فلم يعد يؤثر فينا أي دين من الأديان القديمة.

ولم تعد الأخلاق تعنينا.

ولم نعد نهتم بكل الانتقادات التي توجه إلينا.

ولم نعد نبالي بالأمم المتحدة. ولا بالمنظمات الحقوقية.

ولا بالمحاكم.

ولا بالقانون الدولي.

ولا بالعدل.

ولا بصورتنا. ولا بسمعتنا.

ولا بالحياة.

صرنا باختصار دولة للقتلة.

وكل ما جاءت به الأديان لم يعد يعنينا.

وكل ما جاءت به الحضارة.

وأصبحنا نقتل كما لم يقتل أحد من قبل.

أصبحنا قتلة العصر الحالي.

وصنعنا حكايتنا التي ستردد طويلا في تاريخ الإنسان ومستقبله.

لأن عطشنا إلى الدم كبير. ولأن إلهنا الجديد لا يرتوي. ويطلب المزيد.

ويسعده أن يرى ضحايانا في غزة يبكون.

ويلتذ حين يرى الناس يهربون من طائراته ومن قنابله في السيارات.

ويفرحه الهلع في عيون الأطفال.

وعويل النساء.

و يكافىء جيشنا حين ينجح في أن تكون الأضرار الجانبية مهولة. وأن يسقط 500 قتيل مدني دفعة واحدة. من أجل التخلص من مقاوم واحد.

حتى أننا أشد المؤمنين به منا صاروا لى قناعة بأنه إله الأضرار الجانبية.

ويحب دم المدنيين أكثر.

وأن يردم الرضيع النائم في مهده.

ومعه الجدة.

ومعه الشاب النائم في سريره بعد يوم عمل شاق.

ومعه أنّةُ المريض.

ومعه المتوضئ.

ومعه المتابع لحلقة جديدة من مسلسل جديد.

كل هذا القتل يجعل إلهنا فخورا بنا. وبإيماننا بدينه.

ومن عليائه يبتسم لنا حين يرى أهل الجنوب والضاحية ينزحون. حاملين ما استطاعوا حمله. إلى العراء.

ويتكدسون في السيارات.

وقد جاء إلهنا الجديد برسالته. وكلمنا. وقال لنا كفوا عن تكونوا الضحية.

فلا حياة إلا للقاتل.

و للعنصري.

وكي تعبدوني. قال لنا. لل تكفوا عن تقديم الدم لي.

أنا إله الأشلاء. والأطراف. والرؤوس تحت الردم.

وهي قرابيني.

وهي من تجعلكم أقرب إلي. و بها أكافئكم.

فقدموها لي.

أنا إلهكم الآن. وأدعوكم أن تكفروا بإسرائيل الأولى.

أنا ربكم وأريد دولة للقتل.

وعليكم أن تفتخروا بما ترتكبونه من جرائم.

لأنها من أجلي.

وإذا كان إرهاب ضدكم. وإذا كان تفجير. أو هجوم من أغيار. معذبين. ومحاصرين. ويائسين. وفاقدين لكل أمل.

فأنا إله دولة الإرهاب.

ومن قوتي جعلت ضحاياكم يسعدون لموت مقاوم.

وجعلتهم يغضون الطرف عن جرائمكم.

ولا يحترمون حزنا.

ولا أناسا بلا مأوى. ولا سقف ينامون تحته. ولا طعام.

وقد اخترتكم لتبيدوا هذه الشعوب المحيطة بكم بالكامل.

ولا حياة إلا لمن يصفق لكم.

ويصمت على جرائمكم.

ويلخبط في الكلام. ويبرر ما لا يبرر. ويشير بإصبعه إلى الضحية. ويتهمه. ويدينه.

و من أجلي تصنعون إرهاب الدولة.

فاطردوا هؤلاء الفلسطينيين من أرضهم

وصفوا دولتهم.

واقتلوهم في كل مكان. وفجروا صغارهم وكبارهم. وابنوا مستوطناتكم فوق جثثهم.

فالعالم القوي كله لي.

والقوة لي.

والآلات. وأجهزة الاتصال. وأمريكا لي.

والغرب لي.

وضميره لي وأنا أتحكم فيه.

فاقتلوا. وأطلقوا الصواريخ على المستشفيات. وعلى المدارس. وعلى المباني السكنية.

ومن الأشلاء اصنعوا دولتي المجيدة

واسقوها بدم ضحاياكم.

فلن يدينكم أحد.

فالعالم كله أتحكم فيه.

ولا تؤثر عليكم كل هذه الصرخات.

وكل هذا البكاء.

وكل هذا الظلم.

ولا تبالوا بالمنهزمين.

ولا تبالوا بمن لا يملك أي تأثير.

