أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةرآيما الذي كان مطلوبا من كاتب الدولة لحسن السعدي؟! كان عليه أن...

ما الذي كان مطلوبا من كاتب الدولة لحسن السعدي؟! كان عليه أن يحزن وينوح ويغني الأغاني الملتزمة والهادفة كي لا نحتج على تعيينه

حميد زيد كود ///

كي نقبله كاتب دولة مكلفا بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

كي لا ننتقده.

كي لا نحتج عليه.

كي لا يفاجئنا ورود اسمه في التعديل الحكومي.

كان على لحسن السعدي أن لا يرقص.

كان عليه أن لا يغني مع شبيبة الأحرار أغنية”مهبول أنا”

كان عليه أن يرتقي بالذوق.

كان عليه أن يحزن.

كان عليه أن ينوح.

كان عليه أن يذرف الدمع.

كان عليه أن يلطم خده وصدره.

كان عليه أن يرفض التعيين.

كان عليه أن لا يكون له طموح.

كان عليه أن يغني الأغاني الملتزمة.

كان عليه بدل “مهبول أنا” أن ينشد ” أناديكم وأشد على أياديكم” و “منتصب القامة أمشي”.

كان عليه ربما أن يردد “هز كدم.

حط كدم.

الشوارع عامرة بالدم”.

كان عليه أن يكون وفيا لتقاليد الشبيبات الحزبية التقليدية.

وأن يلجأ إلى مارسيل خليفة.

والشيخ إمام.

وأحمد قعبور.

كان عليه أن يكون يساريا.

كان عليه أن يكون ضد نفسه.

كان عليه أن يكون اتحاديا ويغني “اتحادي اتحادي اتحادي حزب ثورة على الأعادي”.

رغم أنه ينتمي لحزب ليست هذه هي ثقافته.

وليست هذه هي أغانيه.

وليس هذا هو إيقاعه.

كان عليه بدل رقصته الأمازيغية أن يرقص على إيقاع الدبكة .

كما يفعل عادة مناضلو وقادة حزب العدالة والمغربية.

كان عليه أن يكون مستلبا.

كان عليه أن لا يكون مغربيا.

كان عليه أن يكون كما تعودنا أن يكون المناضل الحزبي الشاب.

بكوفية فلسطينية.

وبنظرة متجهمة إلى العالم.

لكن لحسن السعدي لا ينتمي إلى هذه الثقافة.

وربما هرب منها لاجئا إلى التجمع الوطني للأحرار.

وهذا اختياره.

وحقه الذي لا ينازعه فيه أحد.

ورغم ذلك نلومه.

ورغم أنه ابن الحزب الذي يترأس الحكومة.

ورغم أنه يقود شبيبة الأحرار.

فنحن نحتج عليه.

ونرفض أن يتم اختياره. ونهاجمه.

ونحكم عليه قبل أن يشرع في عمله.

ونريده من حزب آخر غير حزبه.

ونريد أن نعود به إلى صورتنا عن الشاب الذي يمارس السياسة.

والحال أن هذا الشاب لم يعد موجودا.

وحتى في فيدرالية اليسار صار هذا النوع من الشباب يبدو اليوم غريبا.

ومن زمن آخر.

بينما الطبيعي أن يتدرج الشباب في الأحزاب.

وأن يكون لهم طموح في الاستوزار.

وأن لا يسقط الوزارء على الحكومة بالمظلات كما يحدث دائما.

هذا هو ما يجب أن يكون.

لكننا ضبطنا لحسن السعدي وهو يرقص ويغني. وقد كان سعيدا.

كان يضحك.

ومن تبدو عليه السعادة والفرح فهو غير مؤهل كي يتم تعيينه وزيرا أو كاتب دولة.

وقد نكون ضد حزب التجمع الوطني للأحرار. وضد عزيز أخنوش. وضد هذه الحكومة. و قد لا يكون هناك أي جديد تحت الشمس.

وقد يكون هذا التعديل من أجل أن يستمر الحال على ما هو عليه. وقد لا يكون له أي مبرر.

هذا كله مقبول و قد يكون صحيحا. لكن كيف نجرؤ ونحكم على لحسن السعدي قبل أن يباشر مهامه.

وكيف نهاجمه ونُجمع على النيل منه لمجرد أنه شاب وينتمي إلى حزب رئيس الحكومة و لمجرد أنه كان يرقص ويغني بدل أن يندب.

وكما لو أننا بذلك نطلب من عزيز أخنوش أن يهمش شباب حزبه ويستورد لنا وزراء من المعارضة ومن الأحزاب المتشبثة بالأغاني الملتزمة والهادفة.

حقا حقا من يشرح لنا سبب كل هذا الهجوم على لحسن السعدي

ما الذي كان مطلوبا أن يتوفر فيه حتى لا نركز عليه كل هذا التركيز وحتى لا نتفق جميعا على النيل منه دون باقي الذي تم تعيينهم ودون كل هؤلاء الذين لم يمسسهم التعديل.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة