نجح حزب التجمع الوطني للأحرار من خلال الجامعة الصيفية لشبيبته، المنعقد نهاية الأسبوع الماضي، في خلق نوع من الرواج السياسي، والبصم على دخول سياسي ساخن، في الوقت الذي كان الجميع يتنبأ بـ “موت السياسة”، أو على الأقل أفول نجمها.
تحريك للمياه الراكدة
في الوقت الذي تعيش فيه الشبيبات الحزبية المغربية واقعا صعبا، مبتعدة عن دورها المفترض في تأطير الشباب وصناعة قادة المستقبل، بعدما اقتصرت مختلف التنظيمات السياسية على الاكتفاء بتنظيم لقاءات مناسباتية، فرضت فيها على الشباب لعب أدوار على الهامش، جاءت جامعة الشباب الأحرار لتحرك المياه الراكدة، وتقدم “قبلة الحياة” لمفهوم المشاركة السياسية بالنسبة للشبيبات الحزبية، من خلال نجاحها في تنظيم لقاء حضره حوالي 4.000 من شبيبتها من مختلف جهات المملكة، وبحضور قوي لرئيس الحزب ووزرائه.
في هذا الإطار يقول محمد الصاغي، عضو الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، أن تنظيم الشبيبة التجمعية للجامعة الصيفية كان بمثابة دخول سياسي.
واعتبر في ذات السياق أن هذا التوصيف له دلالات عميقة حول تحولات مسارات التأثير والتأثر في المجال السياسي.
وأبرز ذات المتحدث أن “هناك تحول عميق يفرض نفسه بقوة عندما يتجاوز لقاء شبابي صفة التكوين والتأطير إلى محطة رمزية الجميع ينتظر انطلاقتها، فهذا دليل قاطع على مكانة هذا الحدث السنوي داخل منظومة الاحزاب السياسية.”
ريادة للحقل الشباب
وتعليقا على نجاح الجامعة الصيفية لشباب الأحرار، يقول منير الأمني، عضو فيدرالية شباب حزب “الحمامة”، أن هذا يؤكد “ريادة الشبيبة التجمعية في الحقل الشبابي بتنظيم أكبر تجمع سياسي شبابي بالمغرب”.
وأكد ذات المتحدث أن شباب الأحرار استطاعوا خلق فضاء عمومي وطني لتبادل الخبرات والأفكار، وللتشاور والقراءة الجماعية التي تستوعب الحاضر من أجل المستقبل و للتفاؤل والتنافس من أجل خلق التصورات والرؤى والاستفادة من تبادل التجارب والخبرات…”، على حد تعبيره.
ويضيف: “مرة أخرى تعبر الشبيبة التجمعية عن الرغبة الوجدانية العميقة في مواصلة المسار رغم كل المحاولات اليائسة للتشويش والتبخيس، مسار متواصل من العمل والتأطير وخلق فضاءات النقاش و الحوار الصادق الحر والمسؤول، بما يسهم في توحيد الوعي المشترك خدمة لقضايا الوطن…”.
إشادة بالعمل الحكومي
وفي سياق متصل، اصدر شباب الأحرار بيانا ختاميا لأشغال جامعتهم الصيفية، اشادو من خلاله بالمجهودات الحكومية على مختلف المستويات والأصعدة.
كما نوهوا بجهود الحكومة من أجل تحسين البنية التحتية الرياضية، بما في ذلك استضافة كأس إفريقيا للأمم 2025، والترشيح والاستضافة المشتركة لكأس العالم 2030.
كما أشاد بجهود الحكومة لتحسين مستوى المعيشة وتعزيز العدالة الاجتماعية، مسجلا التقدم المحرز رغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية. كما سلط الضوء على نجاحات الحكومة في مجال الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، التي تهدف إلى ضمان العيش الكريم لجميع المواطنين.
في هذا السياق، رشح أن جل الشبيبات الحزبية التي نظمت ملتقيات مماثلة بتزامن مع شبيبة الأحرار، كانت مدفوعة بعرض قدمت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قبل أن تطفو على السطح خلافات بين الشبيبات ومنها شبيبة العدالة والتنمية والوزارة بشأن منحة التغذية، التي أعلنت الوزارة عدم توفر الاعتمادات المالية الخاصة بها.