ولا تبالوا بمن يرفض الاستسلام.

فلن يسمعهم أحد.

ولا قدرة لهم على فعل أي شيء مادمت موجودا.

وما دمتم على عهدكم لي.

ولا تبالوا بهذه الحشرجات الأخيرة. ولا تتراجعوا خطوة. لأني بجرائمكم أرتوي.

أما الآن فانسوا.

انسوا كل شيء.

انسوا الشعارات الأولى. وانسوا أنكم يهود. وأنكم بشر. وانسوا إسرائيل. وانسوا ما تعرضتم له من ظلم.

و لا تهتموا بما يقال ويكتب عنكم.

فهو مجرد صيحة في البرية.

ومع كل ما ارتكبتموه. ومع كل هذا الدم. فأننتم عبادي. وجيشي. وحكومتي.

وقد أسستم دولتي.

وأوصيكم ألا تهملوا ثقافتكم الجديدة وأن تلقونها لأبنائكم.

ولتكن تعاليم القتل راسخة في ذاكرتكم.

و لتؤمنوا أن ثقافة إسرائيل الرسمية هي ثقافة القتل.

وسياستها هي سياستها القتل.

وهويتها واضحة وهي القتل.

وأخبارها. وكل ما يأتي منها. قتل. ودم.

ودينها هو دين القتل.

وكم كان إلهكم الجديد. فخورا بكم. حين رآكم تتخلون عن أسراكم غزة.

من أجل القتل.

ومن أجل أن أشبع وأرتوي.

كم أثبتم لي أن إسرائيل لم تعد إسرائيل

ومواطنها هو لا شيء

وأن ما تحرصون عليه هو تقديم الدم لي

مضحين بأهلهم و بأولادكم وبشبابكم وبمسنيكم من أجل تنفيذ أوامري.

و هذا جديد. وغير مسبوق. ويؤكد لي أنكم كفرتكم بكل ما كنتم تؤمنون به.

و أصبحتم تؤمنين بي وحدي.

وكل يوم

وكل ساعة

تصلون من أجلي وتقدمون لي مزيدا من الدم. وتقصفون الجنوب. والشمال. وتنوعون لي.

وتذبحون لي الأطفال. والنساء. وكل ما أشتهي.

حتى صار الإنسان في كل مكان يعرف إسرائيل بالقتل.

وفي أي مكان في العالم. اسألوا أي شخص. ماذا تعرف عن هذه الدولة. و سيجيبك: القتل.

و بفضلكم صار ديني الجديد على كل لسان.

وفي الأخبار

وفي الشاشات.

و يعرفه الصغار

والكبار.

والناجون. والجرحى. والمكلومون.

ومن مازالوا على قيد الحياة.

والموتى.

والموتى بالخصوص يعرفون إسرائيل الحالية أكثر من غيرهم.

ولن يترددوا في ذكر اسمها: القتل.

والبحر. والهواء. والتراب. والحصى. والدور. والبنايات. والسماء. والماء. والنار.

والكل يعرف الآن أنها الدولة التي تقتل أكثر من الجميع.

وبدم بارد.

الكل يعرف أنها هذه الدولة الصغيرة التي لا يحتج على جرائمها أحد.

ولا يوقفها أحد.

ولا يستطيع أحد أن ينعتها بالإرهاب.

ومن يفعل ذلك ينال العقاب الذي يستحق.

ويعزل.

وهذا كله بفضل إلهكم الجديد.

وبفضل كل هذا الدم. وهذه الجثث. وهذه الأشلاء التي أتوصل بها كل يوم منكم.

فلا تخشوا شيئا

ولا تشغلوا بالكم بأي عقاب في هذه الدنيا

ولا في الحياة التي بعد الموت.

ولا تتوقفوا

وفخخوا أجهزة الاتصال وفجروها في يد الطفل

وفي عربة الطماطم

وفي طاولة الطعام

وفي الصلاة. وفي كلمة الله. وفي سيارة الأجرة. وفي الحافلة التي تنقل التلاميذ إلى المدرسة.

فلن يحتج على إرهابكم أحد

لأني في الأعالي أحميكم

أنا ربكم الجديد

أنا إله دولة القتل الصغيرة

أنا الذي غيرت اسمها

ودينها

أنا الذي منحتها الآلات والتكنولوجيا الحديثة

أنا حارسها

من أي شخص يفكر مجرد التفكير في مقاومتها

أنا ضامن أمنها

أنا من تدخلت ورفضت أن تكون هناك دولة في أرض فلسطين

أنا من يرفض أي حل سلمي

أنا من يتمتع بالأشلاء

ولا أشبع ولا أرتوي من كل هذا الدم الذي يقدم لي.

وأريد المزيد

وأريد أن يزداد إيمانكم بي.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة